نتذكر دائمًا في كل مناسبة تتعلق بالمرأة الفلسطينية، النساء الرائدات في العمل النسوي والطليعيات في دروب النضال الوطني التحرري، والحق أن القائمة في هذا الإطار طويلة وطويلة جدًا، ولهذه القائمة الحضارية الجميلة، بأسمائها الخالدة، صفة الأيقونة التي تستحق أن نتباهى بها بين أمم العالم وشعوبه، على أن المرأة، الأم، والزوجة، والأخت، والبنت، والحبيبة، التي هي في القلب من حياتنا، هي من يجب أن نذكر ونتذكر دائمًا، من أجل أن تكون لها كل أيام العمر، لا كل أيام السنة فحسب، على نحو إنصافها إنسانًا، في كل ما يتعلق بحقوق الإنسان، على اختلاف تسميات هذه الحقوق، وأصولها، سماوية كانت أم أرضية.
نعرف أن تخصيص يوم للمرأة الفلسطينية في السنة، هو للتذكير بمكانتها الإنتاجية على الصعيد الوطني، والاجتماعي، والثقافي، والإنساني في المحصلة، ولهذا، من الواجب أن نتحدث عن المرأة الحاضرة في كل مواقع العمل والعطاء، من البيت، إلى الحقل، إلى المدرسة، إلى الجامعة، وإلى الوظيفة العامة، والخاصة، من الواجب أن نتحدث عن العاملات، المنظفات، الساعيات، ومحضرات القهوة والشاي، وأن نتحدث عن الإداريات البارعات، والمبدعات في حقول الفن والأدب والأعلام والصحافة، ولا ينبغي أن يكون حديثنا عابرًا في كل هذا السياق، ولا حديث الإشادة والقصيدة فحسب، وإنما أن يكون حديث التحريض على ضرورة أن تنال كل إمرأة في موقعها، حقوقها كاملة، كإنسان، وكعاملة، ومنتجة، ومبدعة، وكضرورة قصيدة حيث للروح تطلعاتها .
دعوا القمر لشغف الكلمات، واتركوا غوايات الشعار الاستهلاكية، المرأة ليست نصف المجتمع، كما يحلو للذكوريات الاستعراضية أن تردد في مهرجانات السلعة، إنها المجتمع بكونها صانعة أجياله، وحارسة بقائه، ولأنها لباس الرجل مثلما هو لباسها، وهذا ما جاء في التنزيل الحكيم "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" صدق الله العظيم.
أجل إنها المجتمع، لأن المجتمع هم الناس الذين يكتملون بعضهم ببعض، ولا فضل لأحد على أحد في هذا الإطار، إلا في سعيه للتكامل، وبعيدًا عن الأصولية التي تضع الأشياء عادة بين حدين فحسب..!
في اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية، سنقول لقاطفات الزيتون، ومرضعات الطفولة، وساقيات المحبة، ومربيات البطولة، ومبدعات الأمثولة، سنقول لهن، يومكن الوطني هو يوم فلسطين، وهي تحتفي ببناتها حفيدات "عناة" اللواتي ما زلن هن الراعيات، والحارسات الماجدات.
المصدر: الحياة الجديدة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها