بقلم: بدوية السامري

يعاني أهالي قرية برقة شمال غرب نابلس من الاعتداءات المتواصلة التي يشنها المستوطنون بحماية ودعم من جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي كان آخرها ليلة أمس.

ويعيش الأهالي، في حالة قلق نتيجة تكرار اعتداءات المستوطنين، ومع كل اعتداء يتبادل شبان القرية الإنذارات حول تحركات المستوطنين عبر تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال الصافرة أو بالنداء عبر سماعات المساجد.

وتقع قرية برقة على الطريق الواصل بين محافظتي نابلس وجنين، وبالقرب منها تقع مستوطنة "حومش" المقامة على أرض فلسطينية، وقبل أشهر قليلة أعاد مستوطنون بناء مدرسة تلمودية في موقع المستوطنة.

وفي مارس/ آذار الماضي صادقت الكنيست الإسرائيلية على إلغاء ما يُعرف بـ"قانون فك الارتباط"، ما يسمح للمستوطنين بالعودة إلى 4 مستوطنات في الضفة الغربية أُخليت عام 2005، بينها "حومش".

الطفل ريان شبيب (15 عاماً) كما باقي أبناء قريته خرج بالأمس للتصدي لمجموعة من المستوطنين هاجموا الأهالي، ليقوم جيش الاحتلال بإطلاق الرصاص المغلف بالمطاط وقنابل الغاز نحوهم، في تأكيد على دوره في توفير الحماية ودعم المستوطنين في اعتداءتهم شبه اليومية، ما أدى لإصابته.

الطفل شبيب كان ينتظر صباح اليوم في مستشفى النجاح الحكومي في نابلس دخول عملية جراحية لإزالة رصاصة أصابته أمس خلال مواجهات مع المستوطنين، حيث أصيب برصاص المستوطنين الحي في الفخذ، كما أصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق، مساء أمس الأحد، خلال مواجهات مع الاحتلال في القرية.

يقول الطفل شبيب: سمعنا عن مهاجمة مستوطنين للقرية، ذهبنا إلى مدخلها للتصدي لهم خوفا من اقترابهم للمنازل، وإذا برصاصة يطلقها مستوطن وتستقر بأعلى الفخذ لديه.

وتنتظر الوالدة أم ريان شبيب بفارغ الصبر انتهاء العملية الجراحية، لتطمئن على صحة ابنها وسلامته.

وتتابع: وبعد أن كان الأطباء قد أقروا على إبقاء الرصاصة في جسده، عدلوا عن ذلك، لأن وجودها يمكن أن تؤثر على جلساته في المستقبل، فموقع الرصاصة حساس، ويجب إخراجها من جسده، كما أجمع الأطباء على ذلك.

وتؤكد أم شبيب أن أهالي برقة يعيشون الرعب بشكل يومي، فلا يمكن لأم إلا أن تتوقع أن تكون مكاني، بسبب اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال للقرية بشكل مستمر، فلا أمان على إنسان، ولا منزل، ولا شجرة، ولا أرض، حتى شواهد القبور لم تسلم من همجيتهم.

من جانبه، أفاد رئيس مجلس قروي برقة زياد أبو عمر، بأن قوات الاحتلال أغلقت المداخل الغربية الثلاثة للقرية بالسواتر الترابية، والمكعبات الإسمنتية، وأطلقت قنابل الغاز السام المسيل للدموع صوب منازل المواطنين، ما أدى لإصابة العشرات بالاختناق، وهكذا في كل مرة يقوم بها المستوطنون بمهاجمة القرية.

وكان القائم بأعمال محافظ نابلس غسان دغلس، أعلن اليوم الإثنين، تعطيل الدراسة بمدارس قرية برقة شمال غرب نابلس، عقب إغلاق قوات الاحتلال مداخل القرية الليلة الماضية.

وأوضح دغلس أن القرار جاء بالتنسيق مع مديرية التربية والتعليم في نابلس، حفاظًا على سلامة الطلبة والمعلمين، في أعقاب عدوان جيش الاحتلال والمستوطنين على القرية، الذي أدى إلى إصابة طفل بالرصاص الحي وآخر بالشظايا، والعشرات بالاختناق.

وبيّن أمين سر حركة فتح في القرية شادي أبو عمر، أن 5500 مواطن يعيشون في برقة، يتعرضون بشكل يومي إلى الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين، كان آخرها مساء أمس عندما هاجم المستوطنون أطفالاً عند مدخل القرية، واستمرت المواجهات منذ ساعات المغرب حتى منتصف الليل.

وأشار إلى أن جنود الاحتلال وكأنهم يتلقون التعليمات من المستوطنين، فما يريده المستوطنون هو ما يحصل على أرض الواقع،

منوهًا إلى أن قوات الاحتلال ما تزال تغلق مداخل البلدة حتى اللحظة، وتتواجد في محيطها.