تمامًا باتت إسرائيل مثل أنظمة دول "العالم الثالث"، هذه التي كلما جابهت تظاهرات احتجاج ضدها، قالت: "إن هذه التظاهرات إنما هي من صناعة التدخل الخارجي"...!!
ثمّةَ تظاهرات حاشدة، باتت أسبوعية في تل أبيب، ضد خطة تعديل النظام القضائي في إسرائيل، سنعرف طبقًا لنجل رئيس الحكومة الإسرائيلية "يائير نتنياهو" بأن وزارة الخارجية الأمريكية هي من يقف وراء هذه التظاهرات (...!!) كتب ذلك على حسابه في "توتير" وقال فيما كتب: "إن هذه التظاهرات تستهدف الإطاحة بنتنياهو" مضيفًا وعلى نحو بالغ الانفعال "ربما هذا نيابة عن إيران " ...!!!
إنّها لغة الثقافة السلطوية هذه ولا شك، لغة النظم التي تحاول الاستبداد بتشريعات تسعى لتحصين سلطتها، ولتذهب الديمقراطية، ونزاهة القضاء، وحقوق الإنسان إلى الجحيم ...!!
على أية حال، هذا شأن داخلي إسرائيلي، وإذا كنا نتحدث فيه، فمن باب أن هذا الشأن سيكون شأن هذه المنطقة، فإذا ما تحصنت سلطة الاستبداد الفاشية في إسرائيل، باتت هذه المنطقة في مهب ريح الفوضى، والعنف، وعدم الاستقرار..!! كما أن هذا الشأن سيعمل على تحصين أمره بتصعيد العدوان على فلسطين، شعبًا، وقضية، وقيادة، ومشروعًا لا للتحرر والاستقلال فقط، وإنما لإقرار العدل، والحق والسلام، في هذه المنطقة.
نعرف ذلك، وعلينا أن نعدّ العدة لمواجهة أسوأ الاحتمالات، ومرة ثانية، وثالثة وعاشرة، ليس أمامنا غير أن نحصن جبهتنا الداخلية، بوحدة وطنية فاعلة، تقبر الفتن، وخطب الاستعراضات الشعبوية معًا. وبصراحة نعرف أن حركة حماس لن تلتفت إلى ما نقول وندعو ..!! لكننا نخاطب فصائل العمل الوطني من أجل هذه الوحدة، أن تكون بمرجعية واحدة، وقرار وطني واحد، فلعل ذلك يجعل من حركة حماس تراجع نفسها وسياستها، إن كانت لها سياسة، وليس مجرد برنامج عمل منزّل عليها من خزائن التمويل الإقليمية ...! لعلها تفعل ذلك، ولعلها ترى أن الفاشية إذا ما تمكنت نهائيًا من القرار السياسي، والحربي، فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي فانها لن تستثني بعدوانيتها الفاحشة أحدًا منا، وحينها لن تفيدها تفاهمات التهدئة التي عقدتها مع دولة الاحتلال . اللهم قد بلغنا اللهم فاشهد .
المصدر: الحياة الجديدة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها