تهديد الرئيس الأميركي ترامب بإطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين وإلا الجحيم بإنتظار الشرق الأوسط عامة وقطاع غزة خاصة يؤكد على:
▪︎ الاستمرار بسياسة الإنحياز الأعمى والدعم المطلق بلا حدود للكيان الإسرائيلي بسياسته العدوانية التوسعية.
▪︎ إنعكاس لنظرته وإستراتجيته السادية والديكتاتورية بالتعامل مع الدول الضعيفة عسكريًا وبتناقض والإزدواجية مع تصريحات سابقة بإنهاء الحروب في العالم وبإرساء السلام بالشرق الأوسط.
▪︎ إخضاع العالم لسياسته تحت طائلة التدمير معتمدًا على مبدأ القوة الغاشمة لضمان نفوذ وهيمنة ومصالح أميركا.
▪︎ ضرب عرض الحائط بميثاق الأمم المتحدة ومبادئها وأهدافها وبالشرعية الدولية بتخلٍ وتنصل عن مسؤولياتها كدولة عظمى دائمة العضوية بمجلس الأمن بالعمل على ترسيخ الأمن والسلم الدوليين وإنقاذ الإنسانية والبشرية من ويلات الحروب.
- لماذا التهديد والإستخفاف؟
التهديد الأميركي ليس بجديد على المنطقة العربية بحدودها وجغرافيتها الواسعة ولكن اللغة والأسلوب الترامبي الصريح والعلني لم يكن معهودًا فالضغوط الأميركية على قادة الدول كانت تتم وراء الكواليس وبلغة الترغيب والترهيب، هذا التغير عائد لعوامل وأسباب عديدة منها:
- أولاً: شخصية الرئيس ترمب ومكانته المالية وأسلوبه بالتعامل مع موظفيه بلغة الأمر ونقل هذا الأسلوب بتعامله مع قادة العالم الثالث لفرض سياسته وإبتزازه لنهب الثروات بشكل خاص.
- ثانيًا: غياب قطب عالمي مواز لعقود مما مكن أميركا من فرض قيادتها وهيمنتها منفردة على الساحة العالمية.
- ثالثًا: غياب محور عريض مكون من غالبية الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة المتضررة من السياسة الأميركية يعمل على فرض مصالحه وأمنه عبر تبني موقف موحد يتصدى للمخططات والسياسة الأميركية ومع غياب التنسيق العملي بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول الإتحاد الإفريقي ودول عدم الإنحياز والإكتفاء بإصدار البيانات دون أن يرافقها اي خطوة عملية إلا الدليل.
- رابعًا: قبول الغالبية الساحقة من أعضاء الجمعية العامة على الرغم مما تملكه من حقوق لفرض مصالحها وأمنها ووحدة أراضيها بإعلاء سمو الشرعية الدولية وإرساءًا لمبدأ المساواة والعدالة بين جميع الدول وتنفيذ القرارات الدولية دون إزدواجية وإنتقائية بدورها الديكوري التابع والمهيمن عليه من قبل الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن خلافًا لمبادئ وأهداف الأمم المتحدة.
- خامسًا: القبول ضعفًا أو خوفًا على عدم المبادرة بفرض العقوبات والإجراءات المنصوص عليها بميثاق الأمم المتحدة بحق الدول المارقة التي ترفض الإلتزام بواجباتها "كالكيان الإسرائيلي" بصفته دولة عضو وبعدم تعريض الأمن والسلم الدوليين لخطر من خلال إحتلال أراضي دولة أخرى وانتهاك إلتزاماتها بالتعهد بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة ومع استمرار الكيان الاستعماري الإسرائيلي برفض إنهاء احتلاله لأراضي الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليًا تنفيذًا لمئات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة نتيجة لغياب العمل على إلزام مجلس الأمن الاضطلاع بمسؤولياته الذي يعمل وكيلاً عن الجمعية العامة بتنفيذ قراراتها دون إنتقائية إلا النموذج القائم لهذا الضعف أمام هيمنة دولة أو أكثر من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن عبر استخدام الفيتو خلافًا لهدف تضمينه بميثاق الأمم المتحدة.
- سادسًا: غياب ردود فعل عالمية منددة ومستنكرة وشاجبة ورافضة لتصريحات ترمب التي تشير إلى بتقويض كامل للسلم الدولي بدءًا بالدول العربية.
- النهوض العربي:
هذا الاستخفاف والتهديد يستدعي من قادة الدول العربية الوقوف عنده بجدية ومع التصريحات التي صدرت وتصدر عن قيادات أميركية ووكيلها الإسرائيلي بتغيير خارطة الشرق الأوسط التي تعني ليس فقط الإكتفاء ببسط الهيمنة والنفوذ والسطوة على مفاصل القرار السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني والتكنولوجي فحسب بل يعني إعادة رسم خريطة جديدة لدول الشرق الأوسط عبر تقسيمها إلى دويلات أثنية وعرقية وطائفية ومذهبية تكفل لأميركا ضمان نفوذها وهيمنتها لعقود قادمة إستباقًا لولادة نظام عالمي متعدد الأقطاب وما يدور حاليًا في سوريا ولبنان والسودان وليبيا والعراق وفلسطين يُشير إلى ذلك.
فهل سيبقى أمن ووحدة واستقرار ونهضة الوطن العربي بأقطاره مرهون برضى أميركا الجمهورية أو الديمقراطية أو كليهما؟ ألم يحن الوقت لإدراك مدى خطورة القبول والإستكانة أمام مخططات القوى الأجنبية الإقليمية أو الدولية؟.
آن الوقت للتصدي الجمعي وبموقف موحد برفض تصريحات ترامب وتوجهاته حيال الدول العربية واستمرار إنحيازه الأعمى للكيان الاستعماري الإسرائيلي بما يمثله من الخطر الأكبر على أمن واستقرار الدول العربية بدءًا من الدول المحيطة بفلسطين المحتلة وما الخارطة التي نشرتها الأيام الأخيرة الخارجية الإسرائيلية باستهداف الدول العربية المجاورة لفلسطين إلا الدليل على خطورة المخطط الاستعماري التوسعي العدواني.
حيث أن مصالح أميركا بالوطن العربي الكبير أكبر من مصلحته معها مما يتطلب ويستدعي من قادة الدول الإنتقال بالتعامل مع أميركا إلى مربع الفعل المضاد حفاظًا على استقرارها وسيادتها وذلك ببناء علاقة قائمة على تبادل المصالح دون تبعية وهيمنة وهنا تكمن أهمية الفصل بطبيعة العلاقة العربية الأميركية وبعدم ربطها كما تسعى أميركا بأي شكل بالعلاقة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي المارقة والرافضة للإنصياع للقوانين الدولية وتنفيذ القرارات الدولية بل بشروط قبولها دولة بالأمم المتحدة ومصدر التهديد للأمن القومي العربي وما حرب الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية واحتلال إسرائيلي جديد لأراضي سورية ولبنانية إلا مثال للخطر المحيق بالكل العربي والإسلامي.
فلسطين وحريتها ودعم صمود شعبها ونضاله من أجل الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس العنوان والبوصلة والبداية لإحداث النهضة المنشودة نحو حماية الأمن القومي العربي الشامل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها