لا شك أن السياسة الدولية والنظام الدولي قد تضرر بشكل كبير بفعل سياسة الولايات المتحدة عبر عشرات السنين ومحاولتها فرض الهيمنة العسكرية والاقتصادية على دول العالم، خاصةً منطقة آسيا وإفريقيا ودول أميركا اللاتينية والصين وروسيا وغيرها، ومع فوز الرئيس الأميركي الحالي ترامب وافصاحه عن سياسته في العالم عسكرياً واقتصادياً وتهديداته وقرارته الأخيرة، سواء بتهديد العرب والمسلمين أو الفلسطينيين بشكل خاص والرسوم الجمركية التي فرضها على دول العالم، وما أثارته من ضجة كبيرة وردود فعل متفاوتة عليها، وأيضاً عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، العائد قبلها بخمسة أيام للبيت الأبيض، بعد غياب أربعة سنوات، عن ضرورة تهجير غالبية أهل غزة، ليبقى بها ما يقارب الـ 500 ألف إنسان، ليتدرج في تصريحاته الغزية، إلى أنها مكان رائع يمكن أن يصبح "ريفييرا الشرق الأوسط".
قد يري البعض تصريح ترامب الأخير يوم 7 أبريل 2025، بحضور نتنياهو حول تطهير غزة من سكانها ليس سوى "هلوسات صحفية" لرئيس معجب بخلق ضجيج ودوشة خاصة، كما كان مع الرسوم الجمركية، لكن جوهر الأمر يفوق كثيراً في خطورته من اعتباره "تصريح كوميدي"، كونه انتقل من فكرة "تهجير" إلى "تطهير"، وهي جوهر مطالب التوراتيين في داخل إدارته، والفريق الفاشي في دولة الكيان.
إن سياسة الولايات المتحدة وخاصة مع وصول ترامب للبيت الأبيض أثارت وتثير قلقاً كبيراً في العالم أجمع، سواء بالطريقة التي تحدث بها ترامب أو بالأهداف التي يريدها أيضًا من وراء ذلك، وإن كان قد أصبح النظام الدولي رهينة لدى المصالح الأميركية وإن المؤسسات الدولية والأممية والقانون الدولي كلها لم يعد لها أية قيمة، أما سياسات الولايات المتحدة وحلفائها، وهنا أتحدث عن سياسة ترامب بعد وصوله لسدة الحكم في أميركا، حيث ضرب بعرض الحائط كل القوانين والأنظمة الدولية والتي من المفروض أنها تحمي الدول والشعوب وتعالج المشاكل بين الدول كافة، هذه القوانين أصبحت فقط تطبق انتقائياً وحسب المصالح ورأينا ذلك في أزماتٍ عدة مثل ما جرى في بعض الدول العربية والإسلامية من افتعال للحروب واحتلال بعضها وتدمير مقدرات دول أخرى وفرض حصار على أخرى وهذه الأمور كانت خارج القانون الدولي ومخالفة لقرارات المؤسسات الدولية حيث تم تعطيلها عن عمد مع سبق إصرار.
إن النظام الدولي أصبح في خطر شديد والعالم أصبح أشبه بشريعة غاب والقوي يأكل الضعيف ويتم فرض هيمنات اقتصادية وأمنية وحتى عسكرية والتي ترتبط بمصالح الدول الكبرى، وهذا كله سببه الولايات المتحدة الأميركية وسياساتها في ألعالم، وأن سياسة ترامب العدوانية والتي تتسم بعنجهية خاصةً فيما يتعلق بفلسطين والحرب العدوانية على شعبنا في غزة والضفة وما يجري من تهويد منظم في القدس والمسجد الأقصى المبارك.