بقلم: بدوية السامري
على سرير الشفاء في مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس، يرقد الطفل إبراهيم جمال حشاش الذي أكمل الثالثة من عمره بقليل، بعد أن نهشه أحد الكلاب البوليسية المدربة برفقة قوات الاحتلال الأحد الماضي، خلال مداهمة منزل عائلته في مخيم بلاطة شرق نابلس.
وكان الطفل قد أصيب نتيجة عضة الكلب، وشابان آخران بالرصاص الحي والشظايا، صباح ذات اليوم، خلال اقتحام قوات إسرائيلية خاصة "مستعربين"، مخيم بلاطة شرق نابلس.
وقالت والدة الطفل حشاش: "لا يمكن تخيل كيف هاجم الكلب ابني وأنا أحمله بين يداي، صوت صراخه وبكائه لا يغيب عن بالي".
وتروي حشاش تفاصيل المداهمة، وتقول: "كانت الساعة السابعة إلا رُبعًا صباحًا، وكنت أهم لأيقاظ أبنائي عندما سمعت أصواتًا في الخارج وعلى سطح المنزل، اقتربت من الباب، فسمعت أحد الجنود يصرخ، أغلقي الباب بسرعة".
وتضيف: "أغلقت الباب سريعا وذهبت إلى حيث ابني إبراهيم، حملته بين يداي خوفا عليه، وناديت على باقي أبنائي ليكونوا بجانبي.. كنا خمسة داخل المنزل، أنا وأبنائي وبناتي".
بعد أن حطم الجنود باب المنزل قفز الكلب "الوحش" على ذراعيّ الأم، وأطبق أنيابه على جسد ولدها وأخذ بنهش لحمه، بينما كانت تصرخ وتحاول إبعاده مع أبنائها الآخرين.. لكن عبثًا ما فعلت.
دقائق مرت كأنها دهر وأنياب الكلب مغروسة في لحم ابراهيم، قبل أن يسحبه من بين يدي أمه ويجره باتجاه "الدرج"، ويلحق به الجنود.
"إبراهيم يحتاج إلى أكثر من عشرة أيام لمتابعة وضعه الصحي داخل المستشفى، حيث تم عمل 42 غرزة بجلده ولحمه نتيجة عضة الكلب" هذا ما أخبره الطاقم الطبي للأم أماني حشاش، التي أشارت إلى ارتفاع في درجة حرارة ابنها، ورافضه تناول الطعام والشراب، وتقول: "أنا متأكدة أن الشفاء الجسدي والنفسي أيضًا سيأخذ وقتا طويلاً".
ويقول الدكتور عبد الناصر بني عودة اختصاصي جراحة الأطفال في مستشفى رفيديا الحكومي، إن الوضع الصحي والجرح جيد بالنسبة لليوم الأول والثاني للإصابة، فهو في تحسن، ويتم متابعة الفحوصات والجرح بشكل يومي من قبل الأطباء المتخصصين داخل المستشفى.
وحذر بني عودة من عضات الكلاب التي يمكن أن تسبب التهابًا بالجلد، أو تمزقًا في الأنسجة، وأحيانًا يصل الأمر إلى زراعة الجلد تبعًا لعمق الإصابة، وتسممًا بالدم.
وتشير المعطيات إلى ارتفاع واضح في استخدام الكلاب البوليسية المتوحشة خلال عمليات الاعتقال واقتحام المنازل في الضفة الغربية، ووثقت عشرات الصور ومقاطع الفيديو كيف يقوم الجنود بإطلاق كلابهم على المواطنين، وتحديداً على الأطفال، لنهش لحمهم قبل اعتقالهم.
وتؤكد مؤسسات حقوقية فلسطينية ودولية، أن استخدام جيش الاحتلال للكلاب البوليسية في اعتقال المدنيين، هي سياسة رسمية متبعة منذ سنوات، ويعتبر استخدام هذه الكلاب في اعتقال الأطفال والمدنيين العزّل ضرباً من ضروب ممارسة التعذيب والمعاملة اللاإنسانية والمهينة، التي يجرّمها القانون الدولي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها