تقرير: عنان شحادة  

كان من المفروض أن يصلي الفتى قصي حمامرة (14 عامًا) اليوم الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك برفقة والده، هذا كان آخر ما طلبه من والدته قبل ساعات، قبل أن يأتيها نبأ استشهاده برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، في منطقة المطينة على الشارع الرئيس للمدخل الشرقي لقرية حوسان غرب بيت لحم.

برباطة جأش وصبر قل نظيره قالت والدته "احتسبه عند الله شهيدا، يوم استشهاده لم أكن مرتاحة، شعرت أن شيئا سيحدث، هذا ما دفعني للذهاب لرؤيته في مكان عمله، حيث كان يعمل بمطعم في القرية، كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف عصرا، عندما رآني استغرب وقال: غريبه شو جابك يما علي، أول مرة تفعلينها قلت له اشتقت إليك، ضحك ثم حضنني، وعاد الى العمل".  

لم تتمالك الأم نفسها وهي تسرد المشهد الأخير له، حيث طلب منها أن تجهز له "الدشداشة البيضاء" الخاصة بوالده كي يلبسها وألح عليها أن تقول لوالده ليصحبه معه الى الأقصى. ما يحسر قلب أمه أن إفطاره الأخير كان في مكان عمله وليس على مائدتها.

وقف والده الى جانب جثمانه المسجى، يقبله ويدعو له ويحتسبه شهيدا عن الله. يقول قصي غالي، كنت أرى الحياة من خلاله وشقيقه محمد، أصعب شيء قد يحدث للإنسان هو أن يفقد فلذة كبده، لكن لا نقول الا ما يرضي الله.

يتساءل والده ويشير الى ابنه المسجى، ما ذنب قصي يقتل برصاص الاحتلال؟ قصي ذهب مع صديقه كي يرسل مبلغا من المال لصديق آخر، كان الى جانب مجموعة من الأصدقاء قاموا بعمل جمعية، وفي كل شهر تكون من نصيب أحدهم، ومن ثم توجه المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح باغته الاحتلال برصاصات وارتقى شهيدا.

وكانت جماهير محافظة بيت لحم وأهالي قرية حوسان، شيعوا جثمان قصي إلى مثواه الأخير، في مقبرة الشهداء بالقرية.

واستنادا لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، لمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الذي صادف في الخامس من نيسان/ أبريل للعام 2021، تشير الاحصائيات إلى أن 78 طفلا استشهدوا برصاص الاحتلال، بواقع 17 في الضفة الغربية و61 في قطاع غزة.  

وحسب الاحصائيات فقد توزع الشهداء حسب فئاتهم العمرية وفق الآتي: 16 شهيدا من الفئة العمرية من (صفر الى 8 أعوام)، إضافة إلى 17 شهيدا من تتراوح أعمارهم بين (9-12 عاما)، كذلك 20 من الفئة العمرية ما بين (13-15 عاما)، و15 شهيدا من (16 -17 عاما).