بين فترة وأخرى يخرج رئيس حكومة حماس السيد إسماعيل هنية ويعلن عن هبات ومساعدات جديدة تخص المعلمين أو غيرهم في قطاع غزة دون منح هذه الهبات لنظرائهم في الضفة الغربية وهو بذلك يثبت للقاصي والداني انه يسير باتجاه قسمة الوطن والمواطن وهو يخالف بذلك كل التصريحات والشعارات التي تخرج من قيادات حركة حماس وتفيد بأنه رئيس الوزراء الفلسطيني الشرعي لكل الفلسطينيين, وهو بذلك يحاول الاصطياد في الماء العكر على وقع الضائقة المالية التي تعيشها الحكومة الفلسطينية برئاسة فياض من خلال الفاتورة الباهظة التي تتحملها كونها تتحمل المسئولية الكاملة عن النفقات وهي تصرف ما يعادل 58% من موازنتها العامة على أهلنا في القطاع من خلال صرف رواتب الموظفين في القطاع العام في قطاع غزة والضفة الغربية معا إضافة إلى النفقات الأخرى عن طريق الوزارات المختلفة.إن هذه الممارسات التي تصدر عن حكومة حماس ما هي إلا إضافة نوعية تصب في صالح الانقسام وتعمل على إبقاء الوضع القائم فكريا وعمليا كما هو الحال دون الحاجة الملحة لإعادة اللحمة الوطنية بين جناحي الوطن العزيز, وهنا نرى وبوضوع أن مبلغ المئة دولار لن يكون الحل الشافي للضائقة المالية التي يعاني منها المعلم ولا غيره من الموظفين في قطاع غزة ولا حتى في الضفة الغربية ويعلم السيد هنية أن هناك شرائح في المجتمع الفلسطيني لها الأولوية بهذه المساعدات حتى لو كانت خمسين دولار فقط كونها  شرائح معدمة ولا تتقاضى راتب شهري من السلطة الوطنية ومن حكومة فياض ولا تتوفر لها فرص عمل من اجل كسب لقمة العيش الكريم وهذا يدل أن الموضوع لا يعدو كونه محاولة لشراء الذمم لبعض العاملين في الوظائف العمومية ليس إلا.سيدي النائب إسماعيل هنية ماذا ستفعل المئة دولار للموظف الغلبان أو المواطن المعدم وأنت تتقاضى وأمثالك من أعضاء المجلس التشريعي في قطاع غزة والضفة الغربية مبلغ ثلاثة آلاف دولار شهري إضافة إلى الامتيازات والحوافز الأخرى من صندوق حكومة السيد سلام فياض التي تنعتها وأمثالك من أعضاء حركة حماس بالحكومة الغير شرعية,.وان كانت بنظركم حكومة غير شرعية لماذا الإصرار على مد اليد إلى آلة الصراف الآلي لتتقاضي هذه المبالغ الخيالية أمام أعين الفقراء من قومكم دون خجل, وأكاد اجزم أن حكومة فياض تعاني الأمرين اقتصاديا من خلال هذه الرواتب الباهظة للوزراء السابقين واللاحقين ولأعضاء المجلس التشريعي السابقين واللاحقين وللقضاة وغيرهم من أصحاب الرواتب الخيالية رغم أننا شعب تحت الاحتلال ولا زلنا نقارع المحتل في أسوا الظروف.سيدي النائب إسماعيل هنية وأنت المرشح المحتمل لتكون رئيس المكتب السياسي لحركة حماس, أن توزيع المساعدات على هذا النحو ومحاولة شراء الذمم لا تليق بك وأنت تعلم انك أوعزت لمن يلزم بصرف مئة دولار لكل معلم كنت تدري أو لا تدري وهو الأسوأ قد أصدرت أمرا بضرب ألف جلدة على ظهر الوحدة الوطنية في قصاص غير عادل ويا رضا الله ورضا الوالدبن.