يجتمع قادة العرب اليوم في قمة طارئة من أجل تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى تجاه التحديات والمستجدات الخطيرة للقضية الفلسطينية، بخاصة التوافق العربي على خطة إعمار قطاع غزة دون تهجير أهلنا، وتأتي هذه القمة تزامنًا مع عدوان إسرائيلي متواصل على شعبنا في عموم الوطن، وللإحاطة بآخر المستجدات والتطورات، استضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر عبر زوم الكاتب والمحلل السياسي عمر حلمي الغول، للحديث حول أهمية القمة العربية الطارئة والموقف العربي تجاه ما تمر به القضية الفلسطينية في الوقت الراهن.

بدايةً أكَّد أنَّ انعقاد القمة العربية الطارئة تعكس الاهتمام بالقضية الفلسطينية التي فرضت نفسها نتيجة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الولايات المتحدة والاستعمار الإسرائيلي، مشددًا على أنَّ القيمة الحقيقية التي نعول ونراهن عليها أن يرتقوا الأشقاء العرب إلى مستوى المسؤولية في تكريس وتنفيذ وتحقيق الخطوات التي يتخذونها، وأشار إلى ضرورة إلزام إسرائيل بالانسحاب من كامل الأراضي الفلسطينية، و إلزام حركة حماس بمغادرة المشهد السياسي، وفتح الباب أمام السلطة ومنظمة التحرير ودولة فلسطين والحكومة الشرعية بتولي مهامها السياسي والقانوني على الأرض في قطاع غزة أسوةً بما هو قائم في الضفة الغربية بما في ذلك العاصمة الفلسطينية القدس.

وأضاف، أنَّ عمليات الضم ليس للقدس وإنما لكل فلسطين، لان اتجاه الضرب الرئيسي الإسرائيلي هو في الضفة الغربية، والتدريب الأول كان في قطاع غزة لتحقيق المشروع الصهيوني بما يسمى يهودا والسامرة، بالتالي المطلوب اليوم العمل على انسحاب إسرائيل ووقف جرائم الإبادة الجماعية في مختلف محافظات الوطن، وسيطرة التامة لدولة فلسطين وحكومتها على مواردها وأراضيها  أي تحقيق السيادة النسبية إلى أن نصل للإتفاق التام والانسحاب الكامل بحيث تصبح السيادة كاملة، بالإضافة إلى ضرورة العمل على وحدة الصف الفلسطيني وترتيب شؤون البيت الفلسطيني لأن هذه مسالة حيوية وأساسية تشكل الأساس الناظم لترتيب شؤوننا والخروج من نفق التعثر والانقلاب والانقسام.

وحول انعقاد المؤتمر الدولي للسلام في شهر حزيران المقبل برئاسه مشتركة فرنسية وسعودية، علق الغول، هذا المؤتمر هو التحالف الدولي لدعم الدولة الفلسطينية وخيار حل الدولتين وهو بقياده سعوديه وفرنسا، وتم دعوة  ٩٠ دولة، وهذا شكل رافعة إضافية من مواقف المملكة العربيه السعودية، المساندة لخيار السلام وحل الدولتين، معتقدا أنه سيكون لحظة إيجابية علينا أن نساهم بقوة مع الأشقاء والأصدقاء في مختلف القارات لتوسيع نطاق المشاركة، لأن هذا المؤتمر ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية و الاتفاقات والمواثيق الهيئات الدولية والقانون الدولي والإنساني، لذلك علينا كفلسطينيين أن نسهم في إنجاح هذا المؤتمر بالشكل الذي يليق بالقضية الفلسطينية ومكانتها.

وقال: "نتمنى على حماس أن تعيد النظر في مواقفها، وآن الأوان لها بعد ١٨ عام من الانقسام التي عملت به على تخرب بيت الشعب العربي الفلسطيني وجرته إلى متاهة وإبادة جماعية أن تعود إلى رشدها للمنطق والعقل والمصالح الوطنية اذا كانت تعتبر نفسها جزءً من المشروع الوطني الفلسطيني". 

وختم حديثه مشددًا، على أنَّ المطلوب اليوم من دولة قطر الشقيقة و تركيا الدولة الإسلامية المؤثرة وأيضًا جمهورية مصر العربية الضغط على حركة حماس للالتزام والخروج من المشهد، وتسليم الراية كاملة دون مناقشة وتفاصيل لقيادة دولة فلسطين ولحكومتها الشرعية ولمنظمة التحرير، للعمل على ترميم التواصل بين أركان البيت الفلسطيني من مختلف فصائل العمل السياسي الوطني إذا كانوا يريدون التوطن في المشروع الوطني الفلسطيني.