عادت الولايات المتحدة للتحرك بهدف إتمام صفقة لوقف إطلاق النار في غزة، مع اقتراب الانتخابات الأميركية، وفق ما أفادت د. أماني القِرم، الباحثة في الشؤون الأميركية والإسرائيلية، خلال اتصال مع قناة “فلسطيننا” مع الإعلامية مريم سليمان. وأشارت القِرم إلى أن هناك رغبة قوية من إدارة بايدن في تحقيق إنجاز سياسي يخفف من تأثيرات العدوان على غزة على نتائج الانتخابات، مضيفةً: "شاهدنا مؤخراً حراكاً دبلوماسياً أميركياً، خاصة مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، في محاولة للتوافق مع الأطراف المعنية."

وتابعت القرم: "الوصول لاتفاق لا يزال مرهوناً بعاملين رئيسيين، أولهما موقف حكومة الاحتلال المتشددة بقيادة نتنياهو، الذي يبدو متردداً في تقديم تنازلات قبل انتهاء الانتخابات الأميركية، والثاني هو موقف حركة حماس."
وحول مدى التزام نتنياهو بمسار دبلوماسي قبيل معرفة الرئيس المقبل للولايات المتحدة، قالت القرم: "لا شك في أن عين نتنياهو تترقب نتيجة الانتخابات الأميركية، وهو يميل بطبيعته إلى الجمهوريين، وبخاصة دونالد ترامب، الذي يفضل دعمًا سياسيًا خالياً من الضغوط الإنسانية أو الأخلاقية." وأوضحت أن موقف الحكومة الإسرائيلية الحالي متعنت، ويصب في صالح الاستيطان والمشاريع الصهيونية المتشددة، متوقعةً أن تنتظر "إسرائيل" نتيجة الانتخابات لتحديد خطواتها القادمة.
كما تطرقت القرم إلى الانقسام داخل الحزب الديمقراطي؛ بسبب العدوان على غزة، وتأثير ذلك على شعبية إدارة بايدن. وأشارت إلى أن "قضايا الشرق الأوسط، بما في ذلك غزة ولبنان، لم تعد تحتل أولوية قصوى لدى الناخب الأميركي، حيث حلت في مرتبة متأخرة في الاستطلاعات. بيد أن امتناع الناخبين العرب والمسلمين عن التصويت في بعض الولايات المتأرجحة قد يمنح ترامب فرصة أكبر للتقدم."

وفي حال فوز ترامب، ترى القرم أن سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط قد تصبح أكثر حدة، لافتةً إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" ثابتة وتتجاوز الأشخاص، إذ إنها مبنية على قواعد وأبعاد متعددة يصعب تغييرها. وأضافت: "سنشهد ربما تغييرًا في التكتيكات مع عودة الجمهوريين، مثل زيادة الدعم العسكري وتراجع الحديث عن حقوق الفلسطينيين."
وختامًا، تطرقت القرم إلى تعقيد النظام الانتخابي الأميركي وعوامل التأثير المتعددة، قائلةً: "الولايات المتأرجحة تشكل عنصراً حاسماً، حيث لا تتجه نحو حزب معين، مما يجعل من الصعب التنبؤ بالنتائج." ورجحت القرم في النهاية كفة كمالا هاريس، مؤكدةً أن التركيز الأميركي سينصب على القضايا الاقتصادية بشكل رئيسي، في حين تبقى قضايا الشرق الأوسط في مرتبة متأخرة.