خطورة حكومة الاحتلال تكمن بحالة التطرف الأعمى، والغباء الشديد الذي يسكن أفكار وزرائها المتعصبين والمتطرفين، وفي جوهرهم عقيدة قائمة على عداء أبله، ضد الإنسانية بشكل عام، وضد كل ما هو فلسطيني على نحو خاص، والذي نراه ونشهده في تعاظم تصريحاتهم والمغالاة في كلماتهم التي تكاد لا تغيب على مدار الساعة والوقت، فهم مصابون بهوس الميديا واضطراب الشو ومواقع التواصل الاجتماعي على اختلاف تطبيقاتها. وليس أمامهم من شعار يرفعونه إلا القتل والإجرام والتهجير وهدم مكونات المجتمع الفلسطيني وهدم السلطة التي هي نواة الدولة القادمة، ولم يكتف سموتريتش وبن غفير ومن لف لفيفهم، بالتهديد والوعيد حتى وصلت بهم الهرطقة إلى الدعوة لاعتقال القيادة الفلسطينية، وتدمير كل مؤسسات الدولة، وبسط سيادة الاحتلال بالكامل في الضفة، وهذه مرحلة متقدمة بعد حرب الإبادة في غزة، وما اقترفته أيديهم من قتل وتدمير وخراب، إلى قرصنة الأموال لسنوات طويلة وسرقة مليارات الدولارات، وإجراءات هدم الاقتصاد الفلسطيني بكل مكوناته، وهذا السعّار الذي يسكن كل تصريحات وأفكار أعضاء حكومة نتيناهو بمكوناتها العنصرية، ولم يعد الأمر مستغربًا في ظل حالة التمادي التي يتكئوا فيها على كتف أميركا، ويحتمون بمواقف داعمة وغطاء سياسي وعسكري ومالي، تعبر عنه كل الإدارات الأميركية المتعاقبة، من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، فلا فرق بين بايدن/هريس، وبين دونالد ترامب المنتظر ليعود إلى كرسي البيت الأبيض في دورته الثانية في يناير القادم.

وزير المالية في حكومة الاحتلال السارق لمليارات الدولارات من أموال الفلسطينيين، عبر قرارات النهب والقرصنة غير القانونية، وقد اعتاد هذه القرصنة كل شهر، بحيث يزيد من الخناق على المواطن الفلسطيني، تحت إدعاءات واهية، وتصريحات كاذبة، وقرارات غوغائية مجحفة، ولكن لا أحد يمكنه منعه، فهو صاحب السلطان الآمر والناهي في ترهة الزمن الغابر، حيث الاحتلال يبطش بحياة الفلسطينيين في كل النواحي، ويحتقر العالم بغلو النفس الحاقدة التي تقتل وتدمر وتهدم وتبيد، وترتكب أبشع المذابح التي لم يعرفها تاريخ البشر، ومن دون توقف بعد كل أيام وأشهر حرب الإبادة في غزة.   

حالة اللاوعي التي تعيشها حكومة نتنياهو، وجنون الهستيريا التي ترافق أعضاء حكومته، تلك الحكومة الغارقة في تيه التطرف والإرهاب والإبادة، وشهوة القتل والدم المسفوك غير المسبوق، ووسط ما يحدث من جرائم يخرج على الدوام العضو الأرعن يهدد بسرقة المزيد من الأموال، تحت ذرائع وأكاذيب ووعيد بن غفير الذي يغالي ليظهر أكثر عداءً من غيره، في حكومة عديمة القيّم، أجندتها بلا أخلاقٍ وسلوكها أرعن وفي سباقٍ كل الوقت.