أصبح واضحًا الآن أكثر من أي وقت مضى، أن مركز الثقل المركزي في إدارة مفاوضات الدوحة حول غزة انتقل من تل أبيب إلى واشنطن. فويتكوف هو مايسترو الإيقاع ويعطي تعليماته للإسرائيلي والأخير ينفّذ. وهنالك عدة مؤشرات جديدة لذلك أهمها:
١. إرغام نتنياهو على التوقيع على وقف إطلاق النار في غزة يشمل وقف الحرب والانسحاب الكامل.
٢. إرغام الجانب الإسرائيلي على البدء باجتماعات ترسيم الحدود البرية مع الجانب اللبناني.
٣. إجراء مباحثات أميركية مباشرة وغير مسبوقة مع حماس دون تنسيق الخطوات مع إسرائيل.
هذه المؤشرات نابعة من عدة أسباب أهمها:
أولاًـ اقتناع الادارة الأميركية أن نتنياهو هو الذي يخرق الاتفاق الحالي لوقف إطلاق النار وليس الجانب الفلسطيني، وذلك لأسباب سياسية وشخصية ليس إلا.
ثانيًاـ عدم قدرة إسرائيل على العودة إلى الحرب في المدى القريب كما كانت في غزة، وفي الوقت نفسه فهي لا تريد التقدم إلى الأمام بإنهاء هذه الحرب.
ثالثًا- بروز التمايز الحاد بين موقف حكومة نتنياهو من الحرب، وبين الجمهور الواسع في إسرائيل الذي يريد وقف الحرب واستعادة الأسرى الإسرائيليين.
رابعًا- اختلاف المقاربة الأميركية عن المقاربة الإسرائيلية. فترامب يريد "صفقة إقليمية مع السعودية" أولاً، ونتنياهو يريد مواجعهة عسكرية مع إيران أولاً.
واضح للجميع أن إسرائيل فقدت قيادة المقود بهذه المفاوضات مستعمِلةً الوسائل الخشنة مع إسرائيل في الغرف المغلقة، ولم تستعملها، حتى الآن، في الملأ.
أنا لا استغرب أن نرى مشهدًا مشابهًا لإذلال زلينسكي في البيت الأبيض مع نتنياهو هذه المرة، ونتنياهو يعي ذلك حتى النخاع، ويسعى الآن لعدم معارضة ترامب كما فعل مع بايدن سابقا كي لا "يذله" ترامب علنًا هذه المرة. فنتنياهو أذكى بكثير من زلينسكي، وقدرته على التلاعب أعلى.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها