ثَمّةَ تقارير بحثية قالت إنّ حركة حماس "تنفق نصف مليار دولار سنويًا على إعلامها الموجّه ضد السلطة الوطنية، وحركة "فتح"، في حرب إعلامية يخطّط لها وينفذها خبراء إعلام منتمون لها، ويتقاضون رواتب عالية، دون رقابة على مصادر التمويل والانفاق، ويساعدها في ذلك فضائيات محلية، وإقليمية، ودولية".
لن نغلب في تصديق ذلك كثيرًا، ونحن نرى وسائل الإعلام الحمساوية الفضائية، والإلكترونية، بمواقعها، وصفحاتها المختلفة، وهي تواصل على مدار الساعة، وعلى نحو محموم تمامًا، الطعن بالسلطة الوطنية، وحركة "فتح"، ومنظمة التحرير الفلسطينية، رئيسًا وقيادة، ومنهجًا، وسياسة، ومشروعًا وطنيًّا للتّحرر والاستقلال ...!!
نصف مليار دولار، تحرقها حماس سنويًّا، من أجل الطعن في الوطنية الفلسطينية، عبر التّشكيك والتّخوين والتكفير، الذي ما أنزل الله به من سلطان ...!!
نصف مليار دولار، وقطاع غزة المكلوم يتضوّر على كلّ صعيد، لا أمن ولا عمل ولا استقرار، ونسبة البطالة وصلت إلى 60%، وإعادة الإعمار تتعثّر في دروب الغايات الحزبية الحمساوية، وضرائب متزايدة بلا أيّ سند قانوني مشروع، ومليشيا تطارد حرّية التعبير، وشباب يركبون البحر بقوارب متهالكة، في هجرة قسرية بحثًا عن حياة آدمية مستقرة، ومثمرة ..!!
نصف مليار دولار تتحدّث أيضًا، عن "مقاومة" لا تقرب شرطها الأساس للانتصار، ولا بأية كلمة من الكلمات، وهي الوحدة الوطنية..!! مقاومة مع الانقسام، ومقاومة مع التخوين، ومقاومة مع النبذ والاقصاء، وفي المحصلة لا مقاومة، لا شيء سوى خطابات عن توعّدات الزلزلة (...!!) وتصريحات ناريّة، ما زالت بردًا وسلامًا على التفاهمات الأمنية مع إسرائيل ...!!
نصف مليار دولار تروج "لمقاومة" تظل فيها صواريخ الأنابيب، لاستعراضات إعلامية شعبوية، تتلقفها إسرائيل لتوظيفها في خدمة مزاعمها الأمنية، ومع حكومة الصهونية الدينية العنصرية المتطرفة، المهيمنة على زمام الأمر اليوم في إسرائيل، تسعى هذه الحكومة من وراء كل ذلك، إلى لجم احتجاجات الشارع الإسرائيلي ضد سياستها الداخلية، بذريعة العدو الخارجي، الذي يلزم بوحدة الكل الإسرائيلي لبقاء دولة إسرائيل ...!! أليس هذا واضحًا تمام الوضوح، اقرأوا تصريحات نتنياهو في هذا السياق، وما قاله عن النقاش الداخلي ويقصد تظاهرات الاحتجاج الإسرائيلية بأن هذا (النقاش) لن يمنعه من مواصلة الحرب ضد الإرهاب ..!!
نصف مليار دولار إذا تذهب هباء منثورًا، وثمّة مَن يبحث عن لقمة العيش الممكنة في قطاع غزة الملكوم .. يا لها من مقاومة هذه الحمساوية ..!!
المصدر: الحياة الجديدة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها