تقرير: ثائر أبوبكر

استطاع حكم الحثناوي من تحويل منزل مهجور في حي السيباط بالبلدة القديمة من جنين إلى متحف يجمع بداخله التراث الشعبي والجمال، ليكون ذاكرة تعيد التاريخ والحضارة إلى أهالي جنين، تأكيدا على التمسك بالهوية والانتماء للتراث وتاريخ أجدادنا وآبائنا.

في البلدة القديمة بحي السيباط، أصبح المنزل مزارا للمهتمين بالمشهد الثقافي والتراث، من خلال التحف القديمة التي جمعها الحثناوي.

وقال حثناوي، "منذ طفولتي عشقت التراث وجمعت المقتنيات الأثرية القديمة وحفظتها، الأمر الذي دفعني للبحث في كل مكان عن كل ما هو قديم، حتى توصلت الى هذا البيت المهجور في حي السيباط في جنين ويقدر عمره بقرابة الـ400 عاما، اشتريته، وعلى الفور باشرت بترميمه حتى أصبح يجمع كل مكونات التاريخ والتراث والحضارة ورائحة الأجداد".

وأضاف أن البيت الذي يعود لعائلة الحيفاوي كان مهملا لسنوات طويلة ومنسيا، وأصبح الآن متحفا وطنيا بعد شقاء وعنا ومصاعب، لكن تمكن من ايصال رسالته، ليكرس انتمائه لمدينة جنين وترابها المعبق بدم الشهداء.

لم تقف أمامه الصعاب ولم تمنعه محاولات البعض عن ثنيه من اكمال مشواره وتحقيق حلمه بتحويل هذا البيت الى تحفة وطنية، ولم يكتف بذلك، وبعد سنتين من العمل المتواصل والجهد الدؤوب، أراد أن يزيد المكان جمالا، فبدأ بجمع التحف التراثية الثمينة، وشرائها من كل مكان.

وأشار الحثناوي إلى أنه قام بطلاء وتزيين جدران البيت بأطباق القش القديمة والسيوف والساعات والفوانيس القديمة من كل قطر جمعها، ومنذ عامين بدأت العمل على افتتاح المتحف التراثي وأسميته "بيت زمان" بتكلفة 100 ألف دينار.

والمحلات في السيباط على الأغلب لم تتبدل، وأُعيد إحياء الكثير منها منذ تسعينات القرن المنصرم، لكن يوجد بعض المحلات الفارغة، وآخر مقتنيات أصحاب هذه المحلات لم تعد مفيدة، واهترأت بفعل النسيان والإهمال.

يشار إلى أن سوق وحي السيباط في جنين من أقدم أسواق المدينة، ولا يزال شاهدا على فترة الحكم العثماني، فواجهة حي السيباط تحفة معمارية فنية تجملت بحجارة تاريخية، وأبواب تختلف في تصاميمها وأشكالها ومبانيها القديمة والعالية عن غيرها، حيث كانت تستخدم في السرايا إبان الحكم العثماني، لتروي أحجاره حكايات أجيال تعاقبت على العيش فيها.