استضافت قناة "فلسطيننا" عضو قيادة حركة "فتح" في إقليم لبنان أبو إياد الشعلان في لقاء مطوّل مع الإعلامي يوسف الزريعي، تحدث فيه عن الأبعاد المختلفة للتصعيد الإسرائيلي المتواصل على غزة ولبنان، ومحاولات الاحتلال لفرض وقائع جديدة تخدم مشروعه التوسعي. وأكد الشعلان في الحوار أن "استهداف المدنيين في غزة وجنوب لبنان ليس إلا محاولة لفرض تهجير قسري وإعادة تشكيل الواقع السياسي في هذه المناطق".
في بداية حديثه، عبر الشعلان عن أسفه لارتفاع عدد الشهداء والجرحى بين الفلسطينيين، مؤكدًا أن "أبناء شعبنا الفلسطيني يدفعون ضريبة صمودهم وثباتهم على أرضهم، والاحتلال يستهدف تجمعات مدنية في القطاع دون تمييز، من الشمال إلى الجنوب". وأضاف أن الوضع لا يختلف كثيرًا في جنوب لبنان حيث يستمر القصف على القرى اللبنانية الحدودية ويمتد ليشمل مناطق واسعة، قائلًا: "العدوان يستهدف تجمعات مدنية ومخيمات فلسطينية، والأمل يبقى في صمود أبناء شعبنا وإرادتهم التي أثبتت مرارًا قدرتها على مواجهة التحديات".
وتناول الشعلان التهديدات الموجهة إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان، مثل مخيم الرشيدية ومخيم الجليل في بعلبك، مبينًا أن هذه التهديدات تتزامن مع إنذارات الاحتلال لسكان القرى الحدودية اللبنانية، مؤكدًا أن "الهدف من التهجير هو إضعاف الوجود الفلسطيني وإبعاد اللاجئين عن مراكزهم بهدف فرض واقع جديد"، لافتًا إلى أن بعض العائلات غادرت المخيمات، بينما آثرت عائلات أخرى البقاء رغم المخاطر.
وفيما يتعلق بالقرار الإسرائيلي الأخير بحظر أنشطة الأونروا، أكد الشعلان أن هذا القرار يعتبر "خطوة جديدة في مخطط تصفية قضية اللاجئين وحق العودة"، موضحًا أن "الأونروا تأسست بقرار من الأمم المتحدة، ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي لإلغائها تهدد اللاجئين الفلسطينيين ومكانتهم القانونية". وأضاف الشعلان: "على المجتمع الدولي التدخل العاجل لحماية الأونروا والضغط على الاحتلال لرفع الحظر، لأن الوكالة تمثل شريان الحياة للاجئين الفلسطينيين وتوفير احتياجاتهم الأساسية".
كما أكد الشعلان على دور القيادة الفلسطينية، وتحديدًا سيادة الرئيس محمود عباس، في التحركات الدبلوماسية على المستوى الدولي لدعم صمود الشعب الفلسطيني، حيث قال: "سيادة الرئيس يقود حملة دبلوماسية دولية لدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ويحث الدول العربية على اتخاذ مواقف داعمة وحازمة ضد العدوان". وأوضح الشعلان أن "هناك تواطؤًا دوليًا مع الاحتلال، وخاصة من الولايات المتحدة التي تقدم دعمًا سياسيًا وعسكريًا وماليًا للاحتلال، مما يمنحها غطاء لمواصلة اعتداءاتها".
وتطرق الشعلان إلى التحالف بين حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية، قائلًا: "مشروع نتنياهو بإلغاء الوجود الفلسطيني يتناسب تمامًا مع رؤية الولايات المتحدة، التي تدعم الاحتلال ماليًا وعسكريًا، وتسعى إلى وأد المشروع الوطني الفلسطيني عبر منع إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة". وأكد أن المقاومة الفلسطينية مستمرة رغم الحصار والظروف القاسية، معتبرًا أن "الشعوب المحتلة تبتكر دائمًا وسائل مقاومة جديدة، ولن يستطيع الاحتلال القضاء على إرادة الشعب الفلسطيني".
وفي السياق الإقليمي، شدد الشعلان على أن المقاومة في لبنان مستمرة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، حيث أوضح أن "المقاومة اللبنانية استهدفت القوات الإسرائيلية في المناطق الحدودية، مما أفرغ الجبهة الشمالية لدولة الاحتلال وساهم في تقليل القوات الإسرائيلية المتواجدة حول قطاع غزة"، معتبرًا أن هذا الدعم المتبادل يعزز من قوة المقاومة الفلسطينية.
وفي ختام اللقاء، دعا الشعلان المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، مشددًا على ضرورة وحدة الصف الفلسطيني لتحقيق أهدافه، قائلاً: "نحن في مرحلة حرجة، ويجب أن نكون صفًا واحدًا أمام العالم والمجتمع الدولي، إذ إن وحدة الموقف الفلسطيني هي السبيل لتحقيق حقوقنا الوطنية".