في مواجهة جائحة "الكورونا" بات التفاؤل من ضرورات الوقاية، إلى جانب ما نعرف من سبلها، في النظافة، وعدم المخالطة، والبقاء في البيت.

والتفاؤل في هذا السياق، سبيل كي تزيل النفس عن كاهلها ظلمة الجائحة، وما تخلف من تشاؤم وقلق، ولطالما قالت الحكمة: تفاءلوا بالخير تجدوه، والتفاؤل موقف تحد، برؤية إيجابية، ولأن الحياة تظل ممكنة بهذه الرؤية، وممكنة على نحو ما نتطلع وما نريد، ولعل هذا ما جعل من شعبنا الفلسطيني، شعب الصمود والصبر والتفاؤل والأمل، وهو لا يكف عن التطلع لحياة الحرية والاستقلال، متحديًا جائحة الاحتلال، ومتصديًا لها.

وفي الجانب الرؤيوي إن صح التعبير، ما من ضيق إلا معقب مع الصبر فرجا، وهذا ما أدركه الشاعر العباسي إبن زريق البغدادي، وهو يعاني المرض في الأندلس، التي جاء اليها من بغداد، ليكتب القصيدة الوحيدة التي عرف بها، والتي قال فيها "علما بأني معقب اصطباري فرجا/ فأضيق الأمر إن فكرت أوسعه" ولأن في بيت الشعر هذا ما يؤكد ضرورة التفاؤل، واهميته لمواجهة الضيق الراهن الذي تخلفه جائحة "الكورونا" استشهدنا بِشطره الثاني في عنوان هذه الكلمة، ولكي نفكك هذا الضيق، ونرى وسعه بالتفكير الايجابي، والواقع نحن اليوم في باحة هذا التفكير، فلولاه لأطبق ضيق الجائحة علينا، وما كنا لِنشهد سيادة قيم التكافل والتعاضد، بين أبناء شعبنا في مواجهة "الكورونا" وحُسن التزامهم بكل الإجراءات الحكومية، الساعية لِمحاصرة الجائحة على طريق دحرها، وعلى نحو استثنائي بات يكرس مثالاً يحتذى به.

نحن شعب التفاؤل والأمل، ولطالما تجاوزنا بذلك أخطر المراحل وأصعبها، ولا نزال كذلك في مواجهة جائحة الاحتلال التي تظل أخطر من جائحة "الكورونا" فهذه بلا اية افكار وسياسات عنصرية، وبقدر ما يعطينا التفاؤل والأمل من قوة للصمود والمطاولة، بقدر ما يعاظم قوتنا الأخلاقية، التي هي اليوم وفي مواجهة الكورونا القوة الأجدى من كل قوة مادية، وحيث هذه الأخيرة قد انهارت تماما في دولها الكبرى!! وهكذا نرى حقا أن أضيق الأمر لو فكرت أوسعه.