التقت هيئة العمل الفلسطيني المشترك وزيرَ الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي، عضو اللجنة الوزارية السداسية التي انبثقت عن اجتماع مجلس الوزراء اللبناني خلال الجلسة التي عقدت الخميس بتاريخ 22 آب الماضي في قصر بيت الدين، والتي يرأسها الرئيس الحريري لدراسة الملف الفلسطيني في لبنان من كل جوانبه.
وحضر اللقاء الذي عُقِدَ صباح اليوم الثلاثاء 3 أيلول 2019 في مقرِّ لقاء الأحزاب في برج أبي حيدر في بيروت كافة أعضاء هيئة العمل الفلسطيني المشترك، برئاسة أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي أبو العردات.
وجرى خلال اللقاء البحث والتشاور حول المقترحات والتوصيات التي قدَّمها الوفد الفلسطيني لـ"الوزير" قماطي كي تتمَّ مناقشتها في أول اجتماع للجنة الوزارية السداسية.
وفي بداية اللقاء تحدَّث أبو العردات باسم الهيئة فقال: "نلتقي اليوم مع معالي الوزير محمود قماطي الذي بادر منذ البداية هو والإخوة في حزب الله لتقديم وجهة نظرنا في موضوع العمالة الفلسطينية في لبنان، كون العمل يعني للإنسان حياته وحقه بالحياة الكريمة، ومن هنا انطلقت التحركات في المخيمات على أرضية حق الإنسان بالعمل والحياة".
وأضاف: "اليوم جئنا لنضع معالي الوزير قماطي، كونه عضو في اللجنة الوزارية التي شكّلت برئاسة الرئيس سعد الحريري وهذا يعتبر اللقاء الأول في هذا الخصوص".
وهنَّأ أبو العردات الإخوة في المقاومة الإسلامية اللبنانية على العمل البطولي والإبداع المتقن في التنفيذ، وقال: "كلّنا نقف مع الإخوة في المقاومة الإسلامية في هذا العمل البطولي الذي أعاد تصويب الهدف وكسر ما هدفت إليه دول الاحتلال الإسرائيلي في كسر معادلة الصراع في المنطقة، ونؤيّد ما قامت به المقاومة وندعمه ونقف معه، لأنّه يعبر عن مشاعر جميع الفلسطينيين. ونحن متضامنون مع إخوتنا في حزب الله والمقاومة بشكل كامل".
وفي موضوع العمالة الفلسطينية قال أبو العردات: "لنا رأي موحَّد في هذا الموضوع، أنّ إجازة العمل تخضع لاستنسابية ومزاجية كل وزير، وهذا ليس فقط في وزارة العمل، بل أيضًا في وزارات أخرى وعلى سبيل المثال في وزارة التربية والتعليم حيث كان الفلسطيني ممنوعًا من التسجيل في المدارس الرسمية، لكن وزير التربية أكرم شهيب أصدر قرارا بالسماح بتسجيل الطلاب الفلسطينيين ونشكره على ذلك".
وأردف: "اليوم نريد الخلاص من الاستنسابية، ونريد قوانين تحمي العامل الفلسطيني وحماية حقوقه في لبنان، وأبلغنا معالي الوزير قماطي موقفنا بهذا الشأن وتمنّينا عليه أن يكون هناك خصوصية واستثنائية في التعامل مع العامل الفلسطيني في لبنان، ولا نريد إجازة العمل للعامل الفلسطيني باعتباره لاجئًا وليس وافدًا ولا أجنبيًّا، والمطلوب إجراء تعديل للقانون من خلال اللجنة الوزارية التي تشكّلت وكذلك من خلال مجلس النواب، وليصار إلى إصدار قوانين بهذا الشأن. وفي هذا السياق نثمّن ونقدر موقف الرئيس بري في هذا الشأن".
وتابع: "لذلك لدينا هذين العنوانَين الأول استثناء الفلسطيني من إجازة العمل، ثُمّ ننتقل إلى معالجة بقية القضايا ومنها قانون التملّك، الذي لا يسمح للفلسطيني بحق التملك".
وتساءل أبو العردات: "لماذا تمَّ تعديل القانون عام 2001 بحيث لا يسمح للفلسطيني بحق التملّك، تملّك شقة، لا نتحدث عن تملّك عقارات وما إلى ذلك، تملّك بيت لا أكثر وكل حقوق الإنسان تتحدث عن الطبابة والتعليم والسكن إضافة إلى حق العمل".
وختم أبو العردات متمنّيًا على اللجنة الوزارية ومجلس النواب اللبناني، تعديل قانون العمل وإصدار مراسيم تطبيقية وتشريعات تستثني الفلسطيني من إجازة العمل مؤكِّدًا أنَّ هذا الأمر متروكٌ للإخوة في اللجنة الوزارية للقيام بما يلزم.
من جانبه تحدث الوزير قماطي فقال: "أهلاً وسهلاً بكم استقبلنا اليوم الإخوة والرفاق في فصائل المنظمة والتحالف الفلسطيني وكل الإخوة في الوطنية الإسلامية الذين يمثّلون الشعب الفلسطيني الموجود في لبنان، إخوتنا الفلسطينيون هم ضيوفنا وإخواننا وأحباؤنا وجيراننا وشعب واحد وإن كنّا من بلاد مختلفة حياة واحدة وحضارة وعادات واحدة وعلاقات تاريخية".
وأضاف: "لقد وقع الظلم على هذا الشعب العزيز على قلوبنا، ظلم الطاغوت العالمي والاستكبار العالمي بإخراج هذا الشعب من أرضه ودياره عنوة وقهرًا وتسلطا واغتصبت أرضه، وبالتالي وبغض النظر عن الهدف الدائم لنا كعرب ومسلمين ومسيحيين والأشراف والأحرار في العالم العربي، وهو أن نعود إلى أرضنا وأن نحرر أرض فلسطين ويعود كل الفلسطينيين خارج فلسطين إلى أرضهم ووطنهم وديارهم وبلدهم وهذا هدف ثابت ودائم، وهذا هو الهدف الثابت الذي نسعى له ونحن على يقين أننا سنصل إلى ذلك في يوم من الأيام وسنصل إلى التحرير وسوف يعود الشعب الفلسطيني إلى أرضه عزيزا كريمًا".
وأردف قائلاً: "إلى أن نصل إلى هذا الهدف، عندنا أخوة فلسطينيين يعيشون بيننا هم أهلنا وأحبائنا يجب أن نتعامل معهم بأعلى درجات الإنسانية وأعلى درجات التفاعل والتعاون والاحتضان، بكل ما للاحتضان من معنى، ونحن نؤمن بموضوع الضيافة والكرم، وكرم الأخلاق وكلنا كمسلمين ومسيحيين وعرب، نحن نؤمن بكل ذلك وبالتالي نشعر بأنَّ هناك ظلًما إضافيًّا وقع على أهلنا الفلسطينيين وشعبنا الفلسطيني في الشتات، فضلاً عن الظلم الأساسي الذي وقع عليه، فهناك ظلم في طريقة التعاطي والتعامل معه في أغلب المنطقة العربية التي يوجد فيها ولهذا، اليوم نحن نعمل بكل جهد وبكل طريقة لنقف على مطالبهم الإنسانية والمدنية، ونتعاطى مع هذه المطالب بأعلى درجات الإيجابية ضمن اللجنة الوزارية التي شكلت في الحكومة اللبنانية وبرئاسة رئيس الحكومة وعضوية بعض الوزراء، فنحن نعمل لكي نصل إلى حلول لهذه المطالب، لأنَّ هناك فرق بين أن نبحث في مطالب أهلنا الفلسطينيين بعد سنة وسنتين وثلاثة وأربعة، من التشريد، وفرق بين أن نبحث في هذا الموضوع بعد عشرات السنين، فالنظرة تختلف والواقع يختلف والديموغرافيا تختلف والحاجات تختلف، لذلك ومن جديد يجب أن نبحث هذه المطالب، وأنا تعهَّدت للإخوة الفلسطينيين والرفاق أنني سوف أحمل مطالبهم التي تفضّلتم بها اليوم، سأحمل مطالبهم وأطرحها في اللجنة الوزارية ولكي نسعى بكل الجهد لتنفيذها بكاملها إذا أمكن، وإن لم يكن بكاملها فأغلب هذه المطالب إن شاء الله، وسنسعى لتنفيذها، خصوصًا ما طرح أخيرًا بما يتعلّق بـ"إجازة العمل" وما طرح حولها من إشكالات".
وختم بالقول: "نحن كلبنانيين جميعًا وإن كان كلُّ لبناني من خلفية مختلفة عن الآخر، فجميعنا متفقون أن ندعم ونؤيّد حق الشعب الفلسطيني بالعودة، والفلسطينيون أنفسهم أيضًا يتمسّكون بحق العودة وبأرضهم ووطنهم، فلا أحد موافق على التوطين، ولا داعي لأحد أن يحمِّل قضية التوطين أكثر ممَّا تحتمل، وأنَّ التوطين رعب وخوف، لا، لا أحد يريد التوطين، لا الفلسطينيون ولا اللبنانيون، لكنَّنا نريد أن يعود هذا الشعب وخاصة الفلسطيني إلى أرضه ووطنه، ولا خوف أن نعطيهم مطالبهم الإنسانية ويكفي أن ندخل إلى أي مخيم، أو أي وزير يدخل إلى أي مخيم فلسطيني ليرى طبيعة الحياة داخل المخيّمات حتى يبكي وتنهمر دموعه على الحالة الإنسانية الموجودة داخل المخيمات، يكفي ظلمًا، ولا نريد ظلمًا إضافيًّا لأهلنا وشعبنا، ولذلك وبكل أخوة وأخلاق وتواضع يجب أن نكون موضوعيين وأن نبحث هذه الأمور إن شاء الله داخل اللجنة الوزارية لنصل إلى حلول بإذن الله تعالى".
من جانبهم أبدى أعضاء هيئة العمل المشترك ارتياحهم وترحيبهم بما أعرب عنه الوزير قماطي، متمنّين له التوفيق والنجاح في مسعاه بما يخدم الشعبَين اللبناني والفلسطيني ومصالحهما المشتركة.
هيئة العمل الفلسطيني المشترك
بيروت في 3 أيلول
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
هيئة العمل الفلسطيني المشترَك تلتقي الوزير قماطي

03-09-2019
مشاهدة: 280
إعلام حركة فتح - إقليم لبنان




تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها