ي مثل هذه الأيام منذ 46 عاماً وبعد أشهر قليلة من الهزيمة المدوية لأمتنا في حزيران من العام 1967 استطاعت فئة قليلة مؤمنة من طلائع حركة فتح بأسلحتها البسيطة وبمؤازرة رائعة من الجيش العربي في الأردن بقيادة البطل الراحل مشهور حديثه الجازي وبأسلحته المحدودة مقارنة بأسلحة العدو الصهيوني.. استطاع هؤلاء الأبطال ان يقهروا الجيش الذي لا يقهر.

ففي الحادي والعشرين من آذار في العام 1968 وفي قرية الكرامة في غور الاردن سجلوا اعظم ملحمة بطولية في تاريخنا المعاصر. حيث اعاد هؤلاء الابطال الكرامة للامة العربية في معركة الكرامة الخالدة. يومها حشد الجنرال موشى دايان 15 الف جندي بطائراتهم المقاتلة ومدفعية دباباتهم ومجنزراتهم فيما حسبه نزههّ ليقضي على حركة فتح التي وصفها بالبيضة في يده يستطيع ان يسحقها وقتما يشاء فاذا بفتح بيضة من حديد تدمي يد دايان بل تدمّر مجنزراته وتسحق جنده ويقرر شد ذيله الى عجزه مندحراً.

اراد هذا العدو المتغطرس ان ينزع احتفالنا في ذكرى يوم الكرامة فتوجّه في حلكة الليل الى رمز الكرامة.. مخيم جنين.. مخيم الابطال الذين دوّخوا جيش الاحتلال في ملحمة بطولية قبل سنوات قليلة (نيسان 2002) جعلت القائد الرمز ابو عمار يسميها جنين غراد. فتوغلوا في المخيم وقتلوا ثلاثة من ابطال المخيم يمثلون الوحدة الوطنية.. وحدة الدم فوق الارض الطاهرة.. ثلاثة شهداء من حركة فتح وحركة الجهاد وحركة حماس ودمروا البيوت وجرحوا العشرات. لكنهم خرجوا يجّرون ذيول الخيبة لأن ما قاموا به من جرائم لن يثني شعبنا وجماهير مخيم جنين عن التمسك بحقهم في التصدي للمحتلين ودحرهم عن ارضنا وديارنا وسمائنا وهوائنا ومائنا. نعم نستطيع هزيمة هذا العدو المتغطرس بوحدتنا بارادتنا و بحقنا ولكن عكرّ هذه الوحدة فضائية حماس وناطقوها الكثر من تصريحات اقلّ ما يقال فيها انها تريد نسف ما بقي من وحدتنا واخلاقنا.

فئة قليلة مؤمنة من فدائيي حركة فتح ونشامى الجيش العربي الأردني غلبت فئة كثيرة متغطرسة مدججة بالسلاح من رأسها إلى أخمص قدمها غلبتها بإذن الله في معركة الكرامة الخالدة.

يومها وحدنا الدم في الكرامة ومحونا عار هزيمة حزيران 1967م.

وهتفنا عقب هذا الانتصار العظيم بقصيده الشاعر الراحل ابو الصادق الحسيني

وحدنا الدم يا كرامة وحدنا الدم وحدنا الدم

والشمل التمّ يا كرامة.. الشمل التمّ الشمل التمّ

بجبال النار.. فدائيه

بين الاغوار.. فدائيه

عجبين الارض العربية وحدنا الدم وحدنا الدم

حرب التحرير الشعبية وحدنا الدم وحدنا الدم

غلابة يا فتح.. يا ثورتنا غلابة.. غلابة

غلابة الايد اللي تفجّر دبابابة.. غلابة

فلتخرس أصوات الناعقين باسم حماس في غزة, ولتعد إلى رشدها وتتوجه إلى الوحدة بدل الانقسام والشتائم والتنابز بالألقاب.

فبالوحدة وبالأخلاق الحميدة لا بالشتائم والتخوين نحقق النصر على العدو المتغطرس.. كما فعل الأبطال الأشاوس في مخيم جنين غراد.