بسم الله الرحمن الرحيم
(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)، صدق الله العظيم.
بقلوبٍ مؤمنةٍ بقضاء الله وقدره، وببالغِ الحزنِ وعميقِ الأسى، تنعى قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - إقليم لبنان إلى شعبنا المناضل في الوطن والشتات وإلى جماهير أُمّتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومفوض التعبئة والتنظيم القائد الوطنيّ الكبير الشهيد د.جمال محيسن، الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم الإثنين ٧-٢-٢٠٢٢، بعد صراعٍ مع المرض تاركًا بصمةً وأثرًا وإرثًا مشرّفًا وخالدًا في سجل نضال شعبنا.
نودّع اليوم هامةً فتحاويةً عملاقة ومناضلاً وطنيًّا كبيرًا كرّس جلّ وقته وحياته في خدمة قضية شعبنا الفلسطيني والدفاع عن حقوقه الوطنية المشروعة، وسطّر في سجل الخالدين سيرةً ومسيرةً نضالية مشرّفة ومفعَمة بالكفاح والتضحيات والعطاء الوطني اللامتناهي.
لقد جسَّد فقيدنا الكبير د.جمال محيسن المثالَ الحقَّ للمناضل والقائد الوطني الفتحوي الأصيل الملتزم عبر مختلف الميادين النضالية والتنظيمية والنقابية التي خاض غمارها في سبيل الدفاع عن عدالة قضيتنا وحقوق شعبنا المشروعة وعلى رأسها حقنا في النضال في وجه الاحتلال الإسرائيلي الغاصب.
فقد التحق القائد جمال محيسن مطلع شبابه في صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، إيمانًا بأدبياتها ومنطلقاتها وأهدافها الوطنية، التي ناضل في سبيلها وحملها أمانةً قولاً وعملاً عبر مختلف المهمات والمراتب التنظيمية التي شغلها في حركة "فتح"، متنقلاً في بداية مشواره التنظيمي ما بين الأغوار ولبنان وسوريا مُدافعًا عن حقوق شعبنا واستقلالية قرارنا الوطني الفلسطيني.
اختير د.محيسن عضوًا في مجلس التعبئة والتنظيم عام ١٩٧٥في العاصمة السورية دمشق، وعضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني منذ العام ١٩٧٥، وعضوًا في مكتب التعبئة والتنظيم عام ١٩٨٣ في تونس، وانتُخِب عضوًا في المجلس الثوري لحركة "فتح" عام ١٩٨٩ في المؤتمر العام الخامس في تونس، وانتخب لعضوية لجنة الرقابة المالية في حركة "فتح" ولجنة تقصي الحقائق المالية في منظمة التحرير الفلسطينية، كما اختير نائبًا لرئيس لجنة الرقابة الحركية وحماية العضوية، وكان عضوًا في المحكمة الحركية منذ تأسيسها وحتى عام ٢٠٠٨.
وفي العام ٢٠٠٩ انتُخِب د.جمال محيسن عضوًا في اللجنة المركزية لحركة "فتح" في المؤتمر العام السادس متوليًا مهمة مفوّض الأقاليم الخارجية، ثُم عضوًا في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية عن حركة "فتح" عام ٢٠٠٩، وأُعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية في المؤتمر العام السابع، حيثُ بقي على رأس عمله مفوّضًا للتعبئة التنظيم حتى الرمق الأخير.
كما عُيِّن الشهيد د.محيسن عام ١٩٩٤ وكيلاً مساعدًا لوزارة الشباب والرياضة، ثُم وكيلاً للوزارة، وبعدها محافظًا لمحافظة نابلس بدرجة وزير عام ٢٠٠٧ وحتى نهاية عام ٢٠٠٩.
أمّا على المستوى النقابي، فقد انتُخِب الفقيد الكبير عضوًا في الأمانة العامة للاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين عام ١٩٧٥ في المؤتمر العام الثاني الذي عقد في تونس، ونائبًا للأمين العام للاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين عام ١٩٨٣ في المؤتمر العام الرابع الذي عقد في مدينة عدن باليمن، وعضوًا في مجلس اتحاد المعلمين العرب عام ١٩٨٣، كما شغل عضوية الهيئة الإدارية للاتحاد العالمي للمعلمين- "فيزا".
وقد منحه سيادة الرئيس محمود عبّاس "النجمة الكبرى" من وسام القدس مطلع شهر شباط الجاري تقديرًا لدوره الوطني ومسيرته النضالية المشرفة، وتثمينًا لعطائه وعمله القيادي في صفوف الثورة الفلسطينية، وفي مجالات العمل النقابي، وجميع المهام التي كُلِّف بها، وجهوده في الدفاع عن حقوق شعبه ووطنه على طريق الحرية والاستقلال.
وإذ نتقدَّم بالتعازي لسيادة الرئيس محمود عبّاس وقيادتنا الوطنية ولعائلة الفقيد د.جمال محيسن وعموم عائلة محيسن الكريمة ورفاق دربه ومُحبّيه، فإنَّنا نُعزّي أنفسنا برحيل ابنٍ بارٍّ لفلسطين أفنى حياته في سبيل عدالة قضيتها ومناضل صلب عُرِف بدماثة أخلاقه وأصالة مبادئه وتجذر انتمائه الوطني، وبإخلاصه ووفائه من أجل قضيّتنا.
وأمام هذا المصاب الجلل، ندعو المولى عزَّ وجلَّ أن يتغمَّدَ فقيدنا بواسع رحمته، ويُلهم عائلته الصبر والسلوان، ويشمله بعظيم عفوه ومغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنّاته مع الشهداء والصّدِّيقين والأنبياء وحَسُن أولئك رفيقا.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وإنّها لثورةٌ حتّى النّصر والعودة
قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها