يا عسكر وساسة حماس، انجزو ملف الرهائن والأسرى من الجنود الإسرائيليين والجثامين، بصفقة واحدة، وكفوا عن تقديم ذرائع جديدة لمنظومة الاحتلال (إسرائيل). كفّوا عن تدمير مسار الرؤية الفلسطينية التي تبناها الأشقاء العرب في قمة فلسطين، والمؤيدة من المجتمع الدولي، والشرعية الدولية، والمسنودة على حراك سياسي ودبلوماسي لا يهدأ لإنقاذ شعبنا، وإيقاف حملة الابادة والتهجير، كفّوا عن المناورات الكلامية، وحددوا مواقفكم وقراراتكم، ولا وقت للعب، أو انتظار الأوامر من إيران، أو من جماعة الإخوان المسلمين، أو من أي جهة كانت.

كفّوا عن العبث بوجود الشعب الفلسطيني على أرض وطنه، ولا تمنحوا منظومة الصهيونية الدينية والسياسية على حد سواء فرصة تطبيق الكذبة التاريخية: "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض". كفوا وانسحبوا إلى الأبد من المشهد السياسي الفلسطيني، فقد أصبحتم ثقلاً فوق ثقل منظومة الاحتلال (إسرائيل) على صدر الشعب الفلسطيني، فكفوا وسلموا المفاتيح لأصحابها الشرعيين، سلموها لدولة فلسطين، فهنا رجال بقلوبهم رأفة ورحمة، وعقولهم راجحة، وأثبتت العقود الماضية صواب منهجهم الوطني السياسي.

كفوا.. من أجل أطفال الشعب الفلسطيني، مستقبلنا على أرض وطننا المقدسة، نقولها لهم رغم علمنا بتفاصيل الواقع، فساسة حماس في الخارج والداخل، لا يملكون تأثيراً يذكر على عسكرها في قطاع غزة، فالقرار الأول والأخير لقيادات الجماعة المسلحة المتأصلين لمستوى أعمق بمفاهيم وتعاميم جماعة الإخوان المسلمين، ولا يعيرون المناورات السياسية اهتمامًا، ولا يلتزمون بما يصدر عن رأس حماس السياسي، وأن القذائف التي أطلقت أمس الأول من وسط قطاع غزة، كان هدفها تفنيد تصريحات رئيس المكتب السياسي لحماس المؤقت خليل الحية، الذي نقل عن لسانه استعداد جماعته التخلي عن حكم غزة، وبذلك الفعل يؤكد عسكر حماس علو كلمتهم، وقرارهم، على كلمة القيادة السياسية، التي يعتقدون بانقلابها عليهم، ونقول لكم: كفّوا، فأنتم في خضم تنازعكم على سلطة القرار في (حماسكم) يدفع مليونا مواطن فلسطيني في قطاع غزة، ثمن انقلاباتكم الداخلية، وأفعالكم لإثبات وجود جماعتكم، واستمرار مشروعها، على حساب وجود الشعب الفلسطيني على أرض وطنه، ومشروعه الوطني، كفّوا.. فأنتم بمسمياتكم السياسية والعسكرية لا تكترثون للنكبة والكارثة والإبادة الدموية، ولا لأرقام قوائم الضحايا الأبرياء، ولعشرات آلاف الأطفال والنساء ضحايا، عبثيتكم، وتقديراتكم الجالبة للمصائب والكوارث على شعبنا. ألا تحضكم مشاهد نزيف الدم الفلسطيني، والنزوح، والجوع، والمآسي والأمراض بأنواعها، وأخطرها النفسية، كفوا.. فقد دُمِرَت مقومات الحياة الانسانية كافة، أما أنتم فلا يشغلكم سوى أن يكون اليوم التالي لكم، حتى لو نُفِذَت خطة التهجير القسري، أو التهجير الناعم المسمى بالهجرة الطوعية، واستكمَلَت حكومة الصهيونية الدينية، خطة تقسيم قطاع غزة لأربعة اجزاء رئيسة، وضم جنوب القطاع "رفح" إلى المنطقة الأمنية العازلة على الحدود مع مصر العربية، وفتح محور عسكري آخر ما بين دير البلح وخان يونس، الواصل ما بين مستوطنة غوش قطيف السابقة ومفرق المطاحن على طريق صلاح الدين، وتوسيع محور نتساريم، ما يعني السيطرة الكاملة لجيش الاحتلال على شارعي الرشيد من ناحية البحر غرب القطاع، وصلاح الدين الممتد من بيت حانون مرورًا من مدينة غزة حتى رفح شرق القطاع، أما مخططات الاستيطان التي قد تنفذها منظومة الاحتلال الاستيطانية العنصرية على الأرض بالتزامن مع عملية التهجير، فلا تحسبون لها أي حساب على الاطلاق، فالمستوطنون الإرهابيون، يروجون أن قطاع غزة "جزء لا يتجزأ من ارض إسرائيل".

كفى يا عسكر وساسة حماس، ألا تعرفون معنى المسؤولية؟! أم أنكم معنيون باستمرار مشهد معارككم المخترعة، والمروجة بخداع وتضليل استراتيجي على  قناة الجزيرة؟! ومعارك أنصاركم المرضى بداء العدائية للحياة والسلام، على منصات التواصل الاجتماعي، العاكسة فعلاً، فأعضاء وأنصار جماعة الإخوان، يحسدون أطفال ونساء وشباب شعبنا الضحايا على نعمة الإبادة. ومن لا يصدق، فليراجع وليقرأ التهاني لفلان بتحول أطفاله الأربعة وأمهم إلى أشلاء وأجساد متفحمة تحت الركام، كفوا .. فهذا النوع من الجمهور يتلذذ برؤية أطفالنا الشهداء المحروقين بجحيم قنابل طائرات ومدفعية جيش إسرائيل، كتلذذه بمشهد طيور مذبوحة ومشوية على الفحم.