فلسفة الصبر بفكر سيادة الرئيس أبو مازن، وروايته، وسيرته الذاتية، وشهادته للتاريخ، هي فلسفة فلسطينية بامتياز، والطريق إلى الدولة، طريق شقته حركة "فتح" برصاصتها الأولى، وبهذه الفلسفة، وخطت فيه أول مرة بخطوة المستحيل، حتى راحت تتقدم فيه اليوم، بعد منازلات، وملابسات، صعبة، ومعقدة، وخطيرة، بخطوة الممكن المؤسس، والدلائل والوقائع والمعطيات تشهد على ذلك: منظمة التحرير الفلسطينية، ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، سلطة وطنية تبني صروح الدولة، التي استطاع الرئيس أبومازن، وبفلسفة الصبر ذاتها، أن يضعها تحت سقف الشرعية الدولية، ليتنزع اعتراف 149 دولة بها، ليضعها هذا الاعتراف في الامم المتحدة على مقعد الدولة المراقب، وبعلمها يرفرف في باحات هذه المنظمة الاممية هناك.
الأمر أمر فلسفة الصبر الفلسطينية، يتجلى بوضوح بليغ في رواية الرئيس أبومازن وشهادته، وشهادة رفاق الدرب، إلى جانب شهادة عدد من الشخصيات اللافتة في مكانتها الوطنية، والمعرفية، من مسؤولين، ومثقفين عرب، وأجانب، وفلسطينيين، شهادات توضح، وتكشف، وتؤشر، وتدون للحقيقة والتاريخ، أدرجها الرئيس أبو مازن في كتاب اراده أن يكون فصلاً جريئًا من فصول السيرة النضالية لحركة التحرر الوطني الفلسطيني، التي تماهت على نحو دراماتيكي، مع سيرته الذاتية التي كانت فلسطين وما زالت حاضرة في كل تفصيل فيها، وبلا أي خيالات روائية، أو رومانسية، وبلا أي استعراضات دعائية، بل بواقعية نضالية، جعلت المستحيل ممكنا، وحتى باتت دولة فلسطين الحرة المستقلة هي الحل الوحيد لإقرار السلام العادل والدائم في الشرق الاوسط إذ هو الحل الذي ينهي الاحتلال الاسرائيلي ويؤسس للتعايش الخلاق في هذه المنطقة.
فلسفة الصبر.. الطريق إلى الدولة، كتاب قبل كل شي، وليد الجراح الفلسطينية العظيمة، وليد عذابات التهجير، والتيه، مثلما هو وليد اجتراح المستحيل لحظة التأسيس والتكوين، وهو بعد كل شيء، كتاب للتأصيل، تأصيل الوعي الوطني، الفلسطيني، والعربي معًا، تأصيل الوعي، ومعرفة الحقيقة، بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والصراع العربي الاسرائيلي، وبالسيرة التاريخية للنضال الوطني الفلسطيني، بمنازلاته، ومعاركه، وتحدياته، وصعوباته التي طوعتها فلسفة الصبر الفلسطينية، وجعلتها تسير في الطريق إلى الدولة.
هنا على صفحات "الحياة الجديدة، سنقرأ هذا الكتاب، فصلاً بعد أخر، ولنا هذا السبق الذي نسجل للتاريخ، لأن الصحافة في رؤيتنا وفي نهجنا، هي بعد كل قول صحافة المعرفة، والكشف، والتأصيل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها