مقترح الرئيس الأميركية دونالد ترامب تهجير أبناء شعبنا من غزة إلى دول أخرى، أثار جدلاً واسعًا في ظل تشبث شعبنا وقيادتنا في أرضهم، ورفض جميع المخططات وتصدي مصر والأردن لهذا المقترح بشكل قاطع، وفي سياق مواكبة قناة فلسطيننا لهذه المستجدات، استضافت الإعلامية ريم مشيرفة في حلقة خاصة الكاتب والمحلل السياسي سلطان الحطاب.

بدايةً أكَّد الحطاب، أنَّ مقترح الرئيس ترامب مقترح خطير، وهو بمثابة عدوان وإعلان حرب مباشرة، وأنَّ الولايات المتحدة كانت شريك أساسي للاحتلال في حربه على غزة، وعندما رأت صمود أبناء شعبنا أمام هذه الإبادة، قامت الولايات المتحدة بطرحها للتهجير، وردًا على قرار ترامب عادوا أبناء شعبنا سيرًا على الأقدام إلى شمال غزة.

وحول كيفية إفشال مخطط ترامب علق الحطاب، أنَّ الصمود الفلسطيني ودعم شعبنا في غزة بكل أساليب الحياة سيفشل تصريحاته التي تهدف لتفجير الساحات العربية في الأردن ومصر. وفيما يتعلق بطرح ترامب هذه التصريحات في الوقت الحالي شدد الحطاب، على أنَّ ترامب سبق وصرح بأنَّ مساحة إسرائيل صغيرة ويريد أن يوسعها جغرافيا، واستغل ظروف شعبنا في غزة لتهجيره بحجة لا يوجد سكن، تمهيدًا للوصول إلى أهلنا في الضفة وتهجيرهم.

وتابع الحطاب، أنَّ تصريحات ترامب تخل بالأمن والاستقرار الدولي، ولا يريد للمنطقة أن تستقر ويستخدم  إسرائيل أداة لتنفيذ رغباته ومخططاته، بإشعال حرب في كل المنطقة لإرضاء اليمين الإسرائيلي الذي أعطاه القدس عاصمة وهضبة الجولان، وغور شمال الأردن ومنطقة شمال البحر الميت، وشدد الحطاب، أنَّ المتسجدات اليوم تتطلب موقف عربي حازم، لمواجهة المخاطر الشديدة للتصريحات، والتي تزداد حدتها جراء العدوان المتواصل في القرى والمدن بالضفة والمخيمات التي يتعمد الاحتلال استهدافها كونها رمز للعودة.

وأكَّد الحطاب، أنَّ الأردن ومصر تمتلكان أوراق ضاغطة وشريكتان في معاهدات سلام مع إسرائيل، وهذه المعاهدات يجب أن تكون برسم الإلغاء، وإلغاء السفارات الإسرائيلية لديهما، كما وباستطاعتهما أن يحموا حددود بلادهما بالجيش والقوا المسلحة، وشدد، على أنَّ بناء جبهة إقليمية ودولية لمواجهة المخطط الأميركي هو رد على الاحتلال، ويجب الإسراع للقيام بذلك، كما يتطلب تعبئة الشعب المصري والأردني كمقدمة لتعبئة بقية الشعوب العربية للدفاع عن نفسها.

وختم الحطاب، أنَّ هناك ضغوط أميركية بحق الدول الرافضة لمقتراحاتها، بقطع المساعدات وفرض حصار اقتصادي، لتثير الفوضى في الشوارع العربية قد تصل إلى حد الانقلاب، لذلك على الدول مواجهة ما يحصل بديمقراطية، لأن مصر والأردن اليوم تقفان أمام موقف يتطلب الكثير من الحنكة الديبلوماسية.