يعاني بعض الناس من فقدان مفاجئ في أوزانهم ودون أن يكون وفقاً لنظام غذائي معين لهذه الغاية، وبينما يشعر البعض بالسعادة عندما يفقد شيئاً من وزنه ظناً من أن وضعه الصحي يتحسن، فإن الصحيح أنه يتوجب الانتباه والحذر من فقدان الوزن، حيث إن حدوثه بشكل مفاجئ ودون تغيير في النظام الغذائي قد يكون مؤشراً خطيراً وباعثاً على القلق.
وخلص تقرير نشره موقع "هيلث شوتس" الأميركي، إلى وجود عشرة أسباب محتملة لفقدان الوزن المفاجئ، وأغلب هذه الحالات العشرة هي أمراض خطيرة ينبغي عدم تجاهلها وإنما يتوجب التحرك فوراً لاكتشافها وعلاجها.
ووفقا لدراسة نشرتها مجلة (PubMed Journal) فإن 72 بالمائة على الأقل من المرضى الذين يعانون من فقدان الوزن غير المبرر يعانون من مرض كامن، ولهذا السبب يجب على من يعاني من هذه الحالة استشارة الطبيب على الفور.
والانخفاض المفاجئ في وزن الجسم يحدث عندما لا يحاول الشخص إنقاص وزنه، وإنما يحدث فقدان الوزن بشكل غير مبرر، حيث لا يحدث فقدان الوزن المفاجئ بسبب النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة أو تغيير نمط الحياة.
ويقول الدكتور توشار تايال المختص في الطب الباطني إن التقييم الطبي يعد ضرورياً إذا فقد الشخص أكثر من 5 بالمائة من وزنه خلال 6 إلى 12 شهراً، دون بذل أي جهد لإنقاص الوزن.
ووفقا لدراسة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الكندية، يمكن أن ينتج فقدان الوزن عن مجموعة من العوامل الطبية، والنفسية، والاجتماعية بالإضافة إلى التغيرات المرتبطة بالعمر.
وخلص تقرير "هيلث شوتس" الى أن فقدان الوزن بشكل مفاجئ قد يحدث نتيجة لوحد من الأسباب العشرة التالية:
أولاً: فرط نشاط الغدة الدرقية، حيث تنتج الغدة الدرقية هرمون الثيروكسين الذي يتحكم في عملية التمثيل الغذائي. وفي بعض الأحيان يمكن أن تؤدي اضطرابات المناعة الذاتية أو الالتهابات الفيروسية في الغدة الدرقية إلى فرط نشاطها، مما يؤدي إلى الإفراط في إنتاج هرمون الغدة الدرقية الذي يسمى فرط نشاط الغدة الدرقية، والذي يمكن أن يسبب فقداناً كبيراً في الوزن.
ثانياً: مرض السكري، وهناك نوعان رئيسيان من مرض السكري، النوع الأول، وهو حالة من أمراض المناعة الذاتية، والنوع الثاني، والذي يظهر عادةً في وقت لاحق من الحياة نتيجة لتخليق الأنسولين أو معالجته بشكل غير مناسب، إضافة الى سكري الحمل الذي يعتبره الأطباء النوع الثالث والذي يظهر أثناء الحمل وهو عابر، وكلا النوعين من مرض السكري يمكن أن يسبب فقدان الوزن غير المبرر، ولكن مرض السكري من النوع الأول هو الأكثر عرضة للتسبب في ذلك.
ثالثاً: اضطراب المزاج، حيث إن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المزاج مثل القلق، والاكتئاب، قد يواجهون فقدان الشهية مما يؤدي إلى انخفاض تناول الطعام وفقدان الوزن.
رابعاً: السرطان، حيث وفقا لدراسة نشرت سابقاً فقد يكون فقدان الوزن هو العرض الأول لسرطانات الدم وسرطان الغدد الليمفاوية، أو سرطان الرئة، وسرطان القولون، وسرطان المبيض، وسرطان البنكرياس، كما أن تكرار ظهور ورم في مرحلة مبكرة (مثل سرطان الثدي) يمكن أن يؤدي أيضًا إلى فقدان الوزن المفاجئ.
خامساً: مرض أديسون، ومرض أديسون هو حالة من أمراض الغدد الصماء تتميز بصعوبات في الغدد الكظرية الموجودة أعلى كل كلية، وتنتج هذه الغدد هرمونات أساسية، أو رسائل كيميائية، مثل الكورتيزول، وغياب هذه الهرمونات في مرض أديسون قد يؤدي إلى فقدان الوزن، والإرهاق، وأعراض أخرى.
سادساً: الإجهاد، حيث يمكن أن تؤدي أحداث الحياة المجهدة مثل الطلاق أو وفاة أحد أفراد الأسرة أو المشكلات المالية إلى فقدان الشهية أو تفويت وجبات الطعام أو تناول كميات أقل من المعتاد.
سابعاً: مرض الذئبة، ومرض الذئبة هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تدفع جهازك المناعي إلى استهداف الخلايا السليمة بشكل خاطئ، ويمكن أن يضعف قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية ويخلق مشاكل في الجهاز الهضمي، وغالباً ما يسبب مرض الذئبة فقدان الشهية.
ثامناً: الاضطراب العصبي، حيث إن فقدان الوزن المفاجئ من العلامات السائدة للأمراض العصبية مثل مرض باركنسون، والزهايمر، وهنتنغتون.
تاسعاً: الفشل الكلوي، ويمكن أن يؤدي فقدان الشهية والغثيان إلى فقدان الوزن، ولكن قد يحدث أيضاً تحول في احتباس السوائل لدى الشخص المصاب بمرض الكلى.
عاشراً: تعاطي الكحول والمخدرات، حيث يمكن أن يساهم انخفاض الشهية، والغثيان، والقيء، ومشاكل الصحة العقلية وتغيير نمط الحياة في فقدان الوزن لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات تعاطي الكحول، كما يمكن أن يحدث سوء التغذية نتيجة لمرض الكبد الحاد لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي الكحول على المدى الطويل، مما قد يؤدي إلى فقدان الوزن.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها