*رئاسة
سيادة الرئيس يطلع أمين عام مجلس الكنائس العالمي على مستجدات الأوضاع الفلسطينية
استقبل سيادة الرئيس محمود عباس، يوم الاثنين، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، أمين عام مجلس الكنائس العالمي البروفيسور القس جيري بيلاي، والوفد المرافق له، بحضور رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس رمزي خوري.
وأطلع سيادته، الضيف، على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعدوان الإسرائيلي المتواصل عل شعبنا الفلسطيني، والذي ذهب ضحيته أكثر من مائة ألف مواطن فلسطيني بين شهيد وجريح.
وأكد سيادة الرئيس، على ضرورة التدخل الفوري لوقف جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وسياسة القتل والاعتقال والتنكيل والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية والضفة الغربية.
وأشاد سيادته، بالجهود التي يبذلها اتحاد الكنائس العالمي لدعم حق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، ودوره الهام في إيصال معاناة المؤمنين في الأرض المقدسة للعالم، ومواصلة هذا الدور ليحل السلام في أرض السلام.
*فلسطينيات
د.اشتية: إسرائيل ما زالت تحتجز أموال المقاصة واتفاق النرويج لا يحل الأزمة المالية
قال رئيس الوزراء د.محمد اشتية، إن إسرائيل ما زالت تحتجز أموال المقاصة كاملة، وحتى اللحظة لم تقم بتحويل أي مبالغ إلينا، وهذا ما لم يحصل على مدار الـ30 عاما الماضية.
وأوضح رئيس الوزراء في كلمته بمستهل اجتماع الحكومة في رام الله اليوم الثلاثاء، أنه تم اتفاق، على أن تحول إسرائيل قيمة المبالغ التي تحولها الحكومة الفلسطينية إلى قطاع غزة، لترسل إلى حساب خاص في النرويج، واشترطت إلا يتم إرسال أي مبالغ إلينا من هذه الأموال، علما أن إسرائيل لم تحول أيا من هذه المبالغ حتى الآن.
وأضاف د. اشتية، أن هذا الترتيب لا يعطينا حقنا في أموالنا بالكامل، وعليه فإن هذا الأمر لا يحل لنا الأزمة المالية، ولكنه يُخرج الأموال البالغ حجمها حتى تاريخه نحو 800 مليون شيقل من أيدي الإسرائيليين لتودع في حساب خاص في النرويج، وسيتم تحويل ما يتبقى من أموال إلينا.اشتية: إسرائيل ما زالت تحتجز أموال المقاصة واتفاق النرويج لا يحل الأزمة المالية
وجدد رئيس الوزراء مطالبته للمجتمع الدولي بمنع اجتياح رفح، ووقف العدوان على قطاع غزة، والسماح للمواطنين بالعودة إلى بيوتهم في شمال القطاع ووسطه.
وقال: اليوم الـ137 للحرب وكأنها تتجدد من جديد، اليوم تجري محاصرة مجمع ناصر الطبي، ما يعرض حياة المرضى والجرحى والطواقم الطبية لخطر كبير، والمجمع بلا ماء ولا كهرباء ولا أوكسجين، أكثر من 107 شهداء في الساعات الـ24 الماضية وحوالي 150 جريحا، ما يرفع عدد الشهداء إلى ما يقارب 30 ألف شهيد، وعدد الجرحى ما يقارب 70 ألف جريح، إضافة إلى 9 آلاف مفقود.
وأضاف: تحدثنا مع كل من اجتمعنا بهم من أجل ذلك، ومن أجل وقف شامل وتام للعدوان، ونأمل من الأمم المتحدة أن تستمر في جهدها لوقف القتل بحق شعبنا والعدوان عليه، وتوسيع حجم ورقعة المساعدات بما يشمل جميع أنحاء قطاع غزة.
وأضاف: إضافة إلى الجوع والعطش اللذين يشهدهما أهلنا في قطاع غزة، وقطع الماء والكهرباء، فإن العملية التعليمية متعطلة تماماً في قطاع غزة، حيث حُرم جميع طلبة المدارس والجامعات والمعاهد من عام دراسي كامل، منهم 88 ألف طالب جامعي، وحوالي نصف مليون طالب مدرسي، ودُمرت مدارس، ودُمرت 5 جامعات من أصل 6 دمارا كاملا وجزئيا، منها 3 جامعات دُمرت دمارا كاملا، واستُشهد 3 رؤساء جامعات، كما استُشهد 95 أستاذا جامعيا، منهم 77 من حملة شهادة الدكتوراه.
وأشار إلى أنه طلب من وزير التربية والتعليم والتعليم العالي البدء بكل الترتيبات الممكنة من أجل وضع السيناريوهات المناسبة والممكنة أيضاً، بما يضمن إعادة انتظام العملية التعليمية فور وقف العدوان، والترتيب مع الجامعات الفلسطينية لتقديم كل تسهيل ممكن للطلبة في قطاع غزة للالتحاق بالبرامج التعليمية حيث ما أمكن، وتقديم كل عون لطلبتنا في القطاع.
وأدان رئيس الوزراء استمرار ماكنة القتل والاعتداء الإسرائيلية في انتهاكاتها في الضفة الغربية، وما يجري من حصار لمدينة نابلس وطولكرم ومنع التنقل والحركة خارجهما.
وتطرق د. اشتية، إلى مشاركته في قمة الاتحاد الإفريقي، نيابة عن الرئيس محمود عباس، وقال: "استُقبلنا على أعلى منصة إفريقية باسم فلسطين، وقوبلنا بترحاب كبير، ولمست حجم التأييد الكبير لفلسطين في إفريقيا، وعليه أتقدم بالشكر إلى الاتحاد الإفريقي بكامل دوله وأعضائه ومفوضيه".
وأشار إلى أنه شارك في منتدى ميونخ للأمن، والتقى العديد من المسؤولين الدوليين، ولمس أن هناك إجماعا على إدانة إسرائيل وعدوانها على غزة، وأنها تقف مدانة أمام العالم ومعزولة، وأن العالم يريد وقف العدوان فورا، وإدخال أكبر كمية من المساعدات إلى غزة، وأن الوقت قد حان للاعتراف بدولة فلسطين، ونشهد حراكا بهذا الاتجاه في الأشهر القادمة، وأن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس هي مركز النشاط الدبلوماسي والسياسي، وأنه لا بديل عنها مهما كان.
وحول جلسات الاستماع العلنية لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، قال رئيس الوزراء: أمس بدأت المحكمة بالاستماع إلى مرافعات من 56 دولة حول السؤال المحال إليها من الجمعية العامة، والمتعلق بالاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية. وعلى المحكمة أن تقدم رأيا استشاريا عند الانتهاء من المداولات للجمعية العامة للأمم المتحدة، وسنتابع هذه القضية عبر كل المؤسسات الدولية لنزع كل شرعية عن الاحتلال من أجل إنهائه.
وأضاف أن أغلبية المرافعات هي من دول صديقة وشقيقة، وهي لصالح فلسطين، وهناك بعض المرافعات التي ستكون لخدمة دولة الاحتلال من دول تدور في فلك الاستعمار والإمبريالية العالمية وأداتها إسرائيل.
وشكر د.اشتية جميع الدول التي ستقدم مرافعات لصالح فلسطين، مثمنا جهود الفريق الفلسطيني الذي يتابع هذه القضايا عن قرب. كما شكر الجزائر الشقيقة التي تقدمت بمشروع قرار لمجلس الأمن لوقف العدوان على أهلنا في قطاع غزة.
*مواقف "م.ت.ف"
فتوح: منع أبناء شعبنا من الوصول الى "الأقصى" جزء من الحرب الشاملة وانتهاك لقوانين وحرية العبادة
قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن قرار حكومة الاحتلال منع وصول أبناء شعبنا للمسجد الاقصى في شهر رمضان، جزء من الحرب الشاملة التي تشنها هذه الحكومة العنصرية التي تستهدف الوجود الفلسطيني، وإكمال لحرب الإبادة والتهجير وحصار المقدسات، وانتهاك لجميع القوانين التي تحمي حرية وحق العبادة.
وأضاف فتوح أن تقييد دخول فلسطينيي أراضي عام 48 إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، هو إمعان في الإجرام الحاقد والحرب الدينية التي تقودها حكومة المستعمرين المتطرفين الإرهابية ضد شعبنا الفلسطيني، ودليل على نية الاحتلال تصعيد عدوانه على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
ودعا فتوح أبناء شعبنا الفلسطيني إلى التصدي لهذا القرار الإجرامي، ومقاومة عنصرية وعنجهية الاحتلال، والنفير وشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك.
كما حذر فتوح من أن المساس بالمسجد الأقصى أو حرية العبادة فيه لن يمر دون محاسبة، وستبقى القدس والأقصى خطا أحمر وقبلة الأمة الإسلامية وعنوان نضالها.
*عربي دولي
وكالات الأمم المتحدة تحذر من "انفجار" في عدد وفيات الأطفال في غزة
حذرت الأمم المتحدة، من أن النقص المُقلق في الغذاء، وسوء التغذية المتفشّي، والانتشار السريع للأمراض، هي عوامل قد تؤدي إلى "انفجار" عدد وفيات الأطفال في قطاع غزة.
وقالت وكالات الأمم المتحدة، إن الغذاء والمياه النظيفة أصبحا "نادرين جدا" في القطاع الفلسطيني المحاصر، وإن جميع الأطفال الصغار تقريبا يعانون أمراضا مُعدية.
وقال نائب المدير التنفيذي لليونيسف تيد شيبان، إن غزة على وشك أن تشهد "انفجارا في وفيات الأطفال التي يُمكن تفاديها، ما من شأنه أن يضاعف مستوى وفيات الأطفال الذي لا يُطاق أصلا".
ويتأثر ما لا يقل عن 90% من الأطفال دون سن الخامسة في غزة بواحد أو أكثر من الأمراض المُعدية، وفق تقرير صادر عن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي. وكان 70% قد أصيبوا بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، أي بزيادة قدرها 23 ضعفا مقارنة بعام 2022.
من جهته، قال المكلف بالأوضاع الطارئة في منظمة الصحة العالمية مايك رايان، إن "الجوع والمرض مزيج قاتل". وأضاف "الأطفال الجائعون والضعفاء والمصابون بصدمات نفسية شديدة هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. والأطفال المرضى، خصوصا منهم المصابون بالإسهال، لا يمكنهم امتصاص العناصر الغذائية جيدا".
ووفقا لتقييم الأمم المتحدة، فإن أكثر من 15% من الأطفال دون سن الثانية، أو واحد من كل ستة أطفال، يعانون "سوء تغذية حادا" في شمال غزة، وهم محرومون بالكامل تقريبا من المساعدات الإنسانية.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أن "هذه البيانات جُمعت في كانون الثاني/يناير، ويُرجّح أن يكون الوضع حاليا أكثر خطورة".
وفي جنوب قطاع غزة، يعاني 5% من الأطفال دون سن الثانية سوء تغذية حادا، وفقا للتقييم.
وقالت الوكالات الأممية إن "هذا التدهور في الوضع الغذائي" لشعب في خلال ثلاثة أشهر هو أمر "غير مسبوق على مستوى العالم".
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى 29029 شهيدا، و69028 جريحا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وفقا لإحصائيات غير نهائية.
*إسرائيليات
قصف مناطق مختلفة بقطاع غزة بالطيران الحربي والمدفعية والزوارق الحربية
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، فقصف مناطق عديدة في القطاع بالطيران الحربي والمدفعية والزوارق الحربية، مرتكبة مجازر عدة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات المواطنين، جلهم من النساء والأطفال.
كما توغلت آليات عسكرية إسرائيلية كبيرة في حي الزيتون انطلاقا من منطقة تل الهوى غرب المدينة، ومحمور صلاح الدين جنوبا، وتتمركز قرب تقاطع شارع 8 مع شارع صلاح الدين وسط قصف من الطائرات الحربية الإسرائيلية، وإطلاق قذائف مدفعية طالت عددا من منازل المواطنين، ما أدى إلى ارتقاء 15 شهيدا على الأقل والعشرات من الجرحى.
وأطلقت المسيرات الإسرائيلية من نوع "كابتر" النار تجاه المواطنين الذين يتحركون بين الأزقة والشوارع الفرعية في الحي، إلى أن التوغل الإسرائيلي في حي الزيتون تسبب بنزوح آلاف المواطنين قسرا باتجاه المناطق الغربية من مدينة غزة، وتحديدا إلى مستشفى الشفاء ومحيط المستشفى في حي الرمال.
وشنت الطائرات الحربية ومدفعية الاحتلال ودباباته غارات وأطلقت قذائف على عدد من الأحياء السكنية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى ارتقاء 6 شهداء و15 جريحا.
وتواصل آلة الحرب الإسرائيلية عملياتها في مستشفيي ناصر والأمل غرب المدينة وسط أوضاع مأساوية يعيشها الجرحى والمرضى والطاقم الطبي في مستشفى ناصر.
وفي رفح قصف الاحتلال بعدد من القذائف وسط المدينة وغربها، ما أوقع إصابات في صفوف النازحين.
وفي وسط قطاع غزة، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة منازل في مخيمات النصيرات، والبريج، والمغازي، وفي دير البلح، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين، وإصابة نحو 10 آخرين، نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع.
وأطلق جيش الاحتلال النار والقذائف باتجاه المواطنين الذين ينتظرون المساعدات الإنسانية غربي مدينة غزة.
وفي السياق ذاته، قصفت مدفعية الاحتلال منطقة الشعف شرق الشجاعية، فيما قصفت زوارق الاحتلال الحربية سواحل مدينة غزة.
*أخبار فلسطين في لبنان
السفير دبور يستقبل السفير الجزائري في لبنان
استقبل سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، اليوم الاثنين، سفير الجزائر في لبنان رشيد بلباقي.
وجرى استعراض للاوضاع وآخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعدوان الاسرائيلي المستمر بحرب الابادة بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة والارهاب الاسرائيلي المنظم الذي يمارسه جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه ضد مدننا وقرانا في الضفة الغربية ومدينة القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية وبخاصة المسجد الأقصى، والنوايا المتطرفة التي يسعى لتنفيذها خلال أيام شهر رمضان بفرض قيود على دخول المصلين للمسجد الاقصى مخالفاً الاعلان العالمي لحقوق الانسان بحرية ممارسة وتأدية الشعائر الدينية والعبادة.
وأكد دبور تقدير الشعب الفلسطيني للموقف الجزائري الداعم الدائم للقضية الفلسطينية على كافة المستويات والمحافل الدولية.
*آراء
مواقف بحاجة لتوضيح/ بقلم:عمر حلمي الغول
في لعبة السياسة الكثير من المواقف المعلنة من قبل المسؤولين، أو حتى بعض التسريبات لوسائل الاعلام لا تعكس الحقيقة، ولا صلة لها بما تضمنته حوارات الغرف المغلقة، ولا حتى الاتصالات البينية بين الزعماء، وحتى أحيانا كلمات وخطابات زعماء الدول وكلمات ممثليهم من وزراء ومستشارين قد تحمل رسائل ومواقف سياسية أو عاطفية لإرضاء الرأي العام المحلي، بيد أنها في الواقع تكون مغايرة لحقيقة السياسات الرسمية. وفي ذات الوقت، هناك مواقف معلنة تحمل في طياتها السياسة الرسمية، وتتمثل رؤية النظام السياسي هنا او هناك، ولها انعكاساتها في الواقع وعلى الأرض، وعلى السياسي والإعلامي الذكي فرز الغث من السمين، وعدم العوم في شبر ماء.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، لو أخذنا مواقف الإدارة الأميركية من اعلان الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ودعم إستقلال دولة فلسطين وفقًا لخيار حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو 1967، لا نجد لهذه التصريحات مصداقية أو مؤشر واحد على الأرض، ولم نلحظ خطوة إيجابية في هذا الاتجاه، ليس هذا فحسب، بل أن ما تنتهجه واشنطن من سياسات يتناقض مع ما سبق ذكره من حيث أولاً رفضها لوقف الحرب فورًا؛ ثانيًا تعطليها إصدار أي قرار من مجلس الأمن الدولي لوقف حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني عمومًا وفي قطاع غزة خصوصًا؛ ثالثًا الضغط على بعض الدول العربية وخاصة جمهورية مصر العربية لفتح الحدود مع فلسطين لادخال النازحين الفلسطينيين من الشمال الى رفح لسيناء المصرية مقابل إغراءات مالية قيمتها 250 مليار دولار أميركي تتضمن شطب الديون المصرية، التي تقدر ب165 مليار دولار أميركي والباقي مساعدات؛ رابعًا الدعم شبه المطلق لحكومة الحرب الإسرائيلية في مواصلة حربها على قطاع غزة، والتساوق مع اكاذيبها وبضاعتها الفاسدة من بداية الحرب حتى اليوم 136 من الحرب الإجرامية، رغم وجود تباينات مع حكومة نتنياهو؛ خامسًا الضغط على العربية السعودية للتسريع في عملية التطبيع مع إسرائيل، ومحاولة فصل المسارات عن بعضها البعض، أي فصل حرب الإبادة عن التطبيع، وغيرها من المواقف التي تتناقض مع ما تقدم من الاعتراف بالدولة الفلسطينية واستقلالها وسيادتها على أرضها، وحتى دون تحديد ماهية الدولة التي تتحدث عنها من حيث حدودها، طبيعتها ومدى سيادتها وسيطرتها على أراضيها برًا وبحرًا وجوًا وتحت الأرض.
ولكن الدول العربية المعنية لم تغير مواقفها، والتي عكستها خطة السلام العربية التي تم ذكرها في مقالة أمس بعنوان "حدود قوة الموقف العربي"، التي اكدت على ضرورة وقف الحرب فورًا، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع كليًا، ودخول المساعدات الإنسانية، ورفض التهجير القسري لمصر أو الأردن، وطالبت بعودة النازحين إلى مدنهم وأماكن سكناهم في شمال غزة، والاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الامن، وتمكين الدولة من النهوض بإمكانياتها الاقتصادية والذهاب للحل السياسي وعقد المؤتمر الدولي لبلورة استقلال دولة فلسطين ... إلخ.
بيد أن موقف وزير خارجية مصر، سامح شكري اول أمس السبت 17 فبراير الحالي، الذي أعلنه على هامش أعمال مؤتمر الأمن في ميونيخ الألمانية ونصه ليس لدينا أي نية لتقديم مناطق آمنة للنازحين (الفلسطينيين)، ولكن إذا فرض علينا الامر الواقع سنتعامل مع الوضع، وسنقدم الدعم الإنساني. ولكن هذا ليس مبررا لفرض الامر الواقع" جاء غير مفهوما، ويتناقض مع خطة السلام العربية، ومع ما اعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في لقائه مع الرئيس أبو مازن يوم الاثنين الموافق 8 يناير الماضي (2024)، الذي اكد بشكل قاطع انه لن يسمح بالتهجير القسري لشمال سيناء مهما كلف ذلك من ثمن، وعمق تأكيده، بانه رفض كل المغريات لتمرير الهدف الأميركي الإسرائيلي.
كما أن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 لا تسمح لإسرائيل بارسال دباباتها واسلحتها الثقيلة او طيرانها الحربي للمنطقة المصنفة D والتي تمتد لمسافة 4 كيلو متر في النقب بما في ذلك محور صلاح الدين/ فيلادلفيا، أي الحدود المصرية الفلسطينية، وعليه في حال تقدمت الدبابات الإسرائيلية لاجتياح رفح الفلسطينية يعتبر انتهاكًا فاضحًا للاتفاقية، مما دعا جمهورية مصر العربية للتهديد بأنها ستجمد اتفاقية السلام المذكورة، وتطرد السفير الإسرائيلي وتسحب السفير المصري، أضف إلى أنها أرسلت أكثر من 40 مدرعة وناقلة جند للحدود للحؤول دون ذلك، وتحسبًا لاي خطوة إسرائيلية بهذا الاتجاه. الامر الذي يتطلب من الوزير شكري توضيح الموقف. لا سيما وأن الشعب العربي الفلسطيني يعتبر مصر وقيادتها سندًا استراتيجيًا ومركزيًا لحماية الحقوق والأهداف السياسية الفلسطينية، وثمنت مواقفها الأصيلة المعلنة، ولم تفقد الثقة بالرئيس السيسي ولا بحكومته الرشيدة، وبالتالي لا يجوز من حيث المبدأ السماح بالتهجير القسري للنازحين الفلسطينيين للأراضي المصرية. لأنه لا يخدم المصالح القومية الفلسطينية والمصرية والعربية عمومًا، لا بل العكس صحيح.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها