قبل أيام قلائل، نشرت منظمة "بتسيلم"الإسرائيلية تقريرًا مهمًا جدًا لأنه يندرج تحت العنوان التاريخ الصالح في كل العصور (وشهد شاهد من أهلها) وفعلًا كان التقرير الذي أعلنته منظمة (بتسيلم الإسرائيلية) يمثل اعترافًا من شاهد مهم جدًا، لأنه شاهد لديه الكفاءة بأن يعرف ما الذي ترتكبه دولة إسرائيل ضدنا شعبًا وأرضًا وبيوتًا وأطفالًا ومواقع حضارية مسجلة لدى اليونسكو من جرائم تتجاوز المدى الذي يمكن أن يتحمله بشر تبدأ في الانكشاف الغبي المستهتر، وتنتهي بنوع من الأمراض الخبيثة التي تعيب بعض البشر الذين يطلقون على انفسهم لقب شعب أو أمة أو دين مثلما تفعل إسرائيل على كافة الأصعدة، وهي اخترعت لذلك ليس فقط جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يحمي هذه السلوكيات الشاذة بل يتفاخر بها ويشجعها، مثلما كان الأمر قبل أكثر من سبعين عامًا، في زمن منظمات الإرهاب اليهودي (اتسل والبالماخ) وغيرهما.

الآن إسرائيل تضع بدائل عصرية مثل فتية التلال، ومجموعات شاذة من الاسرائيليين الشباب، مجموعة تدفيع الثمن، وطبعًا جيش الاحتلال الرسمي الذي يحدث كل شيء تحت سمعه وبصره، ولكنه مكلف بحماية هذه المجموعات الارهابية القديمة والجديدة، فهم يقتلون الفلسطيني مقابل النيات وليس الافعال وهو ما يتقزز منه أي نظام في العالم، يقتلون الطفل تحت السن القانوني بحجة أنه عندما يكبر سيصبح "مخربًا"، ويقتلون القتيل المرمي على الأرض، بحجة أنه كان ينوي طعن الجنود، ويصعقون الاطفال بالكهرباء لمجرد أن هذا الطفل الفلسطيني كانت عيناه تشع ذكاء ويبقرون بطن الفلسطينية الحامل لأن الجنين الذي في رحمها سيصبح "مخربًا"، هذا بالإضافة إلى مجازر البيوت، ومجازر الأشجار وخاصة أشجار الزيتون القديمة لأن حاخاماتهم يشرحون لهم أن أشجار الزيتون القديمة هي ذاكرة هذا الشعب العظيم العريق الموجود على أرضه وخاصة في منطقة التلال الوسطى منذ أكثر من ستة آلاف سنة.

ونتنياهو الذي ضاقت به السبل وتلاحقه اللعنات والمطالبات لطرده، ومحاكمته لأسباب يعرفها الشعب الإسرائيلي تمام المعرفة هو الأن يائس من تفتت حزب الليكود، ويحاول أن يوحد بين الصفوف في اليمين المتطرف ويتحالف معه في انتخابات مارس القادم، بل أنه يحاول أكثر، وهو الالتفاف على الصوت العربي واختراقه، ولا أعرف ماهي أخبار القائمة المشتركة، وهل تغلبت على مشاكلها الداخلية، ولكنها يكفيها أنها وصلت ذات يوم لأن تكون المفتاح الوحيد لتشكيل حكومة إسرائيلية، أرجوكم يا إخواني أطراف القائمة المشتركة أن تتعالوا على الجراح فهي صغيرة قياسًا للجرح الأكبر، اصعدوا ولا يستعيض أحد منكم بالتهام الآخر بدلًا من النجاح، ننظر إليكم بعين الأمل الذي لا يخيب، وبالاسم الفلسطيني الكبير الذي تحملونه، فعندما ننجح  في انتخاباتنا القادمة، وتنجحون في انتخاباتكم في شهر مارس، نكون قد جعلنا الأمل من جديد يضيء وجدان كل فلسطيني في العالم.