أجرت قناة "فلسطيننا" اتصالًا هاتفيًا مع الكاتب والمحلل السياسي محمد دياب، ضمن تغطيتها المستمرة لأحداث العدوان الصهيوني وتداعياته؛ وخلال الحوار مع الإعلامية زينب أبو ضاهر، قدَّم دياب رؤيته حول التوجه الإسرائيلي للاستمرار في العدوان على لبنان والمساعي لضم الضفة الغربية.
أكَّد دياب أن إسرائيل تسعى بكل الطرق إلى محاولة بلورة القواسم المشتركة، ورسم مسار جديد للعلاقات الأميركية الإسرائيلية بوجود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وأوضح أن ترامب الذي اعترف أنَّ القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، وإيقاف دعم وتمويل الأونروا، واعترف بالجولان كجزء من إسرائيل، وكان مؤيدًا لمشروع الضم، بالتالي كل هذه العناصر تؤكد أن ترامب قادم لاستكمال ما بدأ به من مشاريع لها علاقة بدعم إسرائيل تقديمها كقوة ردع كبيرة في الشرق الأوسط.
وعلق دياب حول ضم الضفة الغربية أن إسرائيل تعمل على التحضير الذهني للإدارة الأميركية، وللرأي العام العالمي، وأيضًا لمنطقة الشرق الأوسط، لتمرير مشروع الضم باعتباره قضية ذات بُعد مهم لوجود، وأمن، ومستقبل إسرائيل.
وتابع أن إسرائيل ماضية عملياً في مشروع الضم ذلك من خلال توسعها الاستيطاني خلال العام المنصرم، وإقامة الحواجز والطرقات الالتفافية، بالاضافة إلى القرارات التي اتخدتها وزارة الحرب في مناطق g، كل هذه مؤشرات تؤكد بأن إسرائيل ذاهبةً في مشروع الضم، وتريد غطاء سياسي من قبل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب ترامب.
وفي سياق متصل أكد دياب أن هناك انقلاب على المجتمع الدولي، والولايات المتحدة الأميركية، لطالما تحدثا عن مبدأ حل الدولتين، ونحن أمام مشهد يعيد الصراع إلى بداياتهِ من قبل إسرائيل التي تعمل على إعادة رسم القطاع جغرافيًا، وضم الضفة الغربية، واستيطان ما تبقى من أرض فلسطين، ذلك يؤدي إلى عملية نسف للمسار السياسي ولحل الدولتين، ونسف الوجود الفلسطيني، وفكرة الدولة.
وصرح دياب حول انعقاد القمة العربية الإسلامية في الرياض أن هناك إجماع إقليمي، وإجماع عربي وإسلامي على آلية التعامل مع المتغيرات الدولية لا سيما في ظلّ قدوم ترامب، والتأكيد على حل الدولتين، وإقرار بأن السلطة الوطنية الفلسطينية هي من تتحمل المسؤولية القانونية والسياسية عن قطاع غزة، وهي صاحبة الولاية والتحكم في صيغة وشكل الحكم في قطاع غزة. هذا يضعنا أمام خطوة متقدمة في التعامل مع الإدارة الأميركية القادمة، وفي ممارسة جزء من النفوذ العربي والإسلامي للوصول إلى قواسم مشتركة لها علاقه بمسار سياسي هادف إلى إقامه الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها