إثر كل قرار يصدره الرئيس يخص الشعب الفلسطيني ويرفع مصالحه العليا فوق الاعتبارات الشخصية،  والأسماء التي صنعت لنفسها هالات هلامية، يسارع المشككون بحكمته وشجاعته وصلابته وقدرته على حسم القضايا والأمور، والذين يدفعون أكثر من (مال قارون) للتمتع بلحظة يرونه فيها كما رسموه في مخيلتهم المهترئة ضعيفًا مستسلمًا، فيشحذون خناجرهم  لتقطيع أوصال الحقائق، وحقن شرايين جسد الشعب بسموم أشدها فتكا المغيبة لوعي الجمهور الفلسطيني والعربي، فهؤلاء يعرفون جيدًا أن رئيسًا يعتد بالشعب، ويحمي مصالحه العليا ويربط مصيره بمصير قضيته العادلة لا يمكنهم التأثير عليه شخصيا، إلا إذا تمكنوا من خداع الشعب بأكاذيبهم ورواياتهم المضللة المبثوثة على فضائيات لعوب، تمارس رقص التعري (الستربتيز) حتى في بيوت العرب، منذ اليوم الذي أمر فيه دونالد ترامب مشايخ وأمراء بالتجرد من أثواب الفضيلة العربية والسباحة في مستنقع التطبيع. 

أن يكرس هؤلاء كل طاقاتهم في الهجوم على الرئيس أبو مازن في لحظة استحقاق قانوني وعند نقطة اللارجعة في العملية الديمقراطية (الانتخابات) فهذا يعني بوضوح أن قرار الانتخابات أوجع أسيادهم، كما أوجع قرار الرئيس أبو مازن بلجوء فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية، وسيرى شعبنا ويلمس هجمات منظمة مباشرة قد تشارك بها قوى ودول ومشيخات مساندة لمنظومة الاحتلال إسرائيل، فمحمود عباس أبو مازن الذي رأوا فيه الفلسطيني الأخطر على إسرائيل، سيبقى كذلك لأنه رئيس السلام، رئيس الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني، رئيس الأمل بالحياة الكريمة، لذلك يرون فيه هذا الخطر. 

 عند كل استحقاق وطني يمضي الرئيس أبو مازن به ينفث المستخدمون لدى منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري وقوى إقليمية سمومهم، ويدورون عجلات الافتراء والكذب لصنع ضباب كثيف جدًا لمنع رؤية الشعب الفلسطيني من تلمس النتائج العملية لمنهجه السياسي، فهم يريدون تثبيت دعايتهم وادعاءاتهم الكاذبة عبر تضليل الجماهير رغم ضجيج  هؤلاء بمقولة (الحقيقة كل الحقيقة للجماهير) لكنهم في الواقع يقصفون آمال الشعب لأنهم دون المصائب التي يستدرجونها على الشعب والتي على أساسها يقدمون أنفسهم كمنقذين بأموالهم الحرام وخدماتهم المسيسة ما التفت إليهم أحد أبدًا، فهذه لعبة أتقنها المستخدمون للوطنية، والمستخدمون للدين والمستخدمون للمال على طاولة المؤامرات على القضية الفلسطينية. 

قد ينجح أحدهم بخداع الجماهير لامتلاكه لسانًا قادرًا على نطق حروف الأبجديات والمناورة بها، ويمتلك قدرة على دغدغة مشاعر العامة، والنفاذ إلى أدمغة (خاصة) يروجون لأنفسهم تحت بند الشخصيات (VIP)، وقد ينجح هؤلاء في فتح ثغرات محدودة ضيقة في جدار الوعي الشعبي الوطني الفلسطيني لتمرير أصواتهم لا أكثر، فهم معنيون بالتشويش على الرئيس أبو مازن، وإرباك الجماهير، عبر التشكيك بإنجازات الرئيس الوطنية وجدواها، وقلب الحقائق رأسًا على عقب، فيجعلون النمو تراجعًا، ويكسرون الخط البياني الصاعد -حتى لو كانت مؤسسات دولية قد أكدت بالوثائق صعوده  اشادت به - ثم يهبطون به -كما أخلاقهم الهابطة-  إلى تحت الصفر بجرة قلم. 

يتحدثون عن الوحدة الوطنية لكنهم جهويون حتى النخاع، ويتكلمون في الليل والنهار عن الأنظمة الداخلية والقوانين الأساسية فإذا هم أول الخارجين عليها، يصرعون البسطاء بالحديث عن الانتماء للتنظيم والولاء للوطن، فتراهم قد جردوا أنفسهم من هذا الشرف ولبسوا أثواب الانتماء والولاء لأرباب نعمهم. 

باتوا مكشوفين، حتى الذين يعملون معهم -على قلتهم- يعلمون ويعرفون حقيقة هذه الرؤوس التي لم  تنفع في حلبة صراع، وقد أغفل هؤلاء أن الشعب  يميز بين صوت الحق الأقوى من زئير الأسد، وبين غثاء خراف، ومواء القطط السمان؟!. وعليهم أن يعرفوا أن النبلاء لا يبارزون الخونة والجبناء.