بقلم: خلدون البرغوثي

أكد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الشراكة بينه وبين ما يسمى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير. واعتبر نتنياهو في تصريحات نقلتها عنه وسائل إعلام عبرية أن "كل محاولة لزرع النزاع بينه وبين بن غفير هي محاولة كاذبة بفعل فاعل"، وجاءت تصريحات نتنياهو بعد أن تناولت وسائل إعلام عبرية قيام نتنياهو مرة أخرى باستثناء بن غفير من اجتماع أمني عقده أمس بحضور قادة المنظومة الأمنية الإسرائيلية.

ونقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مكتب نتنياهو نفيهم لوجود "أزمة في الائتلاف الحكومي".

وقال نتنياهو حسبما نقلت عنه صحيفة هآرتس أنه سيواصل العمل مع بن غفير بتعاون كامل. والحديث هنا عن اجتماع اعتيادي حضره وزير الجيش وقادة المنظومة الأمنية، حسب هآرتس.

وأشارت أكثر من وسيلة إعلامية إلى أن نتنياهو عقد الاجتماع الأمني فيما كان بن غفير في رحلة استجمام في بحيرة طبريا.

كما تناولت صحيفة يديعوت أحرونوت على موقعها الإلكتروني أسباب اسثناء بن غفير من حضور الاجتماعات الأمنية، ونقلت عن مقربين من نتنياهو قولهم إن "بن غفير يتسبب بأضرار لزيارات نتنياهو للخارج"، لذلك لم تتم دعوته للاجتماعات الأمنية الحساسة وكأنه غير موجود، فقد تم استثناؤه من حضور اجتماع قبل العدوان على قطاع غزة في أيار الماضي، وقبل العدوان على مخيم جنين قبل شهرين. لكن الصحيفة نقلت عن نتنياهو تبريره لعدم دعوة بن غفير لاجتماع أمس بالقول إن الاجتماع ناقش قضايا تتعلق بساحات في محيط إسرائيل، بل ركز على إيران، ولم يناقش قضايا تخص الأمن الداخلي.

وحاول مكتب نتنياهو تأكيد أن عدم دعوة بن غفير للاجتماعات الأمنية ليس ظاهرة برزت مؤخرًا، وتشير إلى أزمة بين الطرفين، ولكنها تشير إلى إجراء متبع يشير إلى حالة عدم الثقة بين نتنياهو وبن غفير.

وتنقل "يديعوت احرونوت" عن مقربين من نتنياهو اتهامهم لبن غفير بنشر مقترحات شعبوية، وبخوض اشتباكات كلامية مع يؤاف غالانت على خلفية رد الجيش على العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية.

ويشير موقع واللا العبري إلى أن مسؤولين في حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو وجهوا انتقادات شديدة لسلوك بن غفير في اجتماعات التقييم الأمني ووصفوها بأنها "صبيانية وتتسبب بأضرار سياسية" لإسرائيل.

فيما قال مقربون من وزير الجيش يؤاف غالانت إن "هناك حالة إحباط في مكتب رئيس الحكومة من سلوك بن غفير في جلسات الكابينيت وخلال النقاشات الأمنية ومنها ولاؤه لمبادئه الشخصية فيما يتعلق بالفلسطينيين، خاصة أن نتنياهو يسعى إلى تجنب تغيير السياسات الحالية تجاههم، لكن بن غفير ليس مستعدا لتغيير مواقفه ووجهات نظره الأمنية والسياسية".

وأضاف موقع واللا أن بعض القضايا التي تمت مناقشتها تتعلق بمجال اختصاص بن غفير بصفته وزيرًا للأمن القومي، مثل الوضع الأمني في فترة الأعياد اليهودية في القدس بشكل خاص وفي الضفة الغربية بشكل عام.

فيما نقلت صحيفة معاريف عن مقربين من نتنياهو قولهم إن "بن غفير يدفع الحكومة إلى التطرف وإلى مجالات غير مرغوبة، ويطالب بتغييرات بعيدة المدى، لذلك يتوجب قطع الطريق عليه بكل طريقة ممكنة.

بالمقابل نقلت الإذاعة العبرية "ريشت بيت" عن عضو الكنيست تسبيكا فوغل من حزب قوة يهودية الذي يقوده بن غفير انتقاده لنتنياهو بسبب استثنائه من الاجتماعات الأمنية. وقال فوغل "لو كنت رئيسًا للحكومة لما فعلت ذلك، لأنه عندما تتجاهل وزير الأمن القومي فإنك تسبب ضررًا، وخسارة أن من يقوم بذلك هو نتنياهو".