بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الأربعاء 27- 12- 2023

*رئاسة
سيادة الرئيس: نريد وقف العدوان في كل مكان وفتح الأبواب للمساعدات الإنسانية ثم منع التهجير

أكد سيادة الرئيس محمود عباس على ضرورة وقف العدوان المتواصل على شعبنا بشكل كامل، وفتح جميع المعابر، ومضاعفة إدخال المساعدات الإنسانية، ورفض التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني ومنعه".
وثمّن سيادته في مقابلة تلفزيونية مع الإعلامية المصرية لميس الحديدي، الموقف المصري والأردني الداعم لصمود شعبنا، والرافض لمخطط تهجيره، مشيرًا إلى جاهزية السلطة الفلسطينية لتحمل مسؤولياتها في قطاع غزة كما كانت تتحملها سابقًا، كذلك في الضفة، بما فيها القدس، كدولة فلسطينية واحدة.
وأشار إلى أن "هناك تواصلاً دائمًا وتنسيقًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومع وزير الخارجية سامح شكري، أو رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، من أجل العمل على وقف العدوان فورًا، فنحن ومصر والأردن متفقون على كل شيء، يضاف إلينا إخواننا في السعودية أيضًا"، مؤكدًا أهمية التواصل على المستويات كافة مع الأشقاء العرب.
وأوضح سيادته أن ما يحدث اليوم جريمة كبرى تُرتكب منذ أكثر من 80 يوماً ضد الشعب الفلسطيني، ليس فقط في غزة، وإنما في الضفة الغربية، بما فيها القدس أيضا، موضحا أن عدد الشهداء تجاوز حتى الآن 20 ألف شهيد، والجرحى حوالي 60 ألفًا، وهناك أكثر من 7 آلاف مفقودون تحت الأنقاض.
ووصف ما حدث بالأمر البشع، الذي يحدث على مرأى العالم ومسمعه، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، معربًا عن أسفه من موقف الولايات المتحدة الرافض لوقف هذه الحرب، والفيتو الذي يصدر عنها في كل مرة يحاول بها العالم ومجلس الأمن والجمعية العامة أن يوقفوها.
وتابع سيادته: "إن ما يجري على الأرض الفلسطينية هذه الأيام أكبر من كارثة، وأكبر من حرب إبادة، ولم يشهد شعبنا مثل هذه الحرب، حتى في نكبة عام 1948، ما يحصل الآن هو أبشع بكثير مما حصل وربما في أي بلد آخر، وغزة تحتاج الآن إلى عشرات المليارات لتعود على الأقل مكانا صالحا للعيش".
وأضاف: من يذهب إلى غزة لا يعرفها بسبب حجم الدمار الكبير في البنية التحتية، والمرافق، والممتلكات،  وما يحدث في الضفة بما فيها القدس ليس بالبعيد، فالمستعمرون الذين كانوا يعتدون على كل المدن، والقرى، والمخيمات، بشكل يومي بحماية جيش الاحتلال، الذي هو بات يقوم بهذه المهمة.
وأضاف، أن إسرائيل تقول إنها تدافع عن نفسها، وهذا كلام مرفوض، وغير منطقي، ولا يقبله أي عقل، تدافع عن نفسها من ماذا.
ونوه إلى أن مخطط إسرائيل هو أن تقضي على الوجود الفلسطيني، وهذا لن يحدث، فهذا مخطط نتنياهو شخصياً وحكومته الحالية، ولا أقول إن الحكومات السابقة بريئة، فهم جميعا يسعون إلى التخلص من الفلسطينيين، والسلطة الفلسطينية.
وبهذا الصدد، قال: نحن موجودون في غزة، ونقوم بواجبنا، ولم ولن نتخلى عنها، ورغم انقلاب حماس في عام 2007، إلا أننا موجودون طيلة الوقت إلى يومنا هذا، ولدينا 5 وزراء في الحكومة من غزة، 3 مقيمون فيها".
وأكد جاهزيته في أي وقت لعقد مؤتمر دولي، من أجل دراسة الوضع على أساس الشرعية الدولية، التي تتمثل في إقامة دولة فلسطين تشمل غزة، والضفة، والقدس، وهذا لا يوجد عليه خلاف".
وشدد سيادته على أن "إسرائيل لا تريدنا أن نعود، فهي تريد أن تبقى، وتستقطع أجزاءً من غزة، ولكن العالم برمته لا يوافق معها، ونظرياً أميركا هي الأخرى ترفض ذلك، فهي تستطيع بإشارة أن تطبق هذا، وأن تأمر إسرائيل بعمل ذلك".
وحول التضامن مع الشعب الفلسطيني، قال سيادته، "بعد السابع من أكتوبر لمدة 3 أو 4 أيام كان هناك رأي عام في أوروبا ضدنا، حكومات وشعوبا، ولكن بعد اللقاءات المباشرة والاتصالات مع الرؤساء ومع رؤساء وزراء، كثيرون منهم تغيرت مواقفهم، فهذه الدول بدأت مواقفها تتغير، هناك عدوان أريد أن يوقفوه، أريد سلامًا حسب الشرعية الدولية لا أكثر ولا أقل".
وفيما يتعلق بإلغاء احتفالات الأعياد المسيحية، قال سيادته "نحن مع الكنيسة، وما تقرره الكنيسة نحن نؤيده، لأن هذا عيد وطني ونحن نحتفل به، عيد ميلاد سيدنا المسيح، وبفلسطين يعتبر عطلة وطنية قومية للشعب الفلسطيني، وبالمناسبة منذ المرحوم الرئيس أبو عمار وإلى يومنا هذا نحن نحضر شخصياً كل الأعياد، لأن هذه أعيادنا. الآن الوضع في كل مكان دمار وقتل واعتداءات، وتعرفون أن الكنائس في غزة تم تدميرها".
وحول الوضع في الضفة الغربية، قال سيادته "إسرائيل تريد في النهاية تهجير الفلسطينيين من غزة ومن الضفة، كما فعلت عام 1948، وهذا ما يتضح جليا بالاعتداءات المتواصلة".
وبشأن إمكانية أن تكون روسيا شريكاً في محادثات قادمة لحل الدولتين، قال سيادته "روسيا معنا 100% دون أي نقاش، والدعم المادي والمساعدات الإنسانية تتوفر من قبل روسيا إلينا باستمرار".
وقال سيادته: "نحن ضد قتل المدنيين، ونتنياهو يقول إن أكبر جريمة ارتكبوها هي أوسلو، ويريدون التخلص من نتائجها، ولكن الشعب الإسرائيلي والكنيست والحكومة الإسرائيلية كانوا معها وأيدوها ووقعوا عليها ومشينا في تطبيقها، والدليل على ذلك أننا هنا، السلطة الفلسطينية أنشئت هنا.
وحول الحوار الفلسطيني، قال سيادته: "مع الأسف الشديد دائما نسمع كلمة الحوار الفلسطيني، وكثير من أشقائنا والدول يستخدمون المصالحة الفلسطينية، فالجهود لم تتوقف بتاتا، وآخرها في مدينة العلمين المصرية، وأدعو الكل دون استثناء إلى وحدة وطنية وإلى وحدة القرار الفلسطيني، فنحن متفقون على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والالتزام بالشرعية الدولية، ثم المقاومة الشعبية السلمية، وبعدها ندعو إلى الحل السياسي.
وقال سيادته: إن دولة فلسطين تحظى باعتراف 142 دولة، وهي أيضا تعترف بحل الدولتين، ما يعني أغلبية الأمم المتحدة، لكننا نطالب بالاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وأوضح، أن إسرائيل عندها نظرية خاطئة، أو نظرية مخترعة اسمها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، على أساس أنه لا يوجد فلسطينيون، لكننا موجودون من أيام الكنعانيين، موجودون قبلهم، نحن موجودون، نحن أهل البلد، نحن موجودون وعندنا دولة، واعتراف عالمي برؤية الدولتين.
وحول المستوطنات، جدد الرئيس التأكيد على أنها غير شرعية، بل أمر واقع، وسيأتي اليوم الذي تزول به المستوطنات، وتقام به الدولة المستقلة.
وتطرق سيادته إلى القضايا الاقتصادية، وقال: إسرائيل تشن حربا اقتصادية شديدة علينا، مشيرا إلى أنه بموجب اتفاق باريس إسرائيل تجمع لنا الضرائب وتحصل على 3%، ومجموع ما تجبيه إسرائيل الآن حوالي مليار دولار، ومع الأسف لا دعم ولا مساعدات تصلنا".
وقال: "أنا عشت تمامًا أزمة نكبة 48، عشت المأساة، فقد خرجت لاجئًا من بيتي، ومنذ ذلك اليوم وأنا أعيش في مآسٍ، لكن في صبر، وأمل يستحيل أن ينتهي، وكل همي أن أبقي الأمل لدى الناس، والأمل قائم، لكن أمثال نتنياهو يضيقون علينا، ونعيش الضيق الآن في أسوأ حالاته، لكن عندنا أمل، ويجب ألا نفقده.
ودعا فخامة الرئيس العالم أن يفهم أننا شعب مثل بقية الشعوب نستحق الحياة والاستقلال، وأن نعيش كباقي البشر أحرارًا، ولا يجوز أن نبقى إلى الآن، بعد 76 عامًا تحت الاحتلال، فلا يوجد شعب حتى الآن يرزح تحت الاحتلال غير شعبنا.

*فلسطينيات
جماهير شعبنا تشيع جثامين 6 شهداء من مخيم نور شمس

شيعت جماهير شعبنا، جثامين شهداء مخيم نور شمس الستة شرق طولكرم، الذين ارتقوا بصاروخ أُطلق من طائرة مسيرة للاحتلال فجر اليوم الأربعاء.
والشهداء هم: أحمد أنور حمارشة (19 عامًا)، وأحمد عبد الرحمن عيسى (19 عامًا)، وأدهم محمد فحماوي (23 عامًا)، ويزن أحمد فحماوي (23 عامًا)، وفارس حسام فحماوي (29 عامًا)، وحمزة أحمد مصطفى فحماوي (17 عامًا).
وانطلق موكب التشييع من مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي بمدينة طولكرم، وسط التكبيرات والهتافات الوطنية الغاضبة المنددة بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا في المخيم وقطاع غزة وباقي محافظات الوطن.
وجاب المشيعون شوارع المدينة وهم يحملون الشهداء على الأكتاف وقد لُفت جثامينهم بالأعلام الفلسطينية، باتجاه منازل ذويهم في حارة المحجر في المخيم، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم، ومن ثم الصلاة على جثامينهم في ساحة حديقة العودة ومواراتهم الثرى في مقبرة المخيم.
وعم الإضراب الشامل مدينة طولكرم وضواحيها ومخيماتها، تلبية لدعوة حركة "فتح" إقليم طولكرم والقوى الوطنية والإسلامية حدادًا على أرواحهم.
وبلغت حصيلة شهداء محافظة طولكرم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، إلى 57 شهيدًا منهم 11 شهيدًا من مخيم نور شمس خلال 10 أيام.

*عربي دولي
مقررة أممية: الهجمات الإسرائيلية ضد الأمم المتحدة "جبن أخلاقي"

قالت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز: "إن الهجمات الاسرائيلية التي لا أساس لها ضد الأمم المتحدة لا تثبت إلا الجبن الأخلاقي".
وأضافت ألبانيز، في بيان، بعد تصريح وزير خارجية إسرائيل بعدم تجديد التأشيرات لموظفي الأمم المتحدة: "لقد تم إضعاف الأمم المتحدة بسبب عقود من الإفلات من العقاب على انتهاكات القانون الدولي، بما في ذلك استعمار الأراضي الفلسطينية المحتلة والتهجير القسري".
وقالت: أنه "يتعين على الأمم المتحدة أن تحاسب إسرائيل إذا أرادت إنقاذ سمعتها وهدفها"، مشددة على أنه "لا يمكن لأحد أن يكون حرًا إلا إذا كان الجميع أحرارًا".
وطالبت المقررة الأممية بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين، وتوفير الحماية الكاملة، وإعادة الإعمار، وانهاء الاحتلال، والعدالة.
يذكر أن ألبانيز قد تعرضت لهجوم في شهر نيسان الماضي من قبل المنظمة الإسرائيلية "المنتدى القانوني الدولي"، مطالبة بإنهاء عملها، بسبب تصريح صدر عنها، مفاده: إن الخسائر في الأرواح في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل مدمرة، لا سيما في وقت ينبغي أن يكون فيه السلام للجميع، المسيحيين واليهود والمسلمين.

*إسرائيليات
تجدد الغارات والقصف الإسرائيلي على البلدات في جنوب لبنان

شنت الطائرات الحربية والمسيرات الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، غارات جوية على عدد من البلدات في جنوب لبنان.
واستهدفت الطائرات المسيرة ومدفعية الاحتلال بلدات الناقورة، واللبونة، ويارين، والضهيرة.
كما حلق الطيران الحربي الإسرائيلي على علو متوسط فوق العاصمة اللبنانية بيروت.
يذكر أن ثلاثة لبنانيين، بينهم امرأة، قد استشهدوا الليلة الماضية، في قصف إسرائيلي استهدف بلدة بنت جبيل جنوب لبنان.

*أخبار فلسطين في لبنان
السفير دبور يستقبل أمين عام حركة الأمة الشيخ عبدالله جبري على رأس وفد

استقبل سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية اشرف دبور، وأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، يوم الثلاثاء، أمين عام حركة الامة الشيخ عبدالله جبري على رأس وفد ضم المشايخ وليد العمري، عمر زريقة واحمد فاعور، بحضور أمين سر حركة فتح وفصائل المنظمة في بيروت العميد سمير أبو عفش.
واطلع دبور، جبري والوفد المرافق على الغطرسة الصهيونية واستباحة الدم الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعدوان على أبناء شعبنا في قطاع غزة منتهكاً بذلك كافة القوانين الدولية الانسانية بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، واستمرار جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه بممارسة الارهاب المنظم بالاعتداء على مدننا وقرانا في الضفة الغربية، وانتهاك المقدسات المسيحية والاسلامية في مدينة القدس وبخاصة أقصاها وكنائسها.
وأكد دبور، أن شعبنا الفلسطيني بوحدته في أرض المعركة يقدم النموذج الانبل والاعظم بصموده وبسالته في مواجهة آلة القتل الاسرائيلية وبثباته على أرض وطنه.
بدوره، أكد جبري الوقوف إلى جانب نضال شعبنا الفلسطيني لانجاز حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
كما دعا إلى توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة المشروع الصهيوني.
وطالب جبري جماهير الأمتين العربية والاسلامية بدعم نضال وصمود شعبنا الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني بهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه والسيطرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية وبخاصة في مدينة القدس والمسجد الأقصى.

*آراء
لم يتعلم نتنياهو الدرس/ بقلم: عمر حلمي الغول

من لا يتعلم من دروس التاريخ سيبقى أمي وساذج، ولا يفقه في علم السياسة، حتى لو تقلد أهم المناصب السياسية في هذه الدولة أو تلك. لأن إبداع القادة لا تنحصر في إدارة دفة الصراع، ولا في تدوير الزوايا، وتحييد القوى السياسية الأخرى او الرأي العام في أوساط الجمهور المستهدف، إن لم يكونوا معه، على طريق استقطابهم، ولا الاستمرار في الإمساك بتلابيب صناعة القرار لسنوات طويلة لاسباب ذاتية وموضوعية، وإنما بالسعي الدائم لاستلهام دروس تجربته، ودورس التاريخ، ودورس من سبقوه ومن عايشوه من حكام الإقليم والعالم، ومحاولة إغناء تجربته الذاتية من كل ما تقدم، والتخلي عن سياسة "عنزة ولو طارت"، والكف عن نهج الغطرسة والغرور والاستقواء بكرسي الحكم، وإبقاء بوصلته متجهة نحو الشعب دون الخضوع للعواطف والشعارات الغوغائية والعنتريات، التي تسرع في غرق الحاكم مطلق حاكم في متاهة العبث والضياع وتضييع البلد. 
وبالنظر لتجربة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي بز رئيس الوزراء الأول لأول حكومة إسرائيلية، ديفيد بن غوريون في التربع على سدة الحكم، في العلاقة مع الشعب العربي الفلسطيني، نجد أنه لم يستوعب درسًا واحدًا من دروس الصراع الممتد على مدار قرن من الزمان مع الحركة الصهيونية، و75 عامًا منذ إنشاء إسرائيل على انقاض نكبة عام 1948، حيث اعمت بصيرته الاستعمارية الإجلائية والاحلالية، وغطرسة القوة المستمدة من أسياده في الغرب الرأسمالي بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة، وتآكل المسؤولية الدولية في إغفال وتهميش القضية الفلسطينية طيلة العقود الماضية، وعدم ارتقاء الأقطاب الدولية لمستوى المسؤولية لتطبيق قرار التقسيم الدولي 181 الصادر في نوفمبر 1947 واستقلال دولة فلسطين، وهذا ناجم عن ضعف الأداء الرسمي العربي بشكل عام. رغم أن الأنظمة الوطنية والقومية بزعامة الرئيس الخالد جمال عبد الناصر خلال مرحلة النهوض القومي لعبت دورًا مهمًا، لكنها اصطدمت بعقبات ذاتية وموضوعية، لكن غير ذلك كان النظام السياسي العربي دون مستوى المسؤولية القومية لاعتبارات تتعلق بالدول والاقليم وتبعية العديد منها للغرب الرأسمالي صاحب المشروع الصهيوني. 
بيد أن كل التعقيدات التي واجهت القضية والقيادة الفلسطينية مع انطلاق شرارة الثورة الفلسطينية المعاصرة مطلع العام 1965 وصعودها، وتحقيقها للعديد من الإنجازات الوطنية وتولي قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد قيادة الثورة، إلا أن العقبات المتوالدة على المستويين الإقليمي والدولي حالت دون تحقيق اهداف الثورة. لكنها لم تفت في عضد الشعب العربي الفلسطيني وتمسكه بثوابته الوطنية وعلى رأسها استقلال الدولة الفلسطينية والعودة للديار التي طرد منها وحق تقرير المصير. ولم ينجح الأعداء إسرائيل وسادتها في الغرب الرأسمالي بقيادة واشنطن بعد الحرب العالمية الثانية في طمس القضية الوطنية، او تصفية حق العودة، وتحطمت كل مشاريع التوطين الصهيو أميركية، التي شرع العمل عليها منذ عام 1949، ومازالت حتى الآن تعمل قوى معسكر الأعداء على تكريس بعضها مستفيدة من جملة التحولات الكيفية في الوطن العربي بعد صعود إدارة الرئيس دونالد ترامب السابقة وطرحه صفقة القرن المشؤومة. 
والآن في زمن حرب الإبادة الصهيو أميركية على قطاع غزة منذ 82 يومًا تحاول حكومة الحرب الإسرائيلية بقيادة نتنياهو النفاذ من بين أنيابها المفترسة لقهر الشعب الفلسطيني، وارغامه على التهجير القسري من أرض وطنه الأم فلسطين إلى منافي جديدة، معتقدًا الملك الصهيوني الفاسد والفاشي من إمكانية تحقيق ما لم تحققه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة طيلة ال75 عامًا الماضية، ومفترضًا أن إمكانية نجاح عملية التطهير العرقي للفلسطينيين قابلة للتحقق نتيجة ادماء قلوبهم، واستباحة الدم الفلسطيني، كما لم يستبح من قبل. وتجاهل هذا المتغطرس والقاتل للأطفال والنساء والشيوخ تعاظم تمسك أبناء الشعب الفلسطيني باهدافهم الوطنية كلها، وفي طليعتها العودة واستقلال الدولة وعاصمتها القدس الشرقية مهما كان حجم التضحيات. 
ولهذا عاد نتنياهو اول امس الاثنين الموافق 25 ديسمبر الحالي أمام كتلة الليكود في الكنيست وأكد على تمسكه بخيار التطهير العرقي والتهجير القسري للفلسطينيين لدول العالم المختلفة، وتناغم معه العديد من اقطاب حزبه، فضلاً عن أقرانه في الائتلاف الحكومي، ومنهم عضو الكنيست، داني دنون، الذي ادعى عن استعداد دول من أميركا اللاتينية وأفريقيا لاستقبال لاجئين فلسطينيين مقابل المال. وتجاهلوا تاريخ الصراع المرير على مدار العقود الثمانية الماضية، وتعاظم تمسك الفلسطينيون بأرض وطنهم الأم، وحقهم في العودة وتقرير المصير. وهو ما يعكس غيهم وجهلهم وعدم تعلمهم من دروس التاريخ والصراع الضاري، وبدل أن يذهب إلى جادة السلام الممكن والمقبول خيار حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو 1967، وينقذ دولته اللقيطة من دائرة الفناء والانتفاء من الجيوبوليتك، تخندق في خنادق الايدلوجيا الصهيونية الرجعية والهدامة، وأغمض عينيه كليًا عن الحل السياسي المنسجم مع قرارات الشرعية الدولية. 
ولا أعرف أن كان نتنياهو واضرابه من النازيين الصهاينة وسادتهم في الغرب يدركوا حقيقة راسخة جسدها الفلسطينيون في المهاجر والمغتربات والشتات تعمق تمسكهم بهويتهم الوطنية وأهداف وثوابت شعبهم، ورفض أبناء الشعب المتجذرون في أرض الوطن الاستسلام والأنحناء أمام قوة وجبروت همجيتهم ووحشية عمليات القتل والإبادة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ، والتشبث بأرض وطنهم الأم فلسطين مهما كانت التضحيات الجسام التي دفعها ويدفعها من دم أطفاله ونسائه وشيوخه، ورفض التهجير والتوطين، وبالتالي أنصحه أن بقي يومًا على كرسي الحكم بعد انقشاع غبار حرب الأرض المحروقة، أن يراجع سياسته النازية ويقبل بخيار السلام الممكن والمقبول. لكني اشك ببقائه، أو مراجعته لدروس التاريخ المعاصر.