الإضراب والتظاهر بالعَلَم والهُتاف الوطني، ليسا من أبرز وسائل المقاومة الشعبية السلمية فقط، وإنما من أوضح ما يكون من رسالة يرفعها الشعب الفلسطيني إلى العالم، والاحتلال الإسرائيلي معًا: إنه شعب لن يرضخ للاحتلال، وسياساته التعسفية والإجرامية، وسيظل بهذه المقاومة الشعبية السلمية، ساعيًا لتحقيق العدل والحرية والاستقلال والسلام، بعيدًا عن الرصاص، وخيالاته الدراماتيكية.

بهذه المقاومة الشعب الفلسطيني، تحت راية ممثله الشرعي والوحيد، منظمة التحرير الفلسطينية، إنما هو شعب رافض للعنف والإرهاب، محب للحياة، ومبدع في شؤونها الإنسانية، ومقترحاتها الجمالية. شعب أصيل، بتاريخ عريق، وتطلع نبيل.

كما أن الإضراب، كلما كان شاملاً، والتظاهر كلما كان محتشدًا، اتضحت جراء ذلك، حقيقة التآلف، والتكاتف، والتعاضد الشعبي الفلسطيني، وبما يعني أن الوحدة الوطنية الشاملة، تظل ممكنة، حين تسقط الغايات، والمصالح الحزبية الضيقة، والتدخلات الخارجية البغيضة.

المقاومة الشعبية، عبر الإضراب، والتظاهر السلمي الحاشد، هي كذلك دلالة تحضر، ودلالة وعي بمعنى المقاومة ومسؤوليتها الوطنية والإنسانية، حين هي لأجل ازدهار الحياة، وحماية أبناء شعبها. ضد الموت المجاني، وضد التهور، وضد السلاح الاستعراضي والمنفلت، الخارج عن القانون، والإرادة الوطنية، وقرار الشرعية الواحد الموحد.

ويؤكد على أنه بقدر ما يرفع شعبنا عبر المقاومة الشعبية رسالته للاحتلال والعالم فإنه يرفعها كذلك لقواه وفصائله الوطنية: لا بد من الوحدة، وستظل ممكنة، حينما تصبح فلسطين حرة مستقلة في دولتها بعاصمتها القدس الشرقية، هي فصل المقال، وسدرة المنتهى.