هكذا كان رحيلكِ، عطاءً حتّى الرّمق الأخير من عمرك الزّاهي. وتضحية منقطعة النّظير في خدمة الكلمة والصورة الناصعة.
 رحلتِ تاركة خلفكِ ابتسامات خجولة.

كان رحيلاً أدبيّاً.. يشبه شاعراً يكتب الإهداء بعد ختام القصيدة، يشبه العناق بعد حرقة الفراق الطويل، كان أشبه بالشمس التي تعلن كبوتها خلف صدر البحر معلنة استسلامها للمغيب الساحر!
أو كعروج روحٍ لمقاتل شرس في صفوف الاشتباك المتقدّمة، 
كان رحيلك سهماً في رأس الغزاة الصهيانية.

بعض الرحيل ليس رحيلاً بالفعل، بعض الأسماء تجد مكاناً لها بين النجوم لتكون لوحة ما. 

وشيرين أبو عاقلة اختارت أن تكون أيقونة فلسطين متألّقة بذاتها، تلمع في سمائها، لتكون أيقونة الذكريات الخالدة، لامرأة مناضلة تميّزت بالبسالة والشجاعة في زمن الاستسلام والتطبيع.

في يوم استشهادك هدأ صدركِ، واستكانت أوجاعك.. بعد ندوب وندوب خلّفتها معركة الحياة في هذه الدنيا. آن لكِ أن تغمدي سيف النضال.. ويستريح صوتك الهادر حبًا لتراب فلسطين، يا شهيدة فلسطين وكل العرب.

قيادي في حركة "أمل"