بعد توقف العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة وقف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة يحيى السنوار على خشبة مسرح احتفالًا بنصر المقاومة، والمفاجأة غير السارة حقيقة، في هذا الاحتفال، الصورة الكبيرة التي كانت خلف السنوار، والتي لم تكن غير خارطة لقطاع غزة وحده، وبلون أخضر فحسب!! وهنا لا نجد إلا أن نتساءل، هل من المعقول أن نعتقد أن الذي رسم هذه الصورة  لا يعرف خارطة فلسطين!! وهل من المعقول أن نعتقد كذلك أن رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة، لا يعرف قيمة ولغة صورة على هذه الشاكلة، في احتفال يفترض أنه احتفال وطني، لا حزبي فحسب  ..؟؟؟

ما ثمة ناظر لهذه الصورة، لن يفهم أن حماس وهي تصبغ خارطة القطاع باللون الأخضر، إنما تريد القطاع حمساويا بالمطلق!! ووداعًا للتعددية، والديمقراطية، وقبل ذلك وداعا للوحدة الوطنية!! على أن هذا هو شأن المخيلات الحزبية لراسم الصورة، وطالبها، ولهذا لن نعلق على هذا الأمر كثيرًا، فالمخيلات مهما اتسعت وتنوعت مشتهياتها، تظل شأنًا رغبويًا لأصحابها، يسقطه الواقع عادة طال الزمن أم قصر، لكن ما يتعلق بالشأن الوطني العام، شأن الواقع، والحقيقة، هو ما يطرح السؤال المشروع، لماذا غابت خارطة فلسطين من خلف السنوار على هذا المسرح، في هذا الاحتفال..؟؟؟

لن نعتقد بجهل الراسم بخارطة فلسطين، ولا بعدم معرفة السنوار لقيمة ولغة الصورة  في هذا الإطار!! ومن حق فلسطين أن تسأل عن صورة خارطتها في احتفال يفترض أنه احتفالها، بعد واقعة منازلتها الشاملة للاحتلال الإسرائيلي، والتي جعلت العالم بأسره يطوف في شوارعه بعلمها .

هل الدولة في غزة فحسب مع هذه الخارطة ..؟؟؟ كأنها رسالة إلى من يهمه أمر تدمير المشروع الوطني التحرري الفلسطيني!! لكن لا دولة في غزة، ولا دولة دون غزة، ولا ينبغي لاحتفال النصر أن يقول غير ذلك، لا بل إن النصر المكتمل لن يكون بغير تجسيد هذه الحقيقة الوطنية على أرض الواقع، حقيقة الدولة أن تكون وستكون، دولة حرة مستقلة من رفح حتى جنين، بعاصتها القدس الشرقية، وعذرًا سيدة الأرض، عذرًا فلسطين، خارطتك لوحة على صدورنا، وجغرافيا الأمل والمستقبل في قلوبنا.