على ما يبدو لم تعد الخيانة مجرد وجهة نظر، والتي كان القائد الشهيد صلاح خلف "أبو إياد" يخشى أن تصبح كذلك في يوم من الأيام، ولنتحدث بمنتهى الصراحة، لقد جعلتها ديمقراطية (الربيع العربي!!) موقفًا وسلوكًا وحالًا يجاهر ويتباهى به أصحابه، حتى أن واحدًا من هوامش الخليج العربي، تمنى لو أن حادث الجرمق الذي أودى بحياة العشرات من الحاخامات اليهود، قد أصاب غزة وأهلها!! على صفحته في الفيسبوك كتب ذلك، وصورته أعلى الصفحة، لا لأنه لم يعد يخشى مع غياب الأمن القومي، محاسبة، ولا مراجعة فحسب، وإنما أساسًا لأن شرش الحياء كما يقال قد طق من بين عينيه!!! والحق لو أنه اكتفى بالتعزية لقلنا إن في ذلك موقفًا إنسانيًا، لكن أن يتمنى الفاجعة لضحايا الحصار الاسرائيلي العدواني فهذا إشهار للخيانة لامثيل له!!! بالمناسبة ثمة كاتب إسرائيلي هو شاي جولدبيرغ كتب يقول "لاحظت أن نسبة العرب الموالين لإسرائيل تتزايد بصورة غير منطقية، أنا كيهودي علي أن أوضح نقطة مهمة: عندما تخون أنت كعربي أبناء شعبك بآراء عنصرية صهيونية (أظنه يقصد هنا منصور عباس!!) فنحن نحبك مباشرة، لكن حبًا كحبنا للكلاب، صحيح أننا نكره العرب، لكننا عميقا في داخلنا نحترم أولئك الذين تمسكوا بما لديهم، أولئك الذين حافظوا على لغتهم وفكرهم، ولهذا يمكنك أن تختار: إما كلب محبوب أو مكروه محترم"، وبالطبع هذا ينطبق على ذلك الهامشي الخليجي أيضًا، وعلى كل الخونة أينما كانوا، ولطالما قال التاريخ إن الأعداء لا يحبون الخونة مهما قدموا لهم من خدمات، وحادثة نابليون الذي رفض مصافحة الضابط النمساوي الذي خان قومه، لا يمكن للتاريخ أن ينساها، أعطى نابليون الذهب لهذا الضابط ثمنا لخيانته، وقال له: هذا الذهب لك، أما أنا فلا أصافح رجلًا يخون بلاده.

يظل أن نقول سواء باتت الخيانة وجهة نظر، أو موقفًا وحالًا وسلوكًا، فـإنها تظل العار الأبدي على جبين أصحابها ولن تغسلها بحور العالم أجمع.