لمْ تنفُض خربة حمصة الفوقا بالأغوارِ
الشمالية، غبارَ الكارثةِ التي لحقَت بها قبل أشهر، عندما أقدمَت سلطاتُ الاحتلالِ على هدمِها بشكلٍ كامل، حتى عاودَ الاحتلالُ مرةً أخرى بعمليةِ هدمٍ وتفكيكٍ واسعةِ النطاق لمنشآتِ الخربة، ومحاولةِ إجبارِ سكانِها على الرحيلِ النهائي عنها.
فقواتُ الاحتلال اقتحمَت الخربة، وأغلقت كافةً مداخلِها، وشرعَت بهدمِ وتفكيكِ غالبيةِ الخيامِ السكنية والمنشآتِ الزراعية وحظائرِ الماشية دون إخطارٍ مسبق، واستولَت عليها. علماً أنها المرة الثالثة التي تقدم فيها قوات الاحتلال على هدم وتدمير الخربة.
عمليةُ الهدمِ والتفكيكِ هذه طالت أربعينَ منشأةً تعودُ لاحدى عشرة َعائلة، وفقاً لمدير عامِ توثيقِ انتهاكاتِ الاحتلالِ في هيئةِ مقاومةِ الجدار والاستيطان قاسم عواد، والذي أكدَ أن الهيئةَ تنوي البقاءَ في الخربة وإعادةَ بنائِها من جديد.
هذا وقد هاتفَ سيادةُ الرئيس محمود عباس خلال اعتصامٍ للاهالي شارك فيه وزيرُ شؤون الجدار والاستيطان وليد عساف وذلك للاطمئنانِ عليهم وعلى كادرِ هيئةِ مقاومةِ الاستيطان والنشطاءِ المحتجزين في القرية.
وفي السياقِ نفسه وصفَ مكتبُ الأمم المتحدة لتنسيقِ الشؤون الإنسانية أوتشا، هذه العمليات بأنها أكبرُ حادثةٍ من حوادثِ التهجيرِ القسري في الضفةِ الغربية منذ أربعةِ أعوام، حيث هدمت السلطاتُ الإسرائيلية ثلاثةً وثمانين مبنى، بما في ذلك تسعةً وعشرين مبناً تم تقديمُها كمساعداتٍ إنسانية.
ونتيجةً لذلك، نزحَ ما يقاربُ الثلاث وسبعينَ شخصًا، من بينهم أحدَ واربعين طفلاً، لكنهم تمكنوا من البقاءِ في المنطقةِ بعد تسليمِ الملاجئ الطارئةِ وغيرِها من المساعدات
وقد ادانت دولةٌ عربيةٌ واوروبيةٌ عدة عملياتِ الاحتلالِ الجائرةِ ضدَّ ابناءِ المنطقة ودعوا اسرائيل إلى العدولِ عن الاجراءاتِ أحادية الجانب، والتوقفِ الفوري عن الهدمِ وتعويضِ المتضررين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها