هل ثمة من يخبر زمرة الخارجين عن القانون، في مخيم جنين أن "محور الممانعة" قد بات في ذمة التاريخ؟ هل ثمة من يخبرهم أن طهران عاصمة هذا "المحور" تشهد تصاعدًا في أصوات النقد والاعتراض وحتى التقريع، ضد سياسات المرشد الأعلى علي خامنئي، التي أضاعت المليارات من أموال الشعب الإيراني على أدوات أرادها خامنئي أذرعًا لهيمنة مشروعه القومي والطائفي في المنطقة العربية، فتبين أنها مجرد أذرع من قصب فارغ. في مخيم جنين اتضحت بقيتهم إنهم مجرد أشباح كما صوروا هم أنفسهم. هل ثمة من يخبرهم بكل ذلك فيتوقفوا عن التطبيل للمحور المنهار وأصحابه.
في طهران ذات الصواريخ الباليستية، والفوق صوتية، تتوارى اليوم "المقاومة" خلف خطابات السياسة، والمساومات التي باعت واقعيًا "المحور" حتى انهار مثل هيكل من رمال، لكن ثمة خارجين عن القانون، في مخيم جنين، وقد أثملهم التمويل الإيراني، لا يرون شيئًا من هذا الانهيار، بل وهذا البيع، دون أن يتبصروا أنهم في المحصلة على قائمته، فيما فضائية الفتنة والخديعة والضلال المبين، تطبل لهم وتصورهم مقاومين، سيردون الاعتبار لمحور الممانعة، وهي توهمهم أن المخيم بات أكبر من قطاع غزة، وأكبر من جنوب لبنان، ودمشق، وحتى طهران، وأقوى من كل ما ملكت هذه الساحات من أسلحة.
ثمة واقع مغيب تمامًا في أذهان وعقلية الخارجين عن القانون، "فرقة الرضوان" لم تستطع حماية المحور في لبنان، نفوذه في دمشق تهاوى خلال عشرة أيام، أذرعه وحماس في قطاع غزة، تفاوض لوقف إطلاق النار، بعد أن وعدت بتحرير الأقصى وفلسطين، فباتت تفاوض على خروج جزئي لقوات الاحتلال من قطاع غزة. وقد أسقطت كل ما جاء في خطاب محمد الضيف في السابع من أكتوبر العام الماضي من أهداف كبرى أبرزها -كما جاء في الخطاب- "انتهى زمن الاحتلال، وانتهى زمن قصف دمشق والعراق" تلاه خطاب إسماعيل هنية الذي حدد أهداف "الطوفان": تحرير فلسطين، تجسيد الدولة، وتحرير كافة الأسرى.
إسرائيل اليوم على مشارف دمشق، وجيشها أعاد احتلال القطاع، ولبنان في حاضنة القرار 1701، وقائمة الأسرى تضخمت وما زالت تتضخم منذ السابع من أكتوبر العام الماضي وحتى اللحظة.
ما من مقاومين يخطئون الواقع، ويتعالون عليه، ويتجاهلون معطياته، ولا مقاومة دون حسابات واقعية، ولا مقاومة دون أن تكون مسؤولة عن أمن وأمان حاضنتها الشعبية، فأين هؤلاء المسلحون في مخيم جنين من هذه المقاومة، وهم يفخخون السيارات في شوارع المخيم، ويزرعون العبوات الناسفة على عتبات العديد من بيوته؟.
"حماية وطن" هناك لن توقف حملتها، وقد تعمدت مهمتها الوطنية، والأخلاقية، والإنسانية، بدم الشهيدين ساهر ارحيل ومهران قادوس، ستسقط الخديعة، وتندحر الفتنة، فعلى نفسها دائمًا تجني براقش.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها