على ما يبدو أن فيروس "كورونا" قد فتح طريقًا أخرى لِحركة حماس، لِتنسيق تطبيعي مع الاحتلال الإسرائيلي، وعلى نحو كأنها تريد احتكار هذا التطبيع، بِحكم إنها اعتقلت شابًا في غزة قالت أنه يتواصل مع اسرائيلين لأغراض تطبيعية!!
وفي إطار التطبيع الحمساوي، تبعث حماس بعدد من الأطباء من قطاع غزة إلى المشافي الإسرائيلية، كي يتدربوا ! على سبل مواجهة "الكورونا" في الوقت الذي تحتاج فيه إسرائيل إلى من يعينها في ذلك، ولولا طواقم الأطباء والممرضين والممرضات الفلسطينيين العرب داخل الخط الأخضر، لكان حال إسرائيل مع "الكورونا" حال العجز والبؤس والتردي، وهذا باعتراف الصحافة الاسرائيلية.
ثم أليس لافتًا للنظر أن تذهب حماس إلى "تعاون" مع إسرائيل لمواجهة "الكورونا" بينما لا تقدم على أية خطوة في هذا الاطار، مع السلطة الوطنية، وإجراءات حكومتها التي تفوقت على الإجراءات الإسرائيلية، وبِصورة لم تعد قابلة للتشكيك، ومع ذلك لا تنتظر السلطة الوطنية تعاونًا من حركة حماس، وهي تتصدى لمسؤولياتها تجاه أهلنا في قطاع غزة، ولا تستثتيهم في كل شيء من إجراءات ومساعدات، ولهم من وزارة الصحة قافلة ستحمل اليوم مستلزمات طبية، ورئيس الحكومة د. اشتية أعلن أنه تقرر صرف مساعدات مالية ل 116 الف اسرة فقيرة، من بينها 81 الف أسرة في قطاع غزة، واكدت الأنباء أن البنوك في غزة بدأت منذ صباح أمس، بِصرف هذه المساعدات، وحماس لا تتحدث عن ذلك حتى كخبر في وسائلها الاعلامية !!!
منذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيه "الكورونا" كوباء خطير يهدد الحياة بكل تفاصيلها ومستوياتها، سبقت فلسطين العالم بإعلان الرئيس أبو مازن حالة الطوارئ، للتصدي لهذا الوباء، غير أن حماس ومنذ تلك اللحظة، أعلنت أنها ليست جزءًا من هذه الحالة، لتؤكد حقيقتها الانفصالية التي يبو انها تكتمل فقط بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما بات يتضح يومًا بعد يوم!!
ما الذي تفعله حماس بتاريخها وهي لا تسجل فيه غير وقائع الانفصال والانقسام، بل والقطيعة مع الوطن والوطنية.!! ونقول ما الذي تفعله بِتاريخها، لأن الوطنية الفلسطينية، وبهذا الشأن تحديدًا، ما زالت لاترى حماس عدوا، ولا تريد تاليًا غير طرح هذا السؤال، الذي لربما حين تنتبه اليه حركة حماس، تعيد النظر فيما ترتكب وتفعل، برغم أن إعادة النظر ليس من عادة حماس حتى الأن، لكن هذا السؤال سيظل بالنسبة لنا، سؤال الطرق على جدران ذلك الخزان، لعل وعسى، والوطنية الفلسطينية لا تغلق بابا لمن يتلمس سبل الرشد الوطني.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها