الخامس عشر من أيار علامة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني بكل ما نختزنه في ذاكرتنا من صور أليمة جسدت بشاعة و حجم الجريمة التي اقترفها الصهاينة ، وكل الأطراف التي وقفت معهم لتهجير شعبنا عن أرضنا واقتلاعه منها لتحقيق المقولة / الأكذوبة  "شعب بلا أرض لأرض بلا شعب" - نستذكر الشهداء الذين سقطوا في هذه الجرائم مؤكدين أننا لن ننساهم وسنستمر على هدي دمائهم الزكية التي روت تراب الوطن الذي كان لهم و سيبقى منذ الأزل وإلى الأبد .


تأتي الذكرى 74 لنكبتنا و مازال العدو الاسرائيلي يتنكر لحقوق شعبنا الوطنية حقه في إنهاء الأحتلال العسكري الإستيطاني وحقه في إقامة دولته المستقلة و عاصمتها القدس و حقه في عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها وحقه في الإفراج عن الأسرى الذين يقبعون في المعتقلات الإسرائيلية.

وفي هذا العام تبرز الغطرسة الإسرائيلية بكل وضوح في محاولتها لإلغاء حقوق شعبنا والسعي نحو إحلال الصبغة اليهودية بديلاً عن الشرعية العربية في فلسطين ، وما تسعى له إسرائيل هو إلغاء النضال الفلسطيني و إلغاء لحقنا التاريخي والجغرافي في أرض فلسطين وإلغاء لهويتنا وتراثنا وحضارتنا وإلغاء للذاكرة الفلسطينية وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على ما بلغ هذا الكيان من عنصرية و غطرسة لا رادع لها .

 74 عاماً وما زلنا في مخيمات البؤس والشقاء نعاني من حرماننا بحقنا بالعودة إلى ديارنا وتلك المعاناة التي نعانيها في المخيمات من فقر و جوع وانتظار مساعدات وكالة الغوث "الاونروا"،  هو سببها الرئيسي تهجيرنا من ديارنا عام 1948، وما زالت المؤامرة الأمريكية والإسرائيلية التي تحاك ضد شعبنا والتي تستهدف ثوابته الوطنية وعلى رأسها حق عودة اللاجئين .

وفي الوقت الذي تقوم به اسرائيل بفرض الحصار على شعبنا الفلسطيني و تدمير الأقتصاد الفلسطيني و برغم إتساع حالات العسر الشديد من العائلات اللاجئة وانتشار البطالة و الفقر و عدم توفير فرص عمل للخريجين وزيادة غلاء المعيشة وانعدام الأمن الغدائي تقوم وكالة الغوث " الاونروا " بتقليص خدماتها في جميع المجالات التعليمية و الصحية و برنامج الطوارئ و المساعدات الغذائية بدلاً من القيام بدورها في تطوير الخدمات وتحسين الظروف المعيشية وتتذرع بحجج واهية بأن ميزانية الوكالة لا تكفي لسد حاجات اللاجئين فإنه ليس من حقها أن تتجاوز مهام تفويضها، وإن استمرار تجاوز مهام التفويض ينعكس سلباً على الفئة الأكثر تضرراً وهم اللاجئين الفلسطينيين .


إن تحقيق المصالحة و الوحدة الوطنية هو حماية للمشروع الوطني الفلسطيني القائم على تحقيق الثوابت الفلسطينية. ونطالب المجتمع الدولي و الأمم المتحدة إلى الوقوف بحزم أمام الممارسات الإسرائيلية العدوانية تجاه أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده، وكف يد إسرائيل عن مصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس والتراجع عن فرض سياسة الأمر الواقع إذا أرادوا لهذه المنطقة الاستقرار والسلام .