على نحوٍ بالغ، وبعد اعتراف ثلاث دول أوروبية بوضوح العبارة والموقف، بدولة فلسطين، يتجلى صواب السياسة الحكيمة، وجدواها، التي شق سيادة الرئيس أبو مازن دروبها الصعبة والمكلفة، بعد أن رأى بوطنية مسؤولة، قدرتها كقوة ناعمة، وصلبة في آن، بوسعها أن تراكم مزيدًا من الخطوات، وبصورة فاعلة، في طريق قيام دولة فلسطين حرة مستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية.

إنها السياسة ببرنامجها الوطني النضالي، المناهضة لنيران الخطب الشعبوية، وشعاراتها البراقة، وهذا ما جعلها منتجة، وبهذا المعنى، وهذا الواقع، فإن اعتراف الدول الأوروبية الثلاث ليس وليد اللحظة الراهنة وإنما هو نتاج حراك سياسي ودبلوماسي فلسطيني حثيث، وحسبما تعرف على مدار الساعة وفي مختلف ساحات ومحافل المجتمع الدولي والإقليمي والعربي، وبكل تأكيد وقبل كل قول هو نتاج التضحيات العظيمة لشعبنا الفلسطيني وخاصة بعد أن بات يتعالى هتاف دم الشهداء والضحايا في مختلف شوارع العالم الذي ما زالت آلة الحرب الإسرائيلية تواصل سفكه بمنتهى العنف، في قطاع غزة المكلوم، والضفة الفلسطينية المحتلة.

هنا دولة فلسطين، لم يعد هذا الأمر قابلاً للتشكيك، وقد بات أمرًا محسومًا، والمسألة بشأن هذا الأمر باتت مسألة وقت ليس إلا. وعليه فإن على إسرائيل "نتنياهو وسموتريتش وبن غفير" أن تدرك أنه لا مناص من ذلك وأن تدرك الأهم أن خلاصها من أزمتها الوجودية يكمن في الانصياع لمنطق التاريخ ومنطق الحياة معًا، والاحتلال لا هو من منطق التاريخ ولا هو من منطق الحياة.

شكرًا للأصدقاء الشجعان في النرويج وأيرلندا وإسبانيا، لكم امتنان فلسطين وشعبها ولنا معكم ومع كل أحرار العالم موعد الحرية، لنعلي معًا راية الحق والعدل والسلام.