في كل عام، وأمام ذكرى استشهاد القائد الفلسطيني الثوري التاريخي أبي جهاد، خليل الوزير، قبل 35 عامًا... كنت اسأل نفسي ما عساني أكتب في الذكرى ما لم أكتبه كل عام منذ اغتيال القائد الكبير في منزله في تونس على يد فرقة كوماندوس بحرية صهيونية وفي إحدى أخطر العمليات الإرهابية العديدة التي ارتكبها المحتل..
لكن المدد كان يأتي دائمًا من فلسطين التي يؤكد أبناؤها، جيلاً بعد جيل، أنهم بقدر وفائهم لأرضهم ومقدساتهم ولتحرير وطنهم هم أوفياء لشهدائهم ورموزهم وقادتهم الكبار.
وحين خرجت دمشق عن بكرة أبيها لتودع باسم فلسطين والأمة وأحرار العالم أبا جهاد إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك، كانت تعلن عمق ارتباط سورية، كما كل العرب، بفلسطين وعن استعدادها لتحمّل كل الأكلاف مهما كانت غالية.
وحين نرى اليوم أهل الأقصى والقيامة في القدس وفي فلسطين وأكناف فلسطين، يصمدون بوجه عصابات المستوطنين المقتحمين لباحات الأقصى، وحين نرى الصواريخ المنطلقة من غزة الشموخ التي شهدت أول عمليات أبي جهاد الفدائية عام 1954، ومن جنوب لبنان المقاوم الذي قال لي الشهيد أبو جهاد في تونس "أن فكرة استخدام الزيت المغلي من النساء في جبل عامل هي التي أوحت إلينا فكرة إنتفاضة الحجارة عام 1987 والتي أسست لكل الانتفاضات بعدها، ومن الجولان العربي السوري الذي كان أبو جهاد يقول دومًا، وفي أصعب الظروف التي مرّت بها علاقات "فتح" مع القيادة السورية، إنه ما من مرّة اقتربت سوريا وفلسطين من بعضهما البعض إلاّ واقتربا من القدس، وما من مرة باعدتهما الظروف عن بعض إلاّ وابتعدا عنها.
واليوم أذكر ما قاله لي مهندس انتفاضة الحجارة والعمليات الفدائية النوعية في "فندق سافوي" في تل أبيب عام 1975، وعلى امتداد الساحل الفلسطيني المحتل مع الشهيدة دلال المغربي ومجموعتها الرائعة في بطولاتها عام 1978، وغيرها وغيرها .. وقبل أيام من استشهاده حين دعاني إلى عشاء في منزله في تونس:
"نحن زرعنا وستأتي أجيال من بعدنا لتحصد".
وهذا ما نراه اليوم
فبورك من زرع، وبورك من يحصد اليوم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها