في مثل هذا اليوم 29 من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، يحيي شعبنا في كل أماكن وجوده والعالم اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وهو نفسه اليوم الذي صدر فيه قرار التقسيم 181 الجائر والظالم المجحف الذي تبنته الأمم المتحدة عام 1947، ووضعت بنوده الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا بمحاولة خبيثة منحت الشرعية لليهود بإقامة كيانهم المزعوم، الذي مهّد للمأساة الفلسطينية التي تبعتها نكبة عام 1948 وتهجير الشعب الفلسطيني بقوة النار والحديد وإرهاب العصابات الصهيونية لمدنه وبلداته لصالح غرس كيان الإرهاب الصهيوني الاحتلالي التوسعي على أرض فلسطين التاريخية.
ويوم التضامن مع الشعب الفلسطيني هذا يطل علينا هذه السنة وشعبنا يتعرض لأبشع جريمة حرب في التاريخ البشري الحديث والمعاصر وحرب إبادة جماعية مستمرة منذ أكثر من 420 يومًا.
ذهب ضحيتها اكثر من 150 ألف شهيد وجريح غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ وآلاف المفقودين والمعتقلين، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تشن حرب تدمير منهجي لكل مقومات الحياة في قطاع غزة، ناهيك عما تقوم به سلطة الاحتلال وقطعان المستوطنين من عمليات قتل واعتقالات تعسفية وهدم للمنازل في الضفة الغربية والإنتهاكات اليومية للمقدسات المسيحية والإسلامية في مدينة القدس، وسياسة التجويع والحصار بهدف تهجير أبناء شعبنا.
وفي هذا اليوم ندعو أولاً أنفسنا كفلسطينيين أن نتضامن مع أنفسنا وننهي الانقسام الفلسطيني الذي أضر بالقضية الفلسطينية على كل المستويات السياسية والاجتماعية.
كما وندعو حركة حماس أن تعتذر للشعب الفلسطيني عن كل الأخطاء التي ارتكبتها بحق شعبنا ابتداءً من الانقلاب التي قامت به عام 2007 وأدى لانقسام الشعب وانقسام النظام السياسي الفلسطيني، مما جعلنا نصبح بين سلطتين في الضفة وقطاع غزة وإنهاء الواقع المرير الذي نعيشه اليوم نتيجة قيام حماس بما يسمى "بعملية طوفان الأقصى".
وفي هذا اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتدخل الفوري العاجل لوقف العدوان الهمجي على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.
ندعو الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي دعمت العدوان، أن تعيد النظر بسياساتها وأن تتخذ مواقف واضحة وصريحة من العدوان وندعوها لممارسة الضغط على حكومة الاحتلال للانسحاب الفوري الكامل من القطاع ولوقف هذه المأساة وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى كامل قطاع غزة، والسماح لدولة فلسطين بتولي مسؤولياتها السيادية على أرضها، وإعادة النازحين لبيوتهم، تمهيدًا لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، ورفض المخططات الإسرائيلية لفصل غزة عن الضفة بما فيها القدس، أو الانتقاص من مسؤولية دولة فلسطين عنها، ووقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال وجرائم القتل وإرهاب المستوطنين، والاعتداءات على المقدسات، ومحاولات تغيير الواقع الراهن القانوني والتاريخي في المدينة المقدسة، ووقف الاجتياحات للمدن، والإعدام الميداني، والاعتقالات التعسفية، والاعتداء على الأسرى، واحتجاز جثامين الشهداء، وسرقة أموال وموارد الشعب الفلسطيني.
ونجدد دعوتنا لأشقائنا العرب، بضرورة الإلتزام بمخرجات ومقررات القمة العربية الإسلامية التي عقدت مؤخرًا في المملكة العربية السعودية.
ونجدد التأكيد على أهمية تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية وتعزيزها وحشد كل جهود شعبنا وطاقاته لمواجهة التحديات والمخططات والمشاريع التصفوية المحدقة بقضيتنا العادلة.
كما ونتوجه بالتحية إلى أرواح شهداء المقاومة الإسلامية وشهداء الجيش اللبناني وكل الشهداء الذين تصدّوا للعدوان وضحوا بأنفسهم دفاعًا عن الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني.
وفي يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني نحيي كافة شعوب وأحرار العالم الذين وقفوا معنا ضد العنصرية الإسرائيلية بالتظاهرات ضد الانحياز الأميركي والغربي لإسرائيل في حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة ودعم الاحتلال سياسيًا ولوجستيًا من أسلحة ومعدات حربية.
وفي يوم التضامن نحيي شعبنا الصامد في كل أماكن وجوده على صبره وتحمله لكل أنواع المعاناة الإنسانية نتيجة الاحتلال والحروب.
كما ونحيي ونرفع القبعة للمقاومة الفلسطينية من كافة التنظيمات التي تقاوم الاحتلال بكل أنواع وأشكال النضال حتى التحرير والعودة وتجسيد دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.
وفي يوم التضامن العالمي نقول: بأن الاحتلال إلى زوال وسوف ينتصر الحق الفلسطيني طال الزمن أم قصر.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال والحرية لأسرانا البواسل وإنها لثورة حتى النصر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها