تبرهن لنا مجازر منظومة الاحتلال الصهيونية العنصرية – الاستعمارية، اليومية بحق الشعب الفلسطيني، على صحة تقديراتنا، وهي أن شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين من قائمة الحق التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني (القضية الفلسطينية) هي هدف رئيس غير معلن، لحملة الإبادة الدموية شعبنا الفلسطيني إلى جانب أهداف تهجير ملايين المواطنين الفلسطينيين من وطنهم الأزلي فلسطين، أي (نكبة جديدة)!.
بات معلوماً ومرئياً تركيز جيش منظومة الاحتلال الإرهابية على محو مربع سكني مع قاطنيه من الوجود، في كل غارة تشن على المخيمات في مدن وبلدات قطاع غزة، وكذلك ضرب المؤسسات ومقرات تابعة لوكالة غوث اللاجئين (الاونروا) أما مدارس الوكالة ومراكزها الصحية التي ظن المواطنون الفلسطينيون - بدون استثناء - إنها قد تكون ملاجئ آمنة لهم، فلم تسلم من قنابل جيش الاحتلال الفوسفورية الحارقة، وكذلك المدمرة، وبذلك يقصف العالم الشرعية الدولية بنفس اللحظة التي يقصف بها أعمار أطفال ونساء أبرياء!! وبالتزامن يقتحم جيش الاحتلال المخيمات في مدن الضفة الفلسطينية المحتلة، فيقتل ويدمر، ليس البنية التحية للمخيمات، وإنما يستهدف كسر الروح المعنوية وإخضاعها – لن يستطيع - وتبديد صورة الفلسطيني اللاجئ المناضل!! فالهدف كما نقدر ونعتقد، نسف فكرة المخيم من أساسها .
قد تكون حملة الإبادة الدموية التي نشهدها على أرض فلسطين هذه الأيام هي الجزء الأخير من خطة شطب قضية اللاجئين، ونفي حق العودة، بعد أن يتم تهجير معظم اللاجئين هنا في فلسطين أو في بعض الدول العربية المجاورة، فهذه المؤامرة التي ابتدئ بمراحلها، في سبعينيات القرن الماضي، ونفذت على الأرض في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ثم في مرحلة لاحقة وبعد حوالي عقد أي في الثمانينيات، لم تنجز أهدافها كاملة، حيث جوبهت بصمود فلسطيني أسطوري وتحديدًا في الحرب الإسرائيلية على لبنان سنة 1982، حتى المخيمات في شمال لبنان كمخيمي نهر البارد والبداوي، مرت عليها قنابل وقذائف ودبابات وطائرات المؤامرة الثلاثية الأبعاد والأطراف واللغة واللهجات أيضًا، وهناك الكثير من الأحداث، لكن أهمها كان قبل سنوات المؤامرة على مخيم اليرموك في سوريا الذي اقتحمته الجماعات الإرهابية المستخدمة للدين والمتقنعة بمصطلحاته، واستحكمت في شوارعه، واتخذت منه ميدانا لمعاركها الدموية، بينما كانت دعوة القيادة الفلسطينية أن تبقى مخيماتنا الفلسطينية في الجمهورية العربية السورية ملجأ آمنا للمدنيين الأبرياء، ما اضطر عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين لمغادرته، ومغادرة البلاد بحثًا عن مكان آمن، فتغيرت ملامح مخيم اليرموك الذي كان يطلق عليه (عاصمة الشتات).. أما الجزء الأحدث من مخطط المؤامرة الذي سبق حرب الابادة المستمرة منذ ثلاثين يوما، فكان ميدانها مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان، وهو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين على أرض الجمهورية اللبنانية، حيث حاولت الجماعات التكفيرية والداعشية الارهابية المنبثقة من رحم جماعة الاخوان المسلمين، والمدعومة من مشتقاتها، اسقاط المخيم في معركة نارية تحرق الأخضر واليابس، لدفع من تبقى من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لركوب أفلاك الهجرة، التي ابتلعت أمواج البحر الأبيض المتوسط معظمها براكبيها اللاجئين الفلسطينيين، لكن العقلية الاستثنائية الناظمة لقرارات القيادتين السياسية والميدانية للشعب الفلسطيني استطاعت تطويق المؤامرة وكشف أطرافها، وتجنيب المخيم، المزيد من مجازر كان قادة الاحتلال الارهابيون سيغردون فرحا برؤية ضحايا !.
يدرك رؤوس المنظومة الصهيونية الاستعمارية الدولية الذين يقودون حملة الابادة على الشعب الفلسطيني هذه الأيام أن احراق وتبخير الحق الفلسطيني وتحويله الى دخان، يتطلب أولاً تجفيفًا ثم كسرًا ثم طحنًا، ثم ذر عموده الفقري (حق العودة) للاجئين الفلسطينيين في موقدهم الذي اشعلوه بنار ولهب وحرارة تزيد عما سمعناه عن أسطورة الجحيم !! وبعد ذلك يفرضون خطة (بلفور الثاني) دونالد ترامب، ظنًا منهم أن قتل عشرات أو مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين، وتدمير المخيمات سيحول حق العودة المقدس، والمنصوص عليه في قرارات الشرعية الدولية وكأنه لم يكن، لأن الكذبة الاستعمارية - الصهيونية لن تكتمل، ولن يقتنع بها احد في العالم ما دام الشعب الفلسطيني يناضل لتجسيد حق العودة للاجئين الفلسطينيين، ما يعني عودتهم إلى أراضيهم وديارهم في أرض وطنهم الوحيد الأوحد فلسطين، والعودة إلى بيوتهم وأراضيهم في حيفا وعكا ويافا وصفد وطبرية واللد والرملة ويافا والناصرة والجليل والنقب، وحتى يدرك العالم أن أكثر من مئة سنة من المجازر والمذابح الاستعمارية الصهيونية، وحملة الإبادة الدموية الجارية الآن، لن تدفع الشعب الفلسطيني للاستسلام، أو التنازل عن حقوقه وثوابته، فإرادة الشعب الفلسطيني عصية على الاحتراق والانصهار.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها