حاول مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من ‏خلال بيان أصدره يوم أمس الثلاثاء 2024/01/16، إبعاد تهمة التحريض على ‏إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة عن رئيس ‏الوزراء  نتنياهو، واشار  البيان الى أن "هذا ادعاء كاذب وسخيف يكشف عن ‏جهل عميق في التاريخ".‏

يأتي بيان مكتب نتنياهو رداً على الدعوى التي قدّمتها جنوب ‏أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، واتهمت نتنياهو ‏بالتحريض على الإبادة الجماعية، في الحرب الحالية على ‏قطاع غزة، بعد أن كرّر اقتباس آية توراتية تقول "تذكر ما ‏فعله بك عماليق".‏

ويُعتبر "شعب عماليق" في التراث اليهودي رمز للشر، لأنه ‏هاجم أبناء إسرائيل لدى خروجهم من مصر بحسب التوراة، ‏غير أن علماء آثار إسرائيليين ينفون حدوثه، وفيما لم يتم ذكر ‏‏"شعب عماليق" سوى في التوراة وبحسب التوراة، فإن على شعب إسرائيل أن يقتل "شعب ‏عماليق" كله، بما في ذلك نساءه وأطفاله وتدمير أملاكه.‏

وأوضح بيان مكتب نتنياهو، على مر الأجيال، المقارنة مع ‏عماليق غايتها وصف أولئك الذين يسعون إلى إبادة الشعب ‏اليهودي، وهذه المقارنة وُجهت بالأساس إلى النازيين، ولذلك ‏تظهر هذه الكلمات في لافتة موضوعة في متحف "تخليد ‏ذكرى ضحايا الهولوكوست" ياد فَاشِم وتدعو الزوار إلى ‏‏تذكر ما فعله بك "عماليق"، كما أن هذه الآية تظهر في موقع ‏تخليد اليهود الهولنديين في لاهاي الذين قُتلوا إبان ‏الهولوكوست.‏

وبحسب البيان، مفهوم تلقائيًا أنه لا يوجد في أي من هذه ‏المقولات تحريض على إبادة جماعية للشعب الألماني، وهكذا ‏أيضًا في تطرق رئيس الحكومة نتنياهو إلى عماليق، لم تكن ‏أي نية للتحريض على إبادة جماعية للفلسطينيين، وإنما ‏لوصف المجزرة المروعة التي نفذها الفلسطينيين في 7 ‏تشرين الاول "أكتوبر" وضرورة محاربتهم.‏

وعلى عكس ما جاء في البيان، تقتبس دعوى جنوب افريقيا ‏أقوال نتنياهو، في 28 تشرين الأول "أكتوبر" الماضي ، ‏‏تذكر ما فعله بك عماليق، ونحن نتذكر ونحارب عماليق.‏

كذلك كرر نتنياهو ذكر هذه الآية في رسالة وجهها إلى الجنود ‏الإسرائيليين، في 3 تشرين الثاني "نوفمبر"، وكتب "كافحنا ‏دائمًا ضد أعداء لدودين، أرادوا إفنائنا، وصمدنا بقوة مقابل ‏الذين يسعون لقتلنا فيما نحن مسلحين بالشجاعة وعدالة ‏الطريق، والكفاح الحالي ضد القتلة من الفصائل الفلسطينية هو فصل آخر ‏في قصة الصمود القومي على مر الأجيال، "تذكر ما فعله بك ‏عماليق".‏