إسرائيل الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها، قيادة وأحزابًا وشعبًا بكل مفرداته الشاذة على شفير هاوية وجودية، وإسرائيل الجيش والسلاح بما في ذلك سلاحها النووي المسكوت عنه، ومجموعاتها الإرهابية المؤسسة لها وجمعيات مستوطنيها وحاخاماتها على شفير هاوية وجودية سحيقة، والأخطر أن إسرائيل في الذكرى الثالثة والسبعين لتأسيسها، لوجودها الذي نؤرخ له نحن الفلسطينيين بيوم النكبة، هذه الإسرائيل خطرها من نفس عوامل وجودها، خرافة لم يتم اثباتها مطلقًا، فكرة هجينة تبثها منذ الأساس الدول الكبرى الاستعمارية،ورثتها بعد ذلك هذه الإمبراطورية العجيبة المسماة أميركا، فائض هائل من القوة فرض إسرائيل، خلقتها غصبًا وحمتها بإمكانيات هائلة.

قال أحد الكتاب الكبار اليهودي الأميركي وهو"شوسكي"إنه لم يأت وفد من إسرائيل إلى أميركا يطلب أسلحة إلا وقالوا له في أميركا"انتم يلزمكم أكثر من ذلك" وكل شيء بعد ذلك طيلة ثلاثة وسبعين عاما،بررته أميركا لإسرائيل وفرضته كأنه الحقيقة الوحيدة، والحكمة الإلهية العليا، ومحراب السعادةالعليا، حتى أن الإسرائيلي يقتل الفلسطيني وهو طفل ويأتي التبرير نعم اقتله قبل أن يكبر ويقتلك!!! هكذا دائما اسرائيل على حق، لكن في الأيام الأحد عشر التي جرت في هذا الشهر أيار ثبت أن إسرائيل كانت على خطأ فادح، خطأ وجودي فادح، تبقى أو لا تبقى!!! هل يليق بها السلام أم لا وهل هي أصلًا قابلة للحياة وسط السلام، ربما يكون السلام في صالح الجنرال الإسرائيلي، ولكن لا يمكن أن يؤمن به الحاخام اليهودي، ولا الحزب اليهودي، حتى التطبيع، اكتشف المطبعون أن إسرائيل لا تريده إلا على طريقتها، وأكبر دليل ساطع أنه في الأيام الأحد عشر من الاشتباك الضاري مع الفلسطينيين، المسلمين والمسيحيين، فإن إسرائيل لم تراع مشاعر المطبعين ولا بأية درجة أو مقدار.

وبعد انتهاء الحرب، فإن إسرائيل مستمرة دون توقف، في مهاجمة المسجد الأقصى، وتهجير الفلسطينيين، وقتلهم، وكراهيتهم على يد الجيش، والمستوطنين، وعلى يد مجموعات الإرهاب اليهودية، لم تتوقف لحظة واحدة، تخيلوا أن قوانين الاحتلال مصحوبة بقوة التنفيذ، وبآلية عليا على الأقل، وأن القانون الدولي في اتجاه والقانون الانساني في اتجاه، وإسرائيل وحدها في الاتجاه الآخر، فهل هذه الدولة ليست على شفا هاوية! أسألكم، فبماذا تجيبون؟