عقدت لجنة المتابعة المركزية للجان الشعبية الفلسطينية في لبنان اليوم الخميس ٢٣-١-٢٠٢٥، في قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات في سفارة دولة فلسطين، ورشة عمل حوارية بعنوان "الأونروا: الواجبات والتحديات".
حضر ورشة العمل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل، عضو المجلس الثوري لحركة فتح آمنة جبريل، أمين سر حركة فتح في إقليم لبنان حسين فياض، وأعضاء الإقليم، أمين سر اللجان الشعبية في لبنان سرحان يوسف، ممثلو الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، ممثلو اللجان الشعبية، حشد من المتخصصين والقانونيين والباحثين والمؤسسات العاملة في المخيمات والتجمعات الفلسطينية.
بدأ اللقاء بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، ومن ثم تحدث في الجلسة الافتتاحية سرحان يوسف باسم اللجان الشعبية، معتبراً أنَّ هدف الورشة هو البحث والوصول إلى أفضل السبل والنتائج لما تواجهه وكالة الأونروا من تحديات خطيرة تهدف للقضاء عليها ونقل خدماتها للمفوضية العليا للاجئين كمقدمة لشطب حق العودة، مؤكداً أنَّ أهم التحديات هي الرواية الكاذبة والتحريض الممنهج للحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة الأميركية .
وأكَّد يوسف، أنَّ مفهوم الحيادية يعني الانحياز نحو الحق، وللفلسطينيين الحق في العودة إلى ديارهم وفق القرار الدولي 194، وأنَّ إنشاء الوكالة بقرار دولي مرتبط بحق العودة، مشدداً على انه لا يحق لأي جهة إلغاء الأونروا أو تقويض عملها.
ودعا يوسف، المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين، والعمل من أجل تثبيت موازنة ثابتة ومستدامة للوكالة أسوةً بباقي مؤسسات الأمم المتحدة ، وإلى استمرار وكالة الأونروا تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين في الأقاليم الخمسة وتحسينها على كافة الصعد والميادين ولا سميا في لبنان بسسب الظروف الحياتية والمعيشية الصعبة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني.
وختم حديثه قائلاً: "نؤكد في اللجان الشعبية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ضرورة العمل موحدين فصائل وقوى واتحادات وفعاليات شعبية واجتماعية على التمسك بالأونروا، والحفاظ على مؤسساتها واستمرار عملها وخدماتها بما يلبي مصالح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان".
بدوره اعتبر أبو العردات، أنَّ العدوان الإسرائيلي الأخير على شعبنا في قطاع غزة، كان له تداعيات كبيرة على الأونروا وعملها توازياً مع مزاعم وحملة إسرائيلية ممنهجة واقرار بعض القوانين في الكنيست الإسرائيلي بحظر عملها وإلغاء الاتفاقية الموقعة بين الجانبين عام 1967، لافتاً إلى تعليق الإدارة الأميركية دعمها المالي للوكالة، محذراً من تداعيات تنفيذ القانونين كونهما يستهدفان الأونروا ويؤديان الى تقويض عملها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحرمان ملايين اللاجئين من الخدمات الاساسية.
ولفت إلى أنَّ للاجئين الفلسطينيين في لبنان خصوصية كبيرة في حال استمرار نقص تمويل الأونروا لان الفلسطيني محروم من العديد من الحقوق بموجب القوانين اللبنانية التي تمنعه من ممارسة العديد من المهن، مضيفاً إليها الأزمة الاقتصادية والانهيار المالي والحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
وثمن أبو العردات، الجهود التي يبذلها الرئيس محمود عباس، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والحكومة الفلسطينية على المستوى العربي والدولي ودعوتهم للمجتمع الدولي للتحرك بشكل فاعل وضاغط على حكومة الاحتلال لالزامها بوقف تنفيذ القانونين، والوقوف بحزم ضد المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى القضاء على الوكالة أو تقويض ولايتها.
ودعا الأونروا، أن تستمر بخدماتها، وأن تعمل بكل طاقاتها من أجل إغاثة وتشغيل اللاجئين رغم ما تتعرض له من ضغوطات سياسية ومالية.
وفي كلمة له نقل أبو هولي تحيات الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، شاكراً للسفير دبور ويوسف على هذا الجهد المميز والمبادر لأول مرة في الأقاليم الخمسة بعقد ورشة عمل بهذا التنظيم وبهذا الحضور النخبوي لمناقشة قضية اللاجئين والاونروا.
وأشار إلى أنَّ استهداف الأونروا هو مقدمة لشطب قضية اللاجئين وقرار 194، مؤكداً، اننا في ظل استمرار حرب الإبادة على شعبنا الفلسطيني نقدم نموذجاً مستحيلاً استثنائياً في الصمود والبقاء وأنتم في لبنان نموذج لهذا الصمود واستمرارية البقاء والتمسك بحق العودة.
مشددًا على أنَّ شعبنا لن يفرط بحقوقه ولن يسقط حق العودة ومفتاح العودة.
وأضاف: "نحن اليوم أمام ورشة عمل هامةً جدًا هي التحديات والواجبات، واسمحوا لي أن أقول أننا في مرحلة في غاية الخطورة لاستهداف الأونروا، إنهاء دورها أو استبدالها بمنظمات دولية، أو إلقاء هذه الخدمات بين الدول المضيفة أو على عاتقها أقصد هنا فلسطين والأردن ولبنان وسوريا، ولذلك هذه الورشة يجب أن تركز على واجبات الأونروا ولديها ولاية واضحة المعالم القرار 302 لعام 1949، وتقديم الخدمات والإغاثة إلى شعبنا الفلسطيني حتى تنفيذ قرار 194.
ودعا أبو هولي، قيادة الأونروا ألا تستسلم لهذه الضغوطات، وألا تجد المبررات في إطار أنَّ المؤامرة كبيرة وألا تقلص خدماتها، مؤكداً: "اننا داعمون للأونروا وأن تبحث في كل أنحاء الأرض مع الدول الصديقة والشقيقة والقطاع الخاص والمؤسسات عن دعم مالي، لأن هذه المعركة هي معركة عالمية، والجميع يعلم أنَّ الأونروا هي مؤسسة دولية، وليست عربية أو فلسطينية".
وطالب قيادة الأونروا الا تناقش أي سيناريو آخر غير أن تستمر في عملها وعليها واجبات كثيرة وألا تناقش أي سيناريوهات بديلة عن الأونروا سواء على صعيد المنظمات الدولية أو الدول المضيفة أو حتى استبدال اسمها في هذا الإطار ولأن تبقى في مكاتبها.
وحذر أبو هولي، من تنفيذ كيان الاحتلال بعد أيام قليلة لقراري الكنيست الإسرائيلي حظر عمل الأونروا في القدس وقطع العلاقات معها من قبل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة وسحب الامتيازات والحصانات من الوكالة.
وطالب موظفي الأونروا البقاء في مركز الشيخ جراح وفي الزاوية الهندية وفي مركز العيادة والبقاء في مدارس القدس لأن القدس واللاجئين والأونروا تعني لنا الكثير في عاصمة دولة فلسطين.
ودعا المجتمع الدولي، وإلى ممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لأن استهداف الأونروا هو استهداف لقضية اللاجئين، موكداً، أن حوالي ستة ملايين لاجئ يستفيد من تقديمات الأونروا ما يعني محاولة لتجهيل وتجويع أبناء شعبنا اللاجئ.
وأشار إلى أن استهداف أقاليم للأونروا يأتي في إطار تجفيف الموارد المالية للوكالة، مشيراً إلى أزمة مالية ستشهدها الوكالة في العام 2025 بسبب قطع المساعدات أو خفض المساهمات من قبل بعض الدول ما سيعرضها لأزمة حادة لن تكون قادرة على تقديم البرامج للاجئين والرواتب لموظفيها.
ولفت إلى الحرب الإسرائيلية على الأونروا في قطاع غزة عبر تدمير مقراتها واستهداف موظفيها واحتلال مقراتها في القدس وايقاف حساباتها في البنوك وسحب امتيازاتها الضريبية ما يؤثر على تقديماتها في الضفة الغربية وتجفيف مواردها لكي لا تستطيع أن تقدم خدماتها في لبنان وسوريا والأردن.
وأكَّد، أنَّ موقف منظمة التحرير الفلسطينية واضح بأن لا بديل عن الأونروا، وان تبقى مستمرة في عملها حتى إيجاد حل سياسي عادل وشامل لقضية اللاجئين وفقاً للقرار 194 في حق العودة والتعويض واستعادة الممتلكات، ورفضنا أن نكون بديلاً عن الأونروا.
وطالب أبو هولي المنظمات الدولية بعدم الرضوخ للضغوط المالية والسياسية بأن تحل محل الأونروا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها