ترى الكاتبة الفرنسية رقية ديالو في صحيفة "واشنطن بوست"، أن طريقة فرنسا في التعامل مع المسلمين وعدم تسامحها تجعلها بعيدة عن لقبها "مدينة النور".
وقالت في مقال لها، أظهرت فرنسا العلمانية في رمضان هذا العام عدم تسامح ملحوظ مع الإسلام في عالم الرياضة. ويبدو أن صيام اللاعبين المسلمين بدا أصعب بكثير مما ينبغي.
وتابعت، "حيث لم يبد المسؤولون أي احترام أو تعاطف مع اللاعبين الصائمين، فقد أوقفت مدينة نانت الفرنسية المدافع الجزائري الجديد خوان حجام لأنه رفض التوقف عن الصيام. وعلّق مدير الفريق أنطوان كومبواري: لا جدل! إنها ليست عقوبة. أنا أضع القواعد. إنه اختياره وأنا أحترمه".
وأضافت الكاتبة، "في حادثة منفصلة أرسل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم FFF رسالة إلى جميع الحكام مفادها: تم لفت انتباه الاتحاد إلى توقف المباريات بعد الإفطار في رمضان. وهذه الانقطاعات لا تحترم أحكام قوانين FFF" .
وأردفت، "لكن هذه الأحكام تضع فرنسا في موقف مغاير لجيرانها الأوروبيين، فجارتها بريطانيا تسمح للاعبين المسلمين بأخذ استراحة سريعة. كما تسمح نوادي ألمانيا بإجازة رمضان، أما هولندا فسمحت للاعبين بالإفطار، وكذلك فعلت إيطاليا وإسبانيا. أما في فرنسا فيمكن إيقاف اللعبة لمدة 20 دقيقة لأي سبب لكن ليس لشرب الماء، وفق لاعب كرة القدم لوكاس ديني".
وتابعت، تكثر المواقف التي تظهر عدم تسامح فرنسا مع المسلمين، حيث منعت ارتداء الحجاب في الملعب وفي المدارس العامة. ونظرت إلى لباس السباحة "البوركيني" على أنه تهديد للأمن القومي، وهاجم وزراء في حكومة ماكرون حجاب العدّاء. والمفارقة أن جميع الحالات السابقة تدل على انخراط المسلمين في الحياة العامة وليس انسحابهم منها، فلماذا لا تفهم النخبة الفرنسية ذلك؟
وختمت الكاتبة بنقد موقف الاتحاد الرياضي الفرنسي في ضوء استعداد باريس لاستضافة الألعاب الأولمبية في عام 2024، فمواقفها هذه لا تجعل مدينة النور تستحق لقبها، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالترحيب بالرياضيين القادمين من ثقافات متنوعة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها