نظّمت اللجنة الثقافية لاتحاد الناشرين الأردنيين، ضمن فعاليات معرض عمّان الدولي للكتاب بدورته الثالثة والعشرين ندوة حول أدب الحريّة بعنوان "أدب الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني"، وشارك فيها المحامي الحيفاوي حسن عبادي، والروائي الأردني عبد السلام صالح، وأدارتها القاصّة الأردنية حليمة الدرباشي.

تحدّث الكاتب حسن عبادي عن علاقته بالأسرى وبداية مشواره معهم ومع إصداراتهم الأدبية واهتمامه بإبداعاتهم، وعن زياراته لهم التي وثّقها بكتاب  "يوميات الزيارة والمَزور" الذي يشتمل على زيارات لـ "70" أسيرا فلسطينيا كاتباً في سجون الاحتلال، بواقع (147) لقاء، على مدار أربع سنوات، (حتى السابع من أكتوبر) وصدر عن دار الرعاة وجسور ثقافية في رام الله وعمان، وأشار أن الكتاب يتناول الحديث عن الأوضاع العامة الإنسانية والاجتماعية لهؤلاء الأسرى، وأوضاع الثقافة والكتابة والتأليف لديهم، إضافة إلى ما يتعرضون له من تنكيل وتعذيب من إدارات السجون التي هم فيها.

ويعدّ الكتاب وثيقة مهمة لما يحدث داخل السجون الصهيونية من إجراءات، وكيف يعيش الأسرى، وكيف يفكّرون، وكيف يشكلون مجتمعا منظما داخل تلك السجون.

كما وأكّد أنّ أدب الأسرى، أو أدب الحريّة كما يحلو له أن يسمّيه، لم يحظَ بالاهتمام الكافي، وعن مبادرة "لكلّ أسير كتاب" وأثرها على المشهد الثقافي داخل السجون، مبادرة "من كلّ أسير كتاب" وانطلاق مشروع "أسرى يكتبون" في رابطة الكتّاب الأردنيين في شهر سبتمبر 2021 الذي كان له أثر الفراشة، وسلّط الضوء على ما يكتبه الأسرى وزاد من الاهتمام به، وصدر في شهر يونيو 2024 كتاب، يوثّق 29 ندوة لمناقشة إصدارات للأسرى، بحيث شكّلت متنفّساً لهم عبر القضبان وحرية مؤقتة إلى حين، ودعي للندوة الثلاثين حول رواية حكاية جدار" للأسير ناصر أبو سرور.

وتناول كذلك كتاب "الكتابة على ضوء شمعة" حول طقوس الكتابة عبر القضبان، وكتاب "حروف على جدران الأمل – كتابات خلف القضبان" الذي صدر مؤخراً عن مؤسسة كل العرب في باريس والذي يشمل كتابات حرّة لأسرى قابعين خلف القضبان، وكتاب "تصدّع الجدران" عن دور الأدب في مقاومة العتمة للكاتب فراس حج محمد، كما وتطرّق لأثر هذه اللقاءات وما حولها على حياته اليوميّة والمهنيّة.  

أمّا الروائي الأردني عبد السلام صالح فتناول أدب الأسرى وتنوّعه؛ رواية وشعراً وقصّة وبحثاً، فلم تعد كتاباتهم تتناول الاعتقال والتعذيب فحسب، بل تخطّت الأسلاك وجدران السجن، لتتناول كل المواضيع والأجناس، وتحدّث عن تجربته بتناول كتابات حسام زهدي شاهين، وهيثم جابر، ووليد دقة، وسائد سلامة، وكميل أبو حنيش، وباسم خندقجي، وغيرهم مؤكداً أهميّتها شكلاً ومضموناً رغم الحواجز.

وناشد كذلك الأدباء والنقّاد الاهتمام بأدب الأسرى، قراءته وتناوله والكتابة حوله دون محاباة وتحيّز، فمستواه رفيع، ويجب تسليط الضوء عليه رغم عتمة الزنازين لنعيش الحريّة معاً.

وأضاف أنّه يعمل لتحقيق حلمه بعقد مؤتمر أكاديمي دولي حول أدب السجون ليشكّل رافعة نحو الحريّة المنشودة.

أدارت الندوة بمهنيّة القاصة الأردنية حليمة الدرباشي (عضو اللجنة التحضيريّة لمبادرة أسرى يكتبون)، التي اقتبست من كتابات الأسرى التي اطّلعت عليها واختتمتها بما كتبه الأسير أحمد سعدات في حينه "الاهتمام بأدب الأسرى ما هو إلا شكل من أشكال نضالات الحركة الأسيرة، فالانتصار في الجبهة الثقافية يشكل ركيزة أساسية لحسم صراع الشعب الفلسطيني مع الاحتلال الاستعماري الصهيوني."

هذا وكانت مشاركات من الحضور، وفي الختام تم تكريم المشاركين من قبل اتحاد الناشرين الأردنيين، ممثّلا برئيسه ومدير المعرض السيد جبر أبو فارس، ورئيس اللجنة الثقافية الكاتب جعفر العقيلي والفنان الملتزم كمال خليل.