لطالما جسّدت القضية الفلسطينية أسمى معاني العدالة والحق لشعب سُلبت أرضه وقدّم الغالي والنفيس لاسترجاعها. هي قضية سياسية عالقة منذ العام ٤٨، يتصدى ابناؤها لإرهاب المستعمرين، السلطة القائمة بالاحتلال والاستيطان واغتصاب الارض وتشريد وتهجير شعب هذه الارض.
الرئيس الشهيد أبو عمار وضع القضية على الساحة العالمية لإيصال هذه صوت الحق واستقطاب الدعم السياسي والعسكري والتعليمي والاقتصادي لشعبنا. وكان له ما أراد إذ تم الاعتراف بدولة فلسطين في العالم بنضال تراكمي بدأ بالاعتراف بمنظمة التحرير ثم بدولة فلسطين، واصبح بمقدور الشعب الفلسطيني ممثلا بالدبلوماسية الفلسطينية نقل معاناته للمحافل الدولية وفي مقدمتها المحاكم الدولية. كذلك غصت الجامعات حول العالم بالطلاب الفلسطينيين الذين عادوا ليساهموا في نهضة مجتمعهم بعد التخرج، وغيرها من الجهود التي بنت لَبِنات تعزيز المجتمع الفلسطيني وصموده على مدى ٧٦ عاما.
واصل سيادة الرئيس ابو مازن المسيرة وحافظ على الإرث، وجال اصقاع المعمورة للدفاع عن القضية وحقوق شعبنا وعدم إغفال احقيتنا بأرضنا وبحق العودة... و هو ما طالب به مؤخرا في الامم المتحدة عندما طلب العضوية لدولة فلسطين وسحب عضوية اسرائيل مستندا إلى عدم استيفاء اسرائيل لشروط الدولة الملتزمة بالقرارات الدولية وتنصلها من قيم الحق والعدالة وتغولها في المجازر وحرب الابادة بحق شعبنا في غزة.
وفي أبرز تجليات هذا الجهد الدولي والديبلوماسي إصدار قرار الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت، وتحميل اسرائيل عبر اعلامها سيادة الرئيس المسؤولية الكاملة خلف هذا القرار الدولي.
لكن هذا النضال يتطلب وحدة للصف واسنادا داخليا من كل الطيف، يعزز معركتنا مع المحتل، عوضا على التلهي بمطالبات تعيد شعبنا الى ما كان عليه قبل انطلاقة الثورة حين يحصر المشهد بمواطنين كانوا قبل العام ٦٥ يقفون طوابير على ابواب المؤسسات الدولية. وتكون منظمة التحرير المظلة الوطنية الجامعة للكل الفلسطيني، وصون القرار الوطني الفلسطيني المستقل.
منى ابو حرب - مسؤول التعبئة الفكرية لحركة فتح/ منطقة الشمال
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها