تدخل السنة السابعة على رحيل الزعيم الفلسطيني العربي العالمي ياسر عرفات بدون عمل فني روائي او سينمائي او تلفزيوني يقدمه للذاكرة الانسانية .

هل بلغ الجفاف والنضوب الأدبي والابداعي الى حد ان ادباء وكتاب فلسطين عاجزون عن كتابة رواية، وقصص قصيرة عن حياة زعيم رمز ، وهل صحيح ان «مليونيرا» فلسطينيا او جمعية من أصحاب الملايين لايستطيعون انتاج فيلم يليق ببطل الشعب الفلسطيني وقائد ثورته المعاصرة, وأحد رموز حركات التحرر في العالم؟

ما أكثر الادباء والكتاب والشعراء والفنانين والرسامين والسينمائيين والروائيين الذين لم يرد لهم ياسرعرفات طلبا حتى ولو كان شخصيا ، فهل يعقل أن تمر ذكراه السابعة بدون انجازات إبداعية فنية تليق برجل بلغ ظله طول وعرض الوطن، وبلغت سعة قلبه ان احتوى بالحب أسماء القدس، الأرض، الوطن، السهل، الجبل، القاعدة والخيمة، البندقية وغصن الزيتون، الحرية والكرامة، العزة والاباء، الحب والفداء، الانجيل والقرآن، الكنيسة والمسجد، المرأة والرجل الشاب والطفل وكل مايخطر على بالنا من اسماء.

لا نطلب صورا تقليدية نعرفها عن ياسر عرفات ، ولا معلومات منشورة، ما نريده ونتمناه أن تحظى الثقافة الفلسطينية والعربية والانسانية بعمل فني ابداعي عظيم، فوحده الابداع قادر على البقاء والخلود تماما كما فعل ياسر عرفات عندما ابدع بتحويل اللاجئ الى فدائي والخيمة الى قاعدة والصمود الى ملحمة، واحسن ادارة الشراع حتى وصل بالمركب الى ارض الوطن.

من حق اطفالنا – اجيالنا القادمة – معرفة ياسر عرفات الانسان، ومن حق شبابنا التواصل مع الذي شحنهم بعزيمة الشباب ، ومن حق رجالنا ونسائنا رؤية ياسر عرفات من حيث لم يستطيعوا رؤيته، فرغم ان الرجل كان شفافا كالماس ويشع بريقه الى أبعد ما نتصور إلا أن للماسة قدرات على عكس الأبعاد بما تحوي من امور واشياء وقضايا ومكنونات, وأسرار مصرورة.

لو كان المخرج مصطفى العقاد حيا لأنجب ثالثا لـ«الرسالة» و«أسد الصحراء عمر المختار» أسماه «أبو عمار» لكن الارهاب عاجله بالغدر كما عاجل المجرمون الارهابيون ياسر عرفات بالسم قبل أن يتمَّ كتابة الرسالة بالحرية والاستقلال والدولة ذات السيادة.. لكن شرفا استحقه ابو عمار انه كان فدائيا مقاتلا من أجل الحرية ورسول سلام ... فمن تراه هذا الفدائي المخرج المبدع الذي سيعيد سيرة العقاد بأعظم أسماء الثوار الأحرار في عصرنا ؟!.