تحت عنوان "تأكيدًا على العهد والوفاء للشهداء حتى النصر والتحرير"، أحيت حركة الإنتفاضة الفلسطينية ذكرى إنطلاقتها السابعة بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية، وقراءة سورة الفاتحة لأرواحهم، ظهر اليوم الإربعاء الثامن عشر من كانون الأول 2024.
وشارك فيها: أمين سر حركة الإنتفاضة الفلسطينية في لبنان حسن زيدان، عضو المجلس الوطني الفلسطيني ورئيس لجنة العلاقات الوطنية لحركة فتح في لبنان الدكتور حسن الناطور، رئيس حزب التيار العربي شاكر البرجاوي، مسؤول علاقات سفارة دولة فلسطين سمير أبو عفش، قيادة حركة فتح في مخيم برج البراجنة وممثلو اللجان الشعبية، قيادة حركة الإنتفاضة الفلسطينية في لبنان وبيروت، ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل والقوى الإسلامية الفلسطينية، وحشد شعبي من مخيمات بيروت.
وكانت كلمة لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" ألقاها الدكتور حسن الناطور، وجاء فيها: "باسم منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وعلاقاتها الوطنية، وسعادة سفير دولة فلسطين في لبنان الأخ أشرف دبور، أتقدم بأسمى آيات التهنئة والتبريكات والفخر والإعتزاز للأخوة في حركة الإنتفاضة الفلسطينية في ذكرى إنطلاقة حركتهم السابعة المجيدة، مباركة لكم الذكرى ومعكم وسوياً حتى تحقيق ثوابتنا الوطنية وفي مقدّمها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف". متمنياً أن تحمل الذكرى لكم ولشعبنا النصر والعودة.
وأضاف: "تأتي الذكرى السابعة لانطلاقة حركة الإنتفاضة الفلسطينية، أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وشعبنا الفلسطيني يتعرّض لأبشع المجازر وحرب الإبادة في غزة هاشم والضفة الغربية بما فيها القدس وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48".
وتابع: "لقد تعرّضت منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني إلى محاولات كثيرة لإلغائها وشقها ومن أطراف عدة وجميعها باءت بالفشل، لأنها إكتسبت شرعيتها من إنجازاتها الوطنية ومن التأييد الدولي لها، ولأنها تتمتع بتأييد واسع من قاعدتها الجماهيرية ومن شعبها الفلسطيني".
ووجه القول إلى كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني بأن منظمة التحرير الفلسطينية تتسع للجميع وأن بابها مفتوح أمام الكل الفلسطيني، ولكن مشروطة الإلتزام بأنظمة وقوانين منظمة التحرير الفلسطينية، لقد دفعت المنظمة أثماناً باهظة من دماء شعبنا حتى تصل إلى عضوية في الأمم المتحدة، وأيضاً الإلتزام بقرارات قيادتنا الحكيمة في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، وفي مقدمها السيد الرئيس محمود عباس، هذا الرجل بحنكته وكريزمته الدبلوماسية الهادئة أوصل شعبه إلى بر الأمان، رغم جميع معوقات الإحتلال، إلاّ أنه فوّت عليهم جميع الفرص لتدمير مشروع الدولة الفلسطينية ومؤسساتها.
وقال: في وقت دول عظمى إنهارت، تخرج علينا فئة ضالة من أبناء الشعب الفلسطيني تحمل أجندات خارجية، دمرت الوطن العربي ودمرت غزة، وتنادي اليوم بتدمير الضفة الغربية، ونحن باسمكم وباسم منظمة التحرير الفلسطينية نقول لهم: خسئتم.. سر سيدي الرئيس وكلنا خلفك، لا نامت أعين الجبناء.
وأكد أن منظمة التحرير الفلسطينية اليوم هي أقوى مما يعتقد البعض، وهي متمسكة وبقوة بثوابتها المتمثلة:
أولاً: إستقلالية القرار الوطني الفلسطيني تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية
ثانياً: الحفاظ على أمن واستقرار المخيمات وعدم السماح باستخدامها في أي أجندات خارجية تحت أية مسميات.
ثالثاً: التأكيد على متابعة القضايا في كافة المجالات الإنسانية والصحية والخدماتية للتخفيف من معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني اللاجئ في لبنان الشقيق.
رابعاً: تفعيل دور الفصائل في اللجان الشعبية والعمل على توحيدها في كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية.
كما أكد أن هناك مشروع إسرائيلي بتحويل الضفة لتصبح مثل غزة، يقوده المتطرف اليميني سموتريتش لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ويقول سموتريتش: "لقد أنشأنا نظاماً مدنياً منفصلاً ، لكن الحكومة سمحت في الوقت نفسه لوزارة الدفاع بأن تظل منخرطة في العملية، حتى يبدو للعالم أن الجيش لا يزال في قلب الحكم في الضفة الغربية، وبهذه الطريقة سيكون من السهل ابتلاع الضفة الغربية دون أن يتهمنا أحد بأننا نقوم بضمها".
وهذا المشروع يتطلب منا مواجهته بوحدة الفصائل الفلسطينية كافة، فإذا ضاعت الضفة الغربية، ضاع المشروع الوطني الفلسطيني ولن يكون هناك أي معنى لوجود أي فصيل فلسطيني.
ووجّه التحية إلى قيادتنا الوطنية وفي مقدمها السيد الرئيس محمود عباس الثابت على الثوابت الذي صمد أمام الإبتزازات والتهديدات الأمريكية الإسرائيلية، وبقي ثابتاً ولم يتخلّ عن مواقفه الوطنية تجاه شعبه الفلسطيني.
كما وجّه باسم منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان وبإسمكم جميعاً، إلى لبنان حكومةً وشعباً وإلى عوائل الشهداء بأسمى آيات التعزية بضحايا الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان الشقيق، متمنين للجرحى الشفاء العاجل. ونعاهد شعبنا الفلسطيني بالمضي قدماً على طريق الشهداء الذين عبّدوا طريق العودة بدمائهم الطاهرة الزكية.
وختم تحيته لأهلنا في القطاع والضفة الغربية بما فيها القدس وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 لصمودهم في وجه آلة القتل الإسرائيلية، وإلى شعبنا الفلسطيني في الشتات الصامد على المعاناة، والرحمة للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى، والحرية للأسرى القابعين خلف قضبان زنازين الاحتلال، وإنها لثورة حتى النصر.
وكان في المناسبة كلمة لرئيس حزب التيار العربي شاكر البرجاوي، بدأها بالتأكيد أن القضية والهدف والبوصلة كانت وستبقى فلسطين، معتبراً أن كل التهويل عن أن غزة والضفة ضاعت وأن على الجميع البدء بالتطبيع ما هو إلا تهويل يهدف إلى إضعاف روح المقاومة، مستذكراً ما حصل في العام 1982 بعد خروج المقاومة الفلسطينية وانسحاب الجيش السوري من لبنان، ظن البعض أن عصر المقاومة قد انتهى لتخرج بعدها إنتفاضة أطفال الحجارة وتعيد المقاومة إلى داخل فلسطين.
وأكد البرجاوي أن العدو الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة القوة والمقاومة، مشدداً على ضرورة التكاتف لمنع تحقيق العدو الإسرائيلي حلمه بإقامة دولة إسرائيل.
وكانت كلمة لأمين سر حركة الإنتفاضة الفلسطينية حسن زيدان، بدأها بتوجيه التحية إلى أرواح شهداء الثورة الفلسطينية وفي مقدمهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات مفجّر الثورة الفلسطينية وصاحب الطلقة الأولى، كما وجّه التحية إلى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، مؤكداً على البقاء على نهج الشهداء حتى تحقيق كامل أهداف الشعب والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرف.
واستغرب زيدان كيف يقف العالم متفرجاً والشعب الفلسطيني يذبح عبر آلة القتل الصهيونية دون أن يحرك ساكناً، مؤكداً على الرغم من ذلك ستنتصر غزة والضفة وستتحرر كافة الأراضي الفلسطينية لأن في فلسطين مقاومة تتصدى للعدو وتجبر جحافله على التراجع، مطالباً بوقف فوري للنار في غزة والضفة وكافة الأراضي الفلسطينية.
وناشد زيدان فصائل الثورة الفلسطينية التوحّد في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، متمنياً التعافي للبنان الشقيق ومقاومته ولسوريا وشعبها، لأن لبنان وسوريا القويتان يعني المزيد من القوة للقضية الفلسطينية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها