سينجح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في اللقاء الحاسم مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي سيتم اليوم في واشنطن، وعنوان النجاح، أن الأخ أبو مازن ليس لديه ما يخسره، وفي نفس الوقت فهو يتسلح بغالبية شعبنا الفلسطيني، وأعلن بوضوح رفضه للشروط الإسرائيلية المتطرفة والاملاءات الأمريكية، وكان واضحا في رفضه الاعتراف بالدولة اليهودية، وكذلك رفض طلب الإسرائيليين بتجاهل حق العودة واللاجئين، أو بقاء أي قوة احتلالية في حدود الدولة الفلسطينية.

قال الرئيس محمود عباس خلال اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح قبل عدة أيام " لقد بلغت التاسعة والسبعين من العمر، ولن أختم حياتي بخيانة وطنية"، وذهب أبعد من ذلك حين طالب أن يكون الموقف الأمريكي واضحا من مسألة حدود الدولة الفلسطينية وان القدس الشرقية عاصمتها وليس أي مكان آخر، وأنه لا لإلغاء حق العودة، وكذلك طالب أن يتعهد الوسيط الأمريكي بأن توقف (إسرائيل) عمليات الاستيطان والتهويد وكل ما يهدد الدولة الفلسطينية وإمكانية قيامها .

ولقد وصلت الرسائل الفلسطينية إلى الإدارة الأمريكية، وهذا ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حين صرح قبل أيام أنه تحفّظه أمام لجنة الخارجية التابعة لمجلس النواب الأميركي على إصرار إسرائيل على شرط الاعتراف الفلسطيني (بإسرائيل) كـ«دولة يهودية»، لانجاز التسوية النهائية، ووصفه بالخطأ الإسرائيلي .

وكذلك لن يدفع الفلسطينيون ثمن الضعف الأمريكي في إدارة المفاوضات الحالية أو تهربهم من المسؤوليات التي أعلنوها كأساس لانطلاقها، وليس من مسؤولية القيادة الفلسطينية أن تعمل على "تجميل" حسابات الرئيس الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، أو تقديم هدايا مجانية على حساب حقوق شعبنا وتاريخنا المقدس ونضالات الشهداء والأسرى والجرحى والمعذبين اليوم تحت الاحتلال ونيره .

إن الخاسر الأكبر من فشل المفاوضات الحالية وفشل لقاء اليوم ستدفع ثمنه أمريكا كخسارة إضافية تسجل لها بجانب الخسائر المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط وحتى أمام روسيا والمجموعة الأوروبية، وليس هناك ما يخسره الفلسطينيون الذين تتوفر لهم عدة بدائل وعلى رأسها الشرعية الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة، ونضالهم المستمر ضد الاحتلال والذي لم يتوقف منذ عشرات السنوات.

إن لقاء اليوم في واشنطن ستعمل فيه الإدارة الأمريكية على تنشيط الهدف التفاوضي، واعتباره كهدف أساسي مع معالجات للعقبات التي تعيق المفاوضات الحالية، وبالتالي فإن الموقف الفلسطيني واضح أنه مع الجهود التفاوضية على أساس معطيات الحق الفلسطيني وثوابتنا الوطنية، وأن أي عمل يراد الاتفاق عليه يجب ألا ينتقص من هذا الحق، وعلى (إسرائيل) أن تمتنع عن القيام بأي أعمال تنافي هذه الجهود وتعرقلها.

الرئيس الأمريكي يلتقي اليوم مع الرئيس الفلسطيني في ظل تأكيدات كيري بأن سقف الطموح الأميركي، إزاء التسوية، في حالة تراجع دائم، وأن ممارسة الضغوط على (إسرائيل) أمر أسهل من مواجهة الفلسطينيين، بعد تأكدهم التام بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يوافق على الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وأنه من الخطأ أن يكون هذا مسألة مركزية تنسف كل الجهود التي بذلت والتي يراد لها أن تستمر وتنجح